مدرسة الصوم

هى فتح شهية إلى يوم اللقاء
[خلق الله الأنس والجن ليؤدوا فى هذه الحياة رسالة الله , التى إستخلفهم بالأرض لأجلها , ألا وهى :
حسن الصلة به سبحانه . والتعاون فيما بينهم على خير البشرية وإسعادها , إذا فهما واجبان ثابتان لا معدى لإنسان عن أدائهما , وإذا ما أراد أن يقتحم أسوار الحياة الدنيا بسلام , ويلقى الله تعالى كذلك فى سلام .
لكن من ذا يستطيع القيام بتلك الرسالة السامية , ويوفيها
حقها .....؟
إن النفس البشرية بما أودع الله فيها من خصائص , تستطيع إذا ماولت وجهها شطر الهدف أن تصيب به مرمى . تستطيع أن تخلق فى السماء وتغوص فى الماء , وتخلق من الحبة قبة وتجعل من الهواء ماء , ومن الجماد ناطقا وحاكيا ولقد أبصرنا من آيات الله فى النفس , ماجعلنا نؤمن بعظمة باريها , الذى خلقها وسواها , وألهمها فجورها وتقواها
من غير أن تتجه هذه النفس , فالأعمال فى ركود , ومن غير أن تتحرك فالظاهر فى سكون , فما من دابة فى الأرض , ولا طائر يطير بجناحيه , ولا أعمال تراها كالجبال , ألا ومن وراء ذلك نفس محركة وروح دافعة , وقلب أصدر أمرا فنفذ الأمر .
كلف الله العباد , بصلاة وقيام وحج وزكاة , وبر وجهاد , وكلفهم بالسعى لخير الإنسانية جمعاء فكيف يؤدون أم كيف يطيعون .........؟
آتى الله للبيت من أساسه , فأقامه على تقوى منه ورضوان , وشرع من الدين , ما يهذب ( هذه النفس )
حتى تستطيع أن تدفع بالجسم فى ميادين الحياة الصالحة , فينطلق من لدنها كالسهم لا يلوى على شئ , فأن الأعمال متى صدرت من داخل الشخص فهى الشجرة الطيبة , أصلها ثابت , وفرعها فى السماء , تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها , فالأصل الثابت هو النفوس الحية اليقظة والأرادات التى لا تهن ولا تضعف , فإذا بفرعها ونتائجها , وإذا بعملها ومحصولها أصبح شامخا فى السماء , وكل يوم لا بد أن تؤتى أكلا جديدا , وعملا طيبا حميدا , أما الأعمال المعزولة عن صدق النفوس وصحبة الضمائر فهى كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار - وليس من الدين , ماينصب على إصلاح النفوس وترويضها على أمهات الفضائل , وحملها على مكارم الأخلاق , مثل الصوم وصدق نبى الإسلام فى قوله :
( عليك بالصوم فإنه لا عدل له ولا مثل )
وسوف نرى لاحقا كيف أن الصوم يؤثر على النفس , وكيف يخلق منها المرء المؤمن بالله وبوعده , البار بأهله وبنى وطنه الحريص على جلب الخير لسائر الناس .
أحبائى الكرام
لا نظن أن الغرض من الصيام هوهذه الأيام المعدودات , التى تأتينا كل عام , ثم تنتهى , وتعود بعدها للناس حياتهم الرتيبة , يعبون من شهواتها عبا ..........
ما شرع هذا الصيام لشهر ولا لعام , لا , بل ولا لحياة فرد , ولا لنظام أمة خاصة ولا لجيل من الناس يعمر ما يعمر ثم ينقضى بل هو شريعة الإنسانية فى سموها
الصوم يخضع من كبرياء النفس



والى صوموا تصحوا
فى لقاء قادم
إن شاء الله تعالى

خلق الله الأنس والجن ليؤدوا فى هذه الحياة رسالة الله , التى إستخلفهم بالأرض لأجلها , ألا وهى :
حسن الصلة به سبحانه . والتعاون فيما بينهم على خير البشرية وإسعادها , إذا فهما واجبان ثابتان لا معدى لإنسان عن أدائهما , وإذا ما أراد أن يقتحم أسوار الحياة الدنيا بسلام , ويلقى الله تعالى كذلك فى سلام .
لكن من ذا يستطيع القيام بتلك الرسالة السامية , ويوفيها
حقها .....؟
إن النفس البشرية بما أودع الله فيها من خصائص , تستطيع إذا ماولت وجهها شطر الهدف أن تصيب به مرمى . تستطيع أن تخلق فى السماء وتغوص فى الماء , وتخلق من الحبة قبة وتجعل من الهواء ماء , ومن الجماد ناطقا وحاكيا ولقد أبصرنا من آيات الله فى النفس , ماجعلنا نؤمن بعظمة باريها , الذى خلقها وسواها , وألهمها فجورها وتقواها
من غير أن تتجه هذه النفس , فالأعمال فى ركود , ومن غير أن تتحرك فالظاهر فى سكون , فما من دابة فى الأرض , ولا طائر يطير بجناحيه , ولا أعمال تراها كالجبال , ألا ومن وراء ذلك نفس محركة وروح دافعة , وقلب أصدر أمرا فنفذ الأمر .
كلف الله العباد , بصلاة وقيام وحج وزكاة , وبر وجهاد , وكلفهم بالسعى لخير الإنسانية جمعاء فكيف يؤدون أم كيف يطيعون .........؟
آتى الله للبيت من أساسه , فأقامه على تقوى منه ورضوان , وشرع من الدين , ما يهذب ( هذه النفس )
حتى تستطيع أن تدفع بالجسم فى ميادين الحياة الصالحة , فينطلق من لدنها كالسهم لا يلوى على شئ , فأن الأعمال متى صدرت من داخل الشخص فهى الشجرة الطيبة , أصلها ثابت , وفرعها فى السماء , تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها , فالأصل الثابت هو النفوس الحية اليقظة والأرادات التى لا تهن ولا تضعف , فإذا بفرعها ونتائجها , وإذا بعملها ومحصولها أصبح شامخا فى السماء , وكل يوم لا بد أن تؤتى أكلا جديدا , وعملا طيبا حميدا , أما الأعمال المعزولة عن صدق النفوس وصحبة الضمائر فهى كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار - وليس من الدين , ماينصب على إصلاح النفوس وترويضها على أمهات الفضائل , وحملها على مكارم الأخلاق , مثل الصوم وصدق نبى الإسلام فى قوله :
( عليك بالصوم فإنه لا عدل له ولا مثل )
وسوف نرى لاحقا كيف أن الصوم يؤثر على النفس , وكيف يخلق منها المرء المؤمن بالله وبوعده , البار بأهله وبنى وطنه الحريص على جلب الخير لسائر الناس .
أحبائى الكرام
لا نظن أن الغرض من الصيام هوهذه الأيام المعدودات , التى تأتينا كل عام , ثم تنتهى , وتعود بعدها للناس حياتهم الرتيبة , يعبون من شهواتها عبا ..........
ما شرع هذا الصيام لشهر ولا لعام , لا , بل ولا لحياة فرد , ولا لنظام أمة خاصة ولا لجيل من الناس يعمر ما يعمر ثم ينقضى بل هو شريعة الإنسانية فى سموها
الصوم يخضع من كبرياء النفس



والى صوموا تصحوا
فى لقاء قادم
إن شاء الله تعالى

قال تعالى :
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ
ما أعظمه من شهر واحد فى العام ,أنشأ الحكيم العليم فى معهد الإسلام وأدخل فيه عبادة المؤمنين ليصوموا نهاره ويقومون ليلة وليعمروا موسمه بالدرس والعمل المثمر لصالح الفرد والمجموع
ونبى الإسلام قال :
إنه لا مثل له وأنه جنة يقى صاحبه من النار
فما تلك الوقاية ....؟
إخماد الصوم لجذور النفس الأماره وفمعه لوسواس اللعين وذاك هو الحصن من النار , كيف لا ....!؟ ورمضان هو الزمن الذى أصطفاه الله تعالى لإنزال القرآن , وهدايا ربانية وخروج من الظلمات إالى النور , وإنه موسم وإحتفالية بذكرى بدء اتصال السماء بالأرض
نبى الإسلام عليه الصلاة والسلام أوجز فوائد الصوم
الخاصة والعامة فى كلمة كامعة
صوموا تصحوا
وهى لفظة قل مبناها وعظم معناها من جوامع الكلم
وآثار الصيام على صحة الأبدان , أثبت أهل الذكر من الأطباء أن من حكم الصوم الأساسية إعطاء اجهزة الجسم عامة والجهاز الهضمى بعضا من الراحة تستجم فيه , والإنتقال من حالة الإنكباب على الملذات والشهوات ألى حالة ضبط النفس
ومن حكم الصوم أنه لا يأتى فى فصل واحد من فصول السنة ولكنه يختلف على مدار السنين , وبذلك يتعود الإنسان على تحمل الصيام فى كل الظروف المناخية
وأيضا للصوم فوائد فى صحة العقول والأرواح , ومعلوم أن سلامة العقول من سلامة الأبدان




وللحديث بقية فإنتظرونا

آثار الصوم فى صحة العقول والأرواح


=========================




لقد رأينا رأى الطب فى فوائد الصيام للجسم , ومعلوم أن


سلامة العقول من سلامة الأبدان


والحكمة تقول :


العقل السليم فى الجسم السليم


وإنك لن تظفر من إنسان عليل بفهم صائب ولا لرأى سديد


فالصوم يفيض على العقل إشراقا وصفاء


يستطيع به تمييز الخبيث من الطيب , والضار النافع فتحلق


الروح فى آفاقها العلوية تتلمس النور من سمائها المشرقة


وتتلقى فيوضات ربها , غير ممنوعة بمادة ولا محجوزة


بصارف , تتفهم عن الله ما آراد , سباقة إلى مرضاته


وللصوم فى تربية النفس على ملكة الصبر الأثر الذى لا يجحد


فإن عبدا يمكث الساعات الطويلة - وقد يكون صيفا - صابرا


عن تناول شهواته مع شغفه وميله إليها , ومع وفرة الفتن


وكثرة المغريات لاشك أنه بالمصابرة مع نفسه على هذا الحال


شهرا كاملا , يصبح الصبر لديه طبعا راسخا وخلقا أصيلا .


وملكة الصبر أم الملكات الأخلاقية فلا يقوى على التنقل والكفاح


فى الحياة إلا بالصبر


ولا يغالب الأيام إلا صابر , ولا يصل إلى الحقائق العلمية إلا


صابر , ولا يستطيع كشف أسرار الوجود والتفكير إلا صابر


ولا يجود بماله ونفسه إلا صابر , ولا يعبد الله حق عبادته إلا


صابر


قال الإمام على كرم الله وجهه


" الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد "


وفى الحديث



الصوم نصف الصبر , والصبر نصف الإيمان


وللصوم أثره فى إيجاد الطمأنينه فى النفس , والإستقرار وعدم


ذهاب العقل شعاعا مع أى مفاجأة


(وما أكثر المفاجآت والدهر قلب)


فلا تنزعج النفس بترك ما الفته ومخالفه ما اعتادته , فهى تقبل


طعام الصباح فى المساء وطعام المساء فى الصباح , وتصبر


على الظمأ فى الحر والجوع فى القر , لتألف الصدمات إذا ما


انتبتها , وتقوى على الحوادث إذا نزلت على غير متوقع



وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُوا۟ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍۢ


سورة فصلت - الجزء 24 - الآية 35 - الصفحة 480


والصوم يربى النفوس على المراقبة لله فى كل حال , ويعود


صاحبه على الإخلاص فى أداء عمله , لا يبتغى من ورائه


إلا مرضات الله ودينه ووطنه والصالح العام , فإن الصوم سر


بين العبد ومولاه يستطيع المرء أن ينافق فيه وأن يظهر منه


للناس خلاف مايبطن فإذا ما أداه العبد مخلصا مستويا سره مع


علنه وكبح جماح نفسه بعزيمة ثابته لا تتبدل ولا تتغير


ولايمسكها عليه رقيب غير وازعه الدينى وضميره الإنسانى


إذا ما فعل ذلك فقد صان الأمانه , وصار من الله فى مكانة


الرضى . إن شاء الله


وإذا أدرك الإنسان هذه القوة من الإرادة العملية فقد أدرك أجل


منزلة إجتماعية دينية سامية , فتراه يسير فى الحياة قويا


غير متناقض يؤدى حق وطنه كوطنى متحمس , وهو كمسلم


يقوم بأداء حق الله على ما أراد - وأى فضيلة أفضل من أن


تكون شهوات الإنسان تابعة لسليم أفكاره مستسلمة للضمير


الحى , موافقة للقانون الدينى الذى ملك نفسه وأستولى على


مشاعره , فصار يحيا به وله وفيه , ورحم الله هذا المؤمن


الذى أغراه إنسان على معصية قائلا له :


إنه لا يرانا إلا الكواكب


فقال المؤمن المراقب لله :


أنت نظرت للكواكب ولكن مكوكبها ؟


ذلك بأن الصوم وديعة الله يجب أن تؤدى على أكما وجه


وفى الحديث :



إن الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته


.
.
.
.
.


والى لقاء آخر



تحياتى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إن شاء الله سنستكمل مواضيع



مدرسة الصوم إعتباراً من غداً



مع الدعاءبألف صحة وعافية









كل عام وأنتم جميعاً بخير

المجاهد

من هو ......؟


هومن جاهد نفسه وهواه وشيطانه ودنياه

فإن الإنتصار على عدو الميدان أمر فى متناول الكثير

فما هو إلا طعنة يموت طاعنها بعدها فيستريح ويلقى الله

شهيدا مكرما

وإما أن يميت بها عدوه فينال أجره , وما أكثر الذين يقدمون

على الموت راضيين بل مسرعين

أما هذه الأعداء فهى من باطن الشخص وداخله تشاكسه وتفتنه

وتناوئه وتحاربه , وكم لا قى ابن آدم من تلك الجهات الأربع

مالاقى من عنت ونصب

إنى ابتليت بأربع ما سطوا


ألا لجلب متاعبى وعنائى

إبليس والدنيا ونفسى والهوى



كيف النجاة وكلها أعدائى

فالجهاد الأكبر هو جهاد هذه الشرور , المنحيوانة من هذه النواحى

والإنتصار الساحق , هو الإنتصار فى تلك الميادين الحاسمة

ولعمر الحق

إن ذلك لفى حاجة ملحة إلى عناية الرحمن الرحيم , وقوة فى

العقل وبصيرة فى الفكر وصفاء فى الروح , يستطيع بها المؤمن

أن يعرف مكائد هؤلاء الألداء , وسبل غوايتهم وحبائل صيدهم

وميادين حربهم ثم يعرف الأسلحة التى يتمكن بها من دحرهم

والتخلص من شرهم , ومتى تم ذلك للعبد فطوبى له وحسن

مآب

لا سبيل لإنتزاع غرائز الشر ومبادئ الفساد إلا بالوسائل الأدبية

أى تهذيب القوانين ولا تحسين طرق الإنتخاب . ولا إصلاح

الحكومات ولا التعليم المدرسى برافعة من أحلاق قوم ينهمكون

فى الملاهى بمحض رغبتهم , فإن الفكرة لا تنتزع إلا بفكرة

تفوقها والعقائد لا بد نحوها من الإقناع ببراهين تكفل غرس

عقائد أحرى تحل محلها عن رضى وإقتناع .

وجهة نظر

وبهذا نعلم مزية الصوم الذى هو إنتصار تام على عوامل الهوى

والنفس ووساوس الشياطين وفتن الحياة الفاتنة , ومن

الأحر أن يكون هذا الصائم المنتصر أكبر نصرا على سائر

الشرور تاآخرى

قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم

والمهاجر من هجر ما نعى الله عنه

وقال

ليس الشديد يصرع الرجال , وإنما الشديد من يملك نفسه

عند الغضب
.
.
.
.

فماهى آثار الصيام فى صحة المجتمع ...؟

هذا ما سنتناوله إن شاء الله فى الحلقة القادمه


تحياتى

نتابع



آثار الصوم فى صحة المجتمع


كل مجتمع مكون من أفراد , كالقصر مكون من لبنات , وعلى


قدر سلامة اللبنات وقوتها تكون سلامة القصر وقوته , فما الكل


إلا من البعض - ومتى سلمنا بآثار الصوم فى الفرد جسميا


وعقليا فقد سلمنا بآثاره العظيمة كذلك فى المجتمع , وحسب


المجتمع عزا ونصرا لأن يقوم بنيانه على أفراد صحت أجسامهم


وسلمت عقولهم , وأن يرتكن على جماعات صار الصبر وقوة


النفس طبعا لها


وأصبحت الإرادات الماضية شأنها فى كل ما نقوم به


وما أحوج الأمم إلى الصبر والمصابر ة والإرادة

ثم


وإذا كان الآن زعماء الدول ينادون شعوبهم بالقشف والحرمان

من كثير من المتع , لما أصاب البشرية من عوز نتيجة لإختلال

العقول وفشل النظم فما أجمل رمضان من معلم لهذه الأخلاق

القويمة وحامل لصائميه على التخلق بها عمليا وملاقاة الشدائد

بصبر وقوة يقين

إن الصوم يفرض على الناس جميعا غنيهم وفقيرهم , عظيمهم

وغيرهم , عالمهم وجاهلهم يمتنع مئات الملايين من المسلمين

فى وقت واحد عن الطعام والشراب فكأنه فقر إجبارى يتساوى

فيه من حيزت له كنوز قارون ومن ملك شيئا يسيرا , ومن لم

يمتلك شيئا . وهذه مساواة بين العالم الإسلامى تشعره بوحدة

الهدف والفكرة والمشاعر وتقارب بين هذه المللايين المنبثة فى

أقطار الأرض فى وقت الأخذ والترك وعند العطاء والحرمان

قال بعض الفضلاء

كأن الصوم قانون عملى لإصلاح الصفات الإنسانية فى الأغنياء

... تلك الصفات التى أفسدها اللين والنعمة والترف . ثم هو

قانون عملى أيضا يصلح ما أخل به الفقير من صفات الإنسانية

بالفقراء , ويحمل الجميع على ذلك فيستوى الغنى والفقير

ويتقارب بعضهم من بعض فيشرعون بألم واحد ويحسون

بإحساس واحد فيتعاطفون ولا يتنازعون ويتقاربون

ولا يتباعدون وهنا تتحقق الأشتراكية الإسلامية الفاضلة .

وأنت لو أمنعت النظر فى أمر الناس وإختلافهم وتباين مذاهبهم

لوجدتهم يختلفون فى شئ واحد هو سبب الداء والنكبة والنكبات

ذلك هو تحكم البطون فى عقول الناس ومشاعرهم وأحساسهم

وعواطفهم فمن البطن نكبة الإنسانية , وناهيك إذا اشتد جوع

المرء ثم ضوعف هذا الجوع ببطن زوجته الجائعة ثم ازداد

مضاعفة ببطون أولاده , فكأنه جائع ببطون متعدده , وهنا

تأتى الثورة التى لا يتبقى ولا تذر .

إن للبطون فلسفة بسائر الفلسفات وإن الدنيا تموج بتلك

الحشرات التى تعيش لتأكل وإن لللقمة مكانتها المرموقة فى

تاريخ البشر . إن الحياة بكل آمالها وآلامها وبكل مباهجها

ومآسبها تتجه إلى هدف اسمه الرغيف

أتريدون نصف المحاكم وتوفروا نصف الضرائب والأتوات

إذن فحلوا مشكلة القوت اليومى

ومن هناجاء الإسلام بفريضة للصوم ليذهب أحكام هذه البطون

على الأرض ويدربها ويروضها , ويضع الناس تحت طبيعة

واحده وحس واحد وقانون محكم متين

والى حلقة تالية

إن شائ الله

بم يثبت الصوم


يشترط العلماء قاطبة فى ثبوت الصوم رؤية

الهلال وإنه لا يعول على حساب ولا تنجيم لافى

صيام ولا إفطار فإن لم ير الهلال أكملت عدة

الشهر ثلاثين , وذلك لقول الرسول الله

صلى الله عليه وسلم

صوموا لرؤيته , وإفطروا لرؤيته

فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً

وفى رواية أخرى


فإن غم عليكم فقدروا له

رواه البخارى ومسلم


وذلك لأن علم حساب النجوم حدس وتخمين

ليس فيه قطع ولا ظن غالب وعلى ذلك اتفق

أهل الذكر من الفقهاء

ورأى بعض العلماء جواز العمل بحساب الفلك

فى الرؤية محتجاً بأن الصيام مثل الصلوات

فعنده أنه كما نعتمد فى جميع أوقات العام فى

صلاتنا على حساب علماء الفلك فى بدء الوقت

وانتهائه ثم نعتمد عليه كذلك فى مبدأ الصيام

إذ هو من الفجر ونحن نعلمه بحساب النتائج

ونمسك عن الشراب والطعام وسائر المفطرات

بناء على ذلك فلم لا نفعل مثل ذلك فى ثبوت

الصيام وليس بأعظم من الصلاة التى نعتمد فيها

على الفلك لا سيما وحساب الفلك المعروف فى

عصرنا هذا أصبح يفيد العلم القطعى

آداب الصيام


منازل الصائمين

ذكر العلماء آداب الصوم كما يلى :


الصوم ثلاثة مراتب


صوم العوام


مجرد الكف عن المفطرات بصرف النظر عن

البعد عن المحرمات القولية والفعلية

وفى الحديث


رب صائم ليس له صيام إلا الجوع

ابن ماجه


صوم الخواص

ويثحقق بصيانة الجوارح السبع


( العين - والأذن - واللسان - والبطن - والفرج

واليد - والرجل ) عن استرسالها فى المخلفات

وهذا هو سر الصوم المشار اليه


بقوله تعالى فى آية الصوم


( لعلكم تتقون )


ولذا قال الشاعر


إذا ما المرء صام عن الخطايا

فكل شهوره شهر الصيام

فعلى الصائم كف هذه الجوارح حتى لا تؤدى به

الى دخول جهنم من سبعة أبوبها , فأنه لا

يستحق أحد جهنم إلا بعصيانه بجارحة من هذه

الجوارح

وفى الحديث

( ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام

من اللغو والرفث )


أخرجه ابن حيان والحاكم



صوم خواص الخواص


وهو صوم القلب عن الأهتمام بشئ لا يرضى

الله , وصيانته عن الألتفات لأغيار , وشغل

النفس بذكر الله وطاعته فى جميع الحالات


ويستحب للصائم أحد عشر خصلة


نلتقى معهم

فى

لقاء آخر

الخصال هم





1 - تعجيل الفطر



إذا تحقق الغروب لحديث : ( لا يزال الناس

بخير ما عجلوا الفطر )

أخرجه البخارى ومسلم


2 - الفطر قبل الصلاة


البدء قبل صلاة المغرب , ليطمئن قلبه فى


الصلاة وينقطع عن الشواغل وأن يكون الفطر


على رطبات أو تمر وإلا فماء . كل هذا وتراً


وتلك سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم


أخرجه الدار قطنى بإسناد صحيح




وإذا لم يكن الطعام المعتاد للأفطار مهيأ حاضراً


فليفطر على ما سبق ثم ينهض لأداء المغرب


ثم يعود لنيل حاجته من الطعام وفى الحديث


( إذا قدم العشاء فابدأوا به قبل صلاة المغرب


ولا تعجلوا عن عشائكم )


أخرجه البخارى ومسلم



3 - الدعاء عند الأفطار


يطلب الدعاء عند فطره فإنه مجاب :

وفى الحديث


( إن للصائم عند فطره لدعوة لا ترد )


وكان ابن عمرو يقول إذا إفطر :


( اللهم إنى أسألك برحمتك التى وسعت كل شئ

أن تغفر لى )


أخرجه ابن ماجه بسند صحيح




وكان النبى صلى الله عليه وسلم


يقول عند فطره :


( اللهم لك صمت , وعلى رزقك أفطرت , ذهب


الظمأ , وإبتلت العروق , وثبت الأخر إن شاء


الله تعالى , فتقبل منا إنك أنت السميع العليم )


نستكمل غداً

- من أفطر عند غيره


إذا أفطر الصائم عند غيره يدعو له بقوله :

( أفطر عندكم الصائمون , وأكل طعامكم الإبرار

وصلت عليكم الملائكة )

أخرجه ابن ماجه



5 - السحور


السحور سنة , وفى الحديث


( تسحروا فإن فى السحور بركة )

أخرجه احمد والنسائى



وقال :

( إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب

السحور )


أخرجه مسلم



ويمتد وقته قبل الى طلوع الفجر الصادق

أما الإمساك هو الإحتياط والإعلام بقرب نهاية

الليل - ويسن تأخيره ما أمكن


وفى ذلك فوائد جمة , كالتقوى على الصوم

وإدراك صلاة الفجر فى أولها حيث تشهدها

ملائكة الليل والنهار , والإستغفار عند الإسحار

ورياضة الجهاز الهضمى بإداء الصلاة بعد

تناول الطعام


6 - الأقتصاد فى تناول الطعام


يطلب من الصائم ترك الإفراط فى تناول الطعام

( فما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطئ )

أخرجه الترمذى


وكان عيسى عليه السلام يقول :

لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فتقسوا قلوبكم


وإن من السفه أن تمسك عن المشتهيات ساعات

النهار ثم تذهب إليها بالليل عباً لتعوض


أضعاف ما تركنا فترهق المعدة والجسم وتبطل

حكمة الصيام وتتكاسل عن عبادة الليل


7- السواك


ولتغير رائحة الفم طول النهار من عدم الأكل

يسن السواك أول النهار وآخره حتى ولو كان

السواك رطباً , فعله رسول الله صلى الله عليه

وسلم وقال زياد :

ما رأيت أحد كان أدوم لسواك رطب وهو صائم

8 - البر والطاعة



يسن الإكثار من العبادة والإحسان والصدقة إلى

الأقارب واليتامى والمساكين والتوسعة على

الأطفال والأهل بقدر الوسع , وختم القرآن

الكريم


9 - فضل صلاة التراويح


غداً إن شاء الله

فضل صلاة التراويح

ليلاً بعد العشاء لما فيها من أجر جزيل وفى

الحديث :

من قام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم

من ذنبه

وثبت فى البخارى أن الرسول

صلى الله عليه وسلم

مازاد فى رمضان ولا فى غيره عن ثمان ركعات

سوى الوتر , ومن المحزن أننا نشاهد القوم

الذين يؤدونها عشرين لا يكادون يتمون الفاتحة

ولا الأركان كأنهم فى سباق , حتى إنهم

ليتممون هذه الركعات العشرين وثلاثة الوتر

بعدها فى نحو ربع ساعة يتخللها أذكار وأدعية

ماأنزل الله بها من سلطان

وقد شوهد الكثير من الأئمة يقرأ فى الركعة

منها بعضهاً صغيراً من آية ثم يتبعه ببعض

آخر منها فى الركعة الثانية , فتتفكك المعانى

القرآنية وتنزع حرمة الذكر الحكيم من الصدور

ولو رأيتهم وهم يسبقون الإمام فى القيام والقعود

لهالك ماترى ولأدركت أن القوم عموا وصموا

لقد كانوا فى عصور النور والهداية لا ينتهون

من التراويح إلا قبيل الفجر . يستعجلون الخدم

بالسحور مخافة فوات الليل وكانوا يعتمدون على

العصى من طول الوقوف بين يدى الله ومن

إقبالهم على تلاوة كتابه وتفهم مرامية وقد

سبق فى عباده السلف فى رمضان أنهم كانوا

يقرءون سورة البقرة فى ثمان ركعات


فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا

الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا


تمر على المساجد بعد آذان العشاء بنحو نصف

ساعة فتجد القوم قد ولوا إلى بيوتهم وحفلات

سمر مديرين , ولا حولة ولا قوة الا بالله

فأحرص يا أخى المسلم ويا إختى المسلمة

على أداء الشعيرة ولتخشع فيها القلوب

والجوارح

ولتكثر فيها التلاوة والاستماع لكلام الله

وأدها ثمانى ركعات مثنى مثنى وصل الوتر

آخرها أوآخره لأخر وهذا أفضل

لتنال ثواب القائمين الخاشعين


10 - الإعتكاف


غداً إنشاء الله

10- الإعتكاف


ويسن للصائم إن استطاع أن يعتكف فى العشر

الأواخر من رمضان فى المسجد لا يخرج منه

لضرورة قضاء الحاجة وذلك طلباً لليلة القدر

التى هى خير من ألف شهر

فعل ذلك نبى الإسلام عليه السلام كما سبق فى

طاعة السلف , فإن لم يستطع فليكثر الردد على

المساجد لشهود الجمعة والجماعات ويطيل بها

المكث ناوياً الأعكتاف المشروع فينال الأجر

على قدر جهده

11 - الغسل قبل الفجر وبعده


ويسن الأغتسال من الجنابة ليلاً قبل الفجر

ليستقبل الصيام طاهراً من أول النهار , ولكن

لو لم يغتسل من الجنابة إلا بعد الفجر فالصوم

صحيح مادام الجماع قد إنتهى قبل الفجر

أخرجه البخارى ومسلم


كما ذكرنا مثل ذلك فى دم الحيض يرتفع قبل

الفجر ويتأخر الطهر بعده فالصيام صحيح


المباح فى رمضان


الكحل والقطرة والمس

الإكتحال فى العين ولا يفطر بذلك ولو وجد طعمه

فى حلقه ومثله ما يفطر فى العين ومسها لقول

عائشة رضى الله عنها

اكتحل النبى صلى الله عليه وسلم وهو صائم

أخرجه ابن ماجه والبيهقى

وأخرجه أبو داود عن أنس بن مالك

من فعله وهذا هو المعتبر


الادهان


الإدهان بالزيت ونحوه فى الشعر ولا يفطر وإن

وجد أثره فى الحلق

وفى البحارى عن ابن مسعود

إذا كان صوم أحدكم فليصبح دهيناً متر جلا


من الليل ألى النهار


إذا وضع دواء أو دهناً فى أنفه أو أذنه ليلاً فهبط

لحلقه نهاراً فلا يضر


تعاطى الحقنة فى الصوم


يباح للصائم حقن الدواء ونحوه فى العروق

ولا يفطر به كالكحل , وكذا الحقنة فى إحليل

الصائم لا يفطربها عند النعمان ومالك ومحمد

بن الحسن واحمد أما الحقنة فى الدبر وقبل

المرأة فتفسد الصوم أتفاقاً


وهنا وللأمانة

نعرض فتوى الأزهر الشريف فى الحقنة

قد أصدرت مشيخة الأزهر


عن لجنة تم تشكيلها لهذا الموضوع

وكان النتيجة



الأخذ بمذهب الصاحبين ومن وافقهما فى أن

ما يصل الى الجوف من غير المنافذ الطبيعية

لا يفطر لأنه أرفق بالناس

وعليه لا يفطر الصائم بالحقن المعروفة الآن

بجميع أنواعها سواء أكان الدواء أو الغذاء

يصل بها الى الجوف أم لا

أما إذا لم يصل فالأمر ظاهر

وإن وصل فإنما يصل من منفذ معارض

غير خلقى



الإغتسال للتبرد


يباح للصائم أن يدفع عن نفسه الحر أو العطش

بصب الماء على رأسه أوبدنه كله أو المضمضة

والأستنشاق بلا مبالغة فيها

فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو متوجه لفتح مكة فى رمضان فى عام الفتح

فى مكان إسمه

السقيا

أخرجه أحمد وغيره




نستكمل ان شاء الله غداً

نتابع المباح فى رمضان





ذوق الطعام فى الصيام



ويباح للصائم مضغ طعام لابد منه لطفل إذا لم



يوجد من يمضغه غير الصائم ولم يوجد ما يأكله



الطفل بلا مضغ وذلك للضرورة كما يباح للمرأة



والخادم والطاهى ذوق الطعام باللسان من غير



ابتلاع شئ منه لمعرفة درجة ملوحته إذا توقفت



معرفتها على الذوق ولم يستطيعوها لئلا يغبن



فيه بشرط أن يمجه بعد ذلك وينظف فمه من



آثاره



الفصد والحجامه فى الصيام



الحجامة وهى أخذ الدم من الرأس والفصد هو



أخذ الدم من أى عضو فى الجسد , وهما مباحان



للصائم إذا لم يضعفاه عن الصوم - وقد احتجم



النبى صلى الله عليه وسلم وهو صائم



أخرجه أحمد البخارى





الريق فى الصوم



يباح للصائم بلع ريقه أولا فأولا ولو جمعه فى



فمه ثم أبتلعه لا يفطر إجماعاً



أما لو خرج ريقه على شفتيه مثلاً ثم بلعه فيفطر



لأنه بلعه من غير فمه فأشبه ريق غيره , أما إذا



كان الريق يسيراً فهو يشبه السواك الرطب



ويشبه أثر المضمضة الرطب فى الفم فلا يضر



وإن ابتلع النخامه النازله من دماغه ففيها



روايتان بالفطر ويعدمه وكذا لو تتخم من جوفه



ثم ازدرده والرواية الميسرة تقول



انه لا يفطر بهما لأنه معتاد فى الفم غير واصل



من خارج فأسبه الريق



ولو جرحت لثته وسالت دما فإن لم يبتلع شيئا



حتى نظف فمه صح صومه



أما القئ فإن غلبه صح صومه لكن عليه تطهير



فمه قبل بلع ريقه ولو نزل فى أثناء ذلك قسراً



عنه من أثر القئ أو ماء التطهر فصومه سليم



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم



من ذرعه القئ فلا شئ عليه ومن أستقاء



فليقض



أى من تعمد القئ





ومن أصبح صائماً فوجد بين أسنانه بقايا الطعام



فإن تمكن من طرحه فعل - وإلا عفى عنه



إن وصل الى جوفه رغماً عنه أو مع النسيان



ومن مضغ لباناً فى الصوم فان تحلل منه شئ



وبلعه أفطر والاصح صومه مع الكراهة



وفى الحديث



لايمضغ العلك الصائم



أخرجه البيهقى





والمضمضة والاستنشاق فى الصوم كغيره



إلا إنه لا يبالغ فيهما فربما وصل للجوف



فيفسد الصوم وحتى إن كان غير متعمد



وعند الإستحمام , إذا وصل الماء الى مسامعه



فلا شئ عليه



ولكن علينا فى الأماكن والتى نخشى دخول المياه



منها الحيطة والحذر مع عدم التعمد



القبله فى الصوم



القبلة للصائم مباحة للكبير الذى لا يخشى من



ورائها تحرك شهوته



مكروه للشباب لما تؤدى اليه



وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم



يفتى سائليه





اخرجه البيهقى بإسناد جيد





وللمقبل أحوال ثلاثة



1



ألا ينزل فلا يفسد صومه إتفاقاً لحديث السيدة



عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم



كان يقبلها وهو صائم ويباشرها قالت وكان



أملككم لأربه أى أضبطكم لنفسه



أخرجه البخارى ومسلم عن عائشة





وقبل عمر زوجته وسأل النبى عنها فشبهها له



بالمضمضة من الماء وأن ذلك لا بأس به



أخرجه أحمد عن جابر





2



أن تنزل شهوته , فيفطر أتفاقاً وعليه قضاء



وحده عند البعض والقضاء والكفارة عن



البعض الآخرين



3



أن يخرج منه مذى



( وهو ما يسيل عند ثوران الشهوة بلا شهوة



قوية من غير أن يشعر المرء )



وفى هذه الحالة يرى الأئمة كالشافعية صحة



الصوم



والمالكية فساد الصوم وأن عليه قضاء



ولى رأى متواضع وشخصى



فى هذه المسألة





لا داعى إطلاقاً القبلة فى نهار رمضان



ولا أختلاس بعض النظرات أو اللمس والتى



تثير الغرائز



وأفعل ما شئت بعد الأفطار



وطول العام هى أمامك وربما لا تقبلها من الأصل



عند الصوم وفى هذا الشهر تحلوا فى نظرك...



؟؟؟؟؟؟



والله ماهو الا الشيطان يريد أفساد صومك





وبالله نستعين







الإحتلام بالنهار





وهو نائم فلا شئ عليه وعليه الغسل للصلوات





مايفسد الصوم ولا يفسده



الخطأ والإكراه والنسيان





أن شاء الله غداً

مايفسد الصيام ولا يفسده





الخطأ - الإكراه - النسيان





المالكية



يحكم بفساد الصوم والقضاء



وأغلب أهل العلم ومنهم



الشافعية



الحكم بعدم فساد الصوم



لأن



شرط فساد الصوم هو تناول المفطر الطعام



متعمداً عالماً مختاراً وإلا فالصوم صحيح



لحديث ابن عباس



عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :



إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما



أستكرهوا عليه



أخرجه بن ماجه والحاكم والطبرانى



والدارقطنى





وحديث



من أفطر فى رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا



كفارة



أخرجه الحاكم بسند صحيح





وحديث



من نسى فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه







الله وسقاه



رواه البخارى





ما لا تقع فيه هل يفطر



كل من تناول شيئاً وصل الى جوفه أو باطن



دماغه متعمداً عالماً مختاراً على ما سبق



أفطر



حتى ولو كان ما تناوله لا نفع فيه



الحقنة الشرجية



المعروفة فى الدبر مطلقاً أو فى قُبل المرأة



تفطر



والإسعاط



وهو إدخال الماء عن طريق الأنف



أما دخول الماء عن طريق الأذن أثناء الإستحمام



لا يفسد الصوم وهو صحيح



أما دخان سواء دخان البخور أو بخار القدر



أو الدخان المتعارف



فكل ذلك مفطر بمجرد وصوله لحلقه وإن لم



يصل جوفه



أما دخان الحطب فلا أثر له كرائحة الطعام



إذا استنشقها



إنزال المنى



يفسد الصوم بإنزال المنى بنحو لمس بشهوة



أوقبلة أوأستمناء بالكف وعليه قضاء



أما إذا خرج المنى أوالمذى لمرض فلا شئ



عليه لأنه يشبه البول حينئذ لخروجه بلا شهوة



ويشبه الإحتلام فى خروجه من غير اختياره



ولاتسببه ولو سمع أذان الفجر وهو يأكل



أو يشرب أو يجامع فإمتنع حالا صح صومه حتى



ولو نزل جوفه طعام أو شراب رغماً عنه بعد ذلك



أو أنزل فى الخارج لأنه تولد من شهوة مباحه



حدثت فى وقت مباح



الخطأ فى السحور والفطر



من تسحر ظاناً بقاء الليل , أو أفطرظاناً غروب



الشمس , ثم أتضح خلافه فعليه القضاء



وإن تسحر وهو يشك فى طلوع الفجر أو عدم



طلوعه ولم يتبين له الحقيقة بعد ذلك صح



صومه لأن الأصل بقاء الليل - والعكس صحيح



فلو أفطر وهو يشك هل غربت الشمس أم لا



ولم يثبت له أحد الأمرين فعليه القضاء لأن



الأصل بقاء النهار - أما لو أكل على اعتبار أن



الفجر لم يطلع أو أن المغرب قد حان ثم عرض



الشك بعد هذا فالصوم صحيح ما دام لم يتيقن



خطأ ما أقدم عليه - وإذا أدخل الصائم أصبعه



المبتله فى دبره أو أدخلت أصبعها المبتله



عند الإستنجاء فى قبلها فالصوم صحيح عند



معظم الأئمة إذا لم يغيب كله





وأخيراً قضاء رمضان من رمضان



من عليه أيام من رمضان وأراد قضائها



فلا يلزمه الله الأيام بل له أن يفرقها ولا يطلب



منه عن اليوم الذى أفطره إلا يوم مثله فقط



ويزيد عليه الكفارة وهى لاتجب عند بعض



الأئمة كالشافعية والحنابله إلا على من جامع



فى نهار رمضان عامداً عالماً مختاراً ومقدارها



عتق رقبة فإن لم توجد فصيام شهرين متتابعين



إن أفطر آخرهما أعادهما فإن لم يستطع أطعم



ستين مسكيناً لكل منهم نصف قدح لحديث



صحيح



فى ذلك أخرجه السبعة وإذا كفر عن الجماع



قضى يوماً بدل اليوم الذى أفسده علاوة على



الكفارة - ويلاحظ أن الكفارة للجماع على الرجل



وحده وليس على المرأة سوى القضاء



ومن العلماء من أوجبها عليها كالرجل



ومن عليه قضاء صيام تعدى بالفطر فيه لزمه



القضاء فوراً عقب العيد , وإن لم يكن متعدياً



فله تأخير القضاء وينبغى أن يبرئ ذمته قبل



رمضان من عامة القادم



من مات وعليه صيام



من مات وعليه صيام واجب



فإن كان فاته بعذر كمرض ولم يتمكن من قضائه



كان استمر مرضه حتى مات مثلاً فلا إثم عليه



وليس على ورثته فدية



وكل شئ فيه تعمد فعليه القضاء والكفارة





ونسأل الله تعالى أن نكون وفقنا لتغطية كل ما



يتعلق بالصوم



تقبل الله منا ومنكم