المعماري ، حسن فتحي وعمارة الفُقراء
معماري يستحق التقدير، حسن
فتحي وعمارة الفُقراء
موقع بُـكرا
تاريخ النشر: 12/11/2011 - ساعة النشر: 10:48
تاريخ التعديل الاخير: 12/11/2011 - ساعة التعديل الاخير: 10:48
حسن فتحي معماري مصري وُلد في عام 1328هـ/1900م وتوفي في تشرين ثاني –
نوفمبر من عام 1989، وكانت له معاناته الكبيرة من جراء سيطرة الثقافة
الغربية على أفكار مهندسي تلك الفترة والتي لم يسلم منها حتى بعض زملائه
الذين سايروا، وجاملوا، وقلدوا شتى النزعات الغريبة. وترجع أهمية حسن فتحي
إلى كونه أول من شخّص مركب النقص عند المعماريين المصريين إزاء منجزات
العمارة الغربية. عُرف بفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء.
أشهر أعماله أكثر من 160 مشروع ، أهمها و التي تمثل نقطة تحول بارزة في أعماله
1937 فيلا جرافيس و كانت أول منزل يستخدم فيه عناصر جديدة مثل الفناء
المركزي و الفصل بين المساحات العامة و الخاصة و المقعد و المشربية و ذلك
خلافا لأعماله السابقة التي كان يغلب عليها النمط المعماري العالمي.
1941 منزل للجمعية الزراعية الملكية في بهتيم و هو أول مشروع يستخدم الطين
في بنائه وبسببه اتجه إلى اكتشاف تقنيات البناء النوبية لإنشاء القبة و
القبو.
1948 قرية القرنة أشهر أعماله التي روي قصة بنائها في كتاب عمارة الفقراء
مما شد الانتباه العالمي إليه. وقد تم بناء بعض المباني الخدمية و 130 منزل
من اصل 900 منزل كان من المخطط بنائها.
1949 فيلا عزيزة هانم حسنين و هي أول مشروع يستخدم في بنائه الحجر.
1950 مسجد في البنجاب بالهند و استخدم فيه لأول مرة بلاطات مطوية خفيفة
الوزن baratsi truss لتغطية السقف.
1967 قرية باريس و استطاع فيها الوصول إلى خفض هائل لدرجة الحرارة يصل إلى
15 درجة مئوية (15 درجة مئوية فرق الحرارة بين داخل الفراغ و خارجه)
باستخدام أساليب التهوية الطبيعية لمبني السوق و تم بنائها بالطوب الرملي .
تجربته
يعتبر نضال حسن فتحي لتغيير المفاهيم المترسخة لدى عقلية
البيروقراط المصرية مادة بحثية هامة لأغلب المتخصصين وملمحا هاما من ملامح
نضوج الشخصية المعمارية المصرية، و قد مرت رحلة حسن فتحي بمراحل من الفشل
والنجاح كان أولها في بهتيم المصرية وآخرها في دار الإسلام في نيو ميكسيكو
الأمريكية.
من اقواله:
* هناك 800 مليون نسمة من فقراء العالم الثالث محكوم عليهم بالموت المبكر
بسبب سوء السكن، هؤلاء هم زبائني
* كمهندس، طالما أملك القدرة والوسيلة لإراحة الناس فإن الله لن يغفر لي
مطلقاً أن أرفع الحرارة داخل البيت 17 درجة مئوية متعمدا
* الحداثة لا تعني بالضرورة الحيوية، والتغير لا يكون دائما للأفضل
وجهة نظر حسن فتحي.. تكمن الأهمية الحقيقة لحسن فتحي في كونه مهندسًا له وجهة نظر خاصة مرتكزة
على تراث أمته ومستفيدة في الوقت نفسه من إنجازات الآخرين. فالبناء عنده لم
يكن مجرد جدران وسقف، بل كان حياة وحضارة، وتراثًا لم يمت، بل ما زالت
روحه حية، وإعدادًا جيدًا لمستقبل متواصل مع هذا التراث تواصلاً جديًّا في
غير انقطاع.
كان حسن فتحي يرى أن أهم مشكلات المعمار والإسكان في الدول الفقيرة كمصر
تكمن في الفوارق الرهيبة بين القدرات المادية والدخل السنوي للأهالي
وتكاليف البناء، مما يؤدي إلى عدم القدرة على بناء العدد الكافي من المساكن
التي يحتاجها أفراد المجتمع، فيحظى بالمساكن من يملكون تكاليفها، وتبقى
الأغلبية الفقيرة بلا مأوى، إلا الأكشاك أو الخيام أو التكدس كل عشرة أفراد
في شقة من حجرة واحدة وصالة، مما يؤدي بدوره إلى مشاكل اجتماعية نفسية لا
نهائية.
ويطرح المهندس حسن فتحي حلولاً أهمهما: قيام الأهالي بالبناء بأنفسهم
لأنفسهم عن طريق التعاون التقليدي، وليس الجمعيات التعاونية لذات الموظفين
البيروقراطيين، وإخضاع علوم الهندسة والتكنولوجيا الحديثة لاقتصاديات
الأهالي ذوي الدخول شديدة الانخفاض، بما يسمح بإيجاد مسكن يتفق مع هذه
الدخول، ويؤكد حسن فتحي هنا أن ذلك يستلزم إيجاد النظام الاجتماعي - إداري /
مالي- بما يسمح باستمرار فاعلية النظام التعاوني التقليدي في الظروف
الحالية غير التقليدية، ذات النظام الذي بطلت فاعليته قبل الأوان بالنسبة
للغالبية العظمى من الأهالي من جراء عمليات التحول الاجتماعي والاقتصادي
التي شملت العالَم المُصَنِّع وجَرَّتْ معها العالَم غير المصنِّع أو
العالم الثالث.
حسن فتحي المعماري
العبقري.. ظل حسن فتحي المعماري العبقري الفذ مؤرقًا طوال حياته بمشكلة أشبه بمشكلات
الثوار العظماء وهي توفير المسكن الصحي والرخيص لأفقر الفقراء من المصريين
وربما لفقراء العالم أجمع، وقد أبدع حسن فتحي طريقة ومنهجًا معماريًا
يمكّن الفقراء فعلا من أن تكون لهم بيوت متينة وواسعة وجميلة، وهذا
باستخدام أبسط المواد المتاحة في البيئة المحلية وتبعًا للتراث الشعبي
المحلي للعمارة في هذه البيئة.