دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: الشاعر احمد مطر 4/3/2012, 09:48 | |
| الشاعرأحمد ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة. وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء. وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا. وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة. ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه. ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ) ، وللشاعر شعبية كبيرة ، وقراء كثر في العالم العربي. القصيدة : بلاد ما بين النحرين - 1 - ألم يأتكم نبأ الاجتياحْ ؟ لقد كان هذا لكم عبرةً يا أولي الانبطاحْ. يُباع السلاحُ لقتل الشعوب ويُشرى السلاح بقوت الشعوب وها قد علمتمْ بأنَّ الشعوبَ سلاحُ السلاحْ فهلا تركتم لها ما يُباحْ ؟ وها قد عرفتم فتوحَ الحروب فهلا تركتم فتوحَ النكاحْ ؟ ؟ - 2 - ألا.. هل أتاكم حديثُ الجنودْ ؟ الجنود العظام العظام التي أنكرتْ لحمها والجلودْ الجلود التي ساعة الإلتحام استحالتْ بساطيرَ تمشي طوابيرَ تحملُ بيضَ البنود وتلعقُ سودَ الجلودْ جلودِ نعالِ الجنودِ اليهودْ؟! وداروا على النارِ ذاتِ الوَقود ودارتْ خوازيقُ ذُلٍّ وإذ هم قعودْ وأنتم عليهم شهودْ ألم تسألوا... كيف يفنى بها من يُقادُ وينجو بها من يقودْ ؟! تباركَ ذو المكتب البيضوي وحمداً وشكراً لآل السعود ! - 3 - نِعالٌ كرامُ نِعالُ الكرامْ عليها السلام. أعدِوا لهم ما استطعتم.. من الاحترام. عليها السلام. وتلكَ النِعالُ نداولها بينكم يا نشامى فخِرّوا لها سُجداً أو نياما أفي لثمها ما يغيظُ وفيكم ألدُّ الخصام ؟! وربــِّك لا تأمنونَ الحِمامْ اذا لم تذوبوا غراماً بهذا الرَّغامْ. فويلٌ لمن لا ينامْ وويلٌ لمن لا يفكُ الحزامْ وطوبى لبـَـغْـلٍ تسامى لنعلٍ وصلّى لنغلٍ.. صلاةَ النَّعامْ ! أحِلَّ لكم أن تعيشوا مطايا وان تزحفوا للمنايا وان تزحفوا للمنايا جياعاً عرايا وأن تشحذوا من أيادي البغايا بقايا الطعامْ. أُحِــلَّ لكم أن تُميتوا وأن تستميتوا ليحيا النظام. أُحـِلَّ لكم أن تموتوا ويبقى لنا وجهُ أمُ المعاركِ وابن الحرامْ ! - 4 - واذا قال ابليس إني أُريكم سبيل الرشادْ. فيا قومِ.. شُلَّتْ يد الاقتصاد وران الكسادْ وإني أرى ثروتي في نَفادْ. فما ليَ لا أرتدي جُبَّــةً من بيار بن كاردانَ أو عِمـَـةً من بلاد الضبابْ ؟ أذلكَ شيءٌ عجاب ؟ ألا إنكم في ازدياد وإني على خفضِكُمْ قادرٌ.. فانفروا للجهادْ ! وبَشر عبادْ بأن لهم ملجــأً دون سقفٍ وأن لهم قَصعةً دون زادْ. بلى, إنَّ هذا لشيءٌ يُرادْ ! ألا إنَّ هذي حقـــولٌ.. وهذا أوانُ الحصادْ وأنتم جَرادْ. ألا فاسرقوا كل بيتٍ ألا واهتكوا كلّ بيتٍ ألا واحرقوا كلّ بيتٍ وصُـــبوا الاسيدَ وشُدوا الوَثاقَ وشُدوا الزِّنادْ ولا تُفسدوا... إنني لا أحبَُ الفسادْ ! * * * فيا حسرتاه على هؤلاء العبادْ أتوا من بلادٍ عَتَوا في بلادٍ وما كان قبرٌ لهم في بلادْ. فهُــمْ من ترابٍ... وهمْ للرَّمادْ وهُــمْ لم يعودوا.. وإبليسُ عادْ! - 5 - ألـــم ذلك الجيشُ لا ريبَ في الريب فيه ارتقى.. فاستوى والقَدَمْ وطالتْ يداه فُجرَّ الإلهْ وعلَّقهُ في قماش العلمْ فـــداءَ الصنمْ. وسالتْ مياهُ الجباهْ وما كان فيها مياهْ ! وسالتْ دماه وما كان فيها دمٌ, هل لدى الجيشُ دمْ ؟ ألمْ ترى كيف أغارَ على أهلهِ كالذئاب, وولّى أمام العدى كالغَنَمْ ؟! - 6 - ألـــم ذلك الشعبُ لم يبقَ في جسمهِ موضعٌ صالحٌ للألمْ ! ألم يَــفْــنَ ما بين نحرينِ : نحرِ ابن أمِّ الـ.... ونحر الأممْ ؟ فكم من دماءٍ وكم من دموعٍ وكم من.. وكم.. وما بين موتى وموتى جرى الموتُ مسترسلَ الخطوِ حتى هوى الموتُ مْــيـْتا ! وهذا الوجودُ العظيمُ الحقيرُ البصيرُ الضريرُ السميعُ الأصمْ وجودٌ عدمْ ! فلا غُصةٌ في فؤادٍ ولا صرخةٌ فوقَ فمْ. وهذي الرِّمـَمْ تَفَـنَّنَ فيها الفناءُ ونام عليها المنامُ ولكنَّها لم تنمْ ! فمنها الرمادُ استوى ناقماً.. فانتَقمْ وفيها الحِمامُ يسيلِ الحميمِ استَحَمْ وفيها البكاءُ ابتسمْ ! وهذا الوجودُ اللئيمُ الرؤوفُ العدُوُّ الحليفُ الوضيعُ الأشمْ وجودٌ عدمْ. فلا فرحةٌ في فؤادٍ ولا ضحكةٌ فوقَ فمْ. تناومَ حتى تنامى الرَّمادْ وبادَ العبادُ وحَـــلّقَ ظُلْمٌ.. وحطّت ظُلَمْ ! وعبدُ الخَــدَمْ عفا عن رُفات الضحايا.. نَعمْ ؟! عفا ؟ كيف يعفو ؟ ألا إنّهُ وحدهُ المُتهَّمْ ! - 7 - إذا جاء نصرُ الذي ما انتصرْ بأدنى الضررْ : كهَدم المباني وذبح المعاني وقتل الأماني ومسح البوادي, ومحو الحضرْ فهذا قَدَرْ ! ومن فضلهِ أن حباكم بهذا الرئيس الأغرْ وأن بثّ من شكلهِ أمةً في صفاتٍ أُخَرْ. فَـسَـبّح بحمدِ الحجار وسبّح بحمدِ الصورْ ! - 8 - ولما أوى الفتيةُ المؤمنونْ الى كـهـفهـمْ كان في الكهفِ من قبلهم مُخبرونْ! ظننتمْ اذن, أنّنا غافلون ؟ كذلكَ ظنَّّ الدينَ أتَوا قبلكمْ فاستجبنا.. ولو تعلمونْ بما قد أُعــدَ لهم من قواريرَ كانت قواريرَ منصوبةً فوقها يقعدونْ. ولو قد رأيتُم, وثَمَّ رأيتُمْ مَراوحَ سَـقفٍ بها يُربَطونَ. وفازوا بفقْدِ الشعورِ وفازوا بحلقِ الشعورِ وحرق الشعور التي في الصُدورِ وشَيِّ الظهور وصعقِ الـ(...) واقتلاع العُيونْ. وأنتم على إثْرِهم سائرونْ. لينشُرَ ماذا لكم ربّكم ؟ رحمةً ؟ تحلمونْ ! وهل قد حسبتم بأن المباحثَ ملهى وأنّا بها لاعبونْ ؟! سنُملي لكم من لَدُّنا اعترافاتكمْ ثُمَّ أنتم عليها بأسمائكم تَبصِمونْ. فإنا لَنعلمُ ما لم تقولوا.. وندري بما في غدٍ تَصنعونْ. وإنا لنسمعُ صوتَ السكون وإنا لَنُحصي ظنونَ الظّنونْ! أكُنتم لنا (مِربداً) تهجُرونْ وفي مولد الموت لا ترقصونْ وإن قيلَ إنّ ابن هذي.. شريفٌ وضَعتم أصابعكم فوقَ أشيائكم تضحكونْ ؟ وكنتم تقولونَ إنا وجدنا مديرَ الرقابةِ تيساً وإنا له عاطفونْ. فسُحقاً لما قد كتبتمْ. وبُعداً لما تنشرونْ. وأصغى لأبواق سيارةٍ.. قالَ : بُشرايَ هذا رقيبُ السجونْ. * * * وقيلَ لهم : كم لَبِثتمْ ؟ فقالوا : مئاتِ القرون. أنُبعَثُ ؟ قال الذي عنده العلمُ : بل قد لبثنا سنيناً وما زال أولادُ أمِّ الكذا يحكمونْ. وما دامَ ( بعثٌ ).. فلا تُبعَثونْ ! - 9 - أفي الرُّومِ شك ؟ أفي ريبة أنتَ مــمّنْ على ظهرنا أركَبَك ؟ وأعطاكَ رتبةَ ألفي رئيسٍ ورَصَّ على كتفيكَ التَنَك ؟ أفَــضلكَ آتٍ من ( الفضلِ ) أم من فضيلةِ تلك التي.. ( هَـيْتَ لك ) ؟ ! عَفا الرومُ عنكْ خُذْ العفو واأمر لهم كل يومٍ بمليون صكْ وأغلقْ فَمَكْ. فماذا عليك ؟ أكانت تُراثَ الذي خَلّفكْ ؟ دَعِ الناسَ تَسجدْ لذي العرشِ داحي القروشِ وحامي القُروشِ ذوات الكروشِ التي في العروشْ وتأكلْ بغمسِ الرُّفوش بقايا الجيوشِ جيوشِ الوحوشِ وجيش النُّعوشْ وتَنشِق عبيرَ الدُّخان وتَشربْ رحيقَ البِرَكْ ! * * * أفي الرُّومِ شكْ ؟ لقد أفلحَ المُنتَهَكْ. فمن بعدِ عَجنٍ وَعَكٍّ ودَكْ وشعبٍ تَــفَـــرَّى... وشعبٍ هَـــلَــكْ أطَلَّ الصباحُ وطال المساءُ فهذا مُهيبٌ مَهيبٌ وهذا مليكٌ مَلَكْ. ودارَ الفَلَكْ ! تَــبـــاركَ ذو المكتبِ البيضويِّ الرحـــــيمُ الغويُّ وسُبحانَ هيئةِ شنِّ الحروبِ وَوَصل الشّمالِ.. وفصل الجَنوبِ وَفَــرضِ السَّــلامِ بقتلِ الحَمامِ وتَركِ الشَّبَكْ ! * * * وقُل رَبِّ ضــــاقَتْ ولم يبقَ إلاّكَ... والأمرُ لَكْ ! | |
|
عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: الشاعر احمد مطر 4/3/2012, 16:45 | |
| نبذة جميلة ورائعة عن حياة الشاعر الكبير احمد مطر مع الشكر لما قدمتي | |
|