حماة البيئة يحذرون من بناء جسر

حماة البيئة يحذرون من بناء جسر ارتفاعه 280 مترا بين ألمانيا والدنمارك

بناؤه سيلون ماء البحر بالبني طوال سنوات وسيؤثر في هجرة مليون طائر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

رسم تصوري لجسر يربط بين المانيا والدنمارك («الشرق الأوسط»)

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
اتفقت حكومتا المانيا والدنمارك في يوليو (تموز) الماضي على بناء جسر «فيهمارنبيلت» بين بوتغاردن الألمانية ومدينة رودبي على ساحل جزيرة لولاند الدنماركية. وهذا يعني أن الجسر سيوصل مباشرة، عبر جسور الدنمارك الصغيرة، وجسر مالمو، إلى بقية مدن الدنمارك والسويد.
تم الاتفاق على المشروع بعد 15 سنة من المفاوضات، وينتظر أن يبدأ العمل بالجسر عام 2011 وينتهي فيه عام 2018 ليحل محل العبارات الضخمة العاملة على البحر بين البلدين. وتكشف الصور الملتقطة من قبل الأقمار الصناعية أن الجسر يمر في بحر البلطيق تماما تحت خطوط هجرة الطيور المهاجرة التي تكثر في المنطقة، وكان هذا مصدر قلق منظمات البيئة الأول. وعلى هذا الاساس فإن المشروع سيوفر تسهيلات كبيرة، من ناحية الوقت والتكاليف، لحركة النقل بين البلدين، إلا انه سيلحق أضرارا كبيرة بالبيئة البحرية، حسب رأي علماء البيئة.

ونشرت منظمة «نابو» البيئية الدولية تقريرا تقول فيه إن الجسر العالي سيؤثر في هجرة أكثر من مليون طائر مهاجر يتخذ من حزام فيهمارنبيلت (الممر المائي بين ألمانيا والدنمارك) طريقا له نحو الجنوب. وواقع الحال أن تسمية «فيمارنبيلت»، قد أطلقت على المنطقة بسبب هجرة هذه الطيور. وينتظر أن تؤدي أعمدة الجسر العالية، التي يقدر المهندسون ارتفاعها بنحو 280 مترا فوق سطح البحر، إلى قتل 100 ألف طير في السنة. وينتظر أن يقوم الجسر على نحو 70 زوجا من الأعمدة العالية التي تمتد طوال 19 كم هي طول المضيق بين البلدين.

وذكرت مالتة سيغرت، من منظمة «نابو»، أن جسر «اوريسوند»، الذي يقع في الدنمارك إلى الشمال من «فيهمارنبيلت»، يقتل في موسم الهجرة اكثر من 1000 طائر يوميا. وترتفع أعمدة جسر اوريسوند إلى 160 مترا فوق سطح البحر والمعتقد أن أعمدة الجسر الجديد لن تكون أكثر رأفة بالطيور منه. علما بأن الطيور المهاجرة من الشرق إلى الغرب، وبالعكس، تطير على ارتفاع منخفض يقدر بين 80- 160 مترا وستكون بالتالي ضحية أعمدة وسلاسل الجسر الضخم.

وقدر لايف ميلر، مدير مشروع «نابو» في مدينة كيل الألمانية (شمال)، أن يؤدي بناء الجسر إلى تلوين مياه البحر على مدى سنوات باللون البني الناجم عن مواد البناء المختلفة. وسيؤدي تركز هذه المواد في الماء إلى موت الدلافين والحيتان في المنطقة، وإلى قتل البيئة البحرية النباتية والحيوانية في قاع البحر. ووعد ميلر ببذل كافة المساعي بهدف وقف بناء الجسر الذي ترتفع كلفته إلى 5.6 مليون يورو.

عدا عن ذلك، حذر معهد أبحاث البحار في لايبنتز (ألمانيا) من تغير البيئة البحرية بين الشرق والغرب بفعل بناء جسر اوريسوند. وذكر العالم هانز بوركارد أن أعمدة الجسر الضخمة سببت موجات عالية بين جزيرتي سبروغو وسيلاند الدنماركيتين. وأدى ذلك إلى عرقلة تبادل الماء المالح والغني بالأوكسجين بين بحر الشمال وبحر البلطيق. ولا يمكن التنبؤ حاليا بنتائج بناء جسر «فيهمارنبيلت»، إلا أنه سيضاعف مشكلة الموجات العالية ومشكلة قلة ملوحة بحر البلطيق، وهو ما يمكن أن يعرض الأحياء المائية للخطر.

وشاركت دائرة البيئة الاتحادية منظمات البيئة الأخرى قلقها من مشروع الجسر، خصوصا أن الحكومتين الألمانية والدنماركية لم تستأنسا بآراء دوائر البيئة الرسمية في البلدين. وقال فرانز ايمدة، رئيس الدائرة في ولاية شليسفج هولشتاني (شمال)، ان دائرته ليست «سلطات حظر»، لكنها تدعو الحكومة إلى تقليل مضار الجسر على البيئة، خاصة أثناء البناء. وحذر ايمدة من احتمال حدوث تصادمات بين البواخر والناقلات الضخمة التي تعبر مضيق «فيهمارنبيلت» اثناء فترة البناء. فالممر المائي ضيق وقد تسبب الأعمدة اختلال التوازن الملاحي بين 60 ألف باخرة وناقلة تمخر عباب البحر هناك كل سنة. وتكون المخاوف أكبر بالطبع حينما تتعلق الأمور ببواخر النفط الضخمة، إذ أن بناء الجسر والأعمدة سيقلل المنطقة الصالحة للملاحة في المضيق من عرض 8 كم إلى مجرد 750 مترا.

وتشكو منظمة السياحة المحلية من تأثيرا بناء الجسر على حياة البشر في المنطقة. فمعظم الناس هناك يعيشون من أعمال العبارات الضخمة والصغيرة والتجارة مع سكان الدنمارك والسويد. ويمكن للجسر أن يلغي أعمال الكثير من المشتغلين في الموانئ والعبارات والبواخر. كما سيؤثر بناء الجسر، طوال 7 سنوات، على الملاحة والصيد والسياحة في المنطقة.

وتثير منظمة «نابو» البيئية أمرا لم تنتبه إليه (أو أغفلته) الحكومتان الألمانية والدنماركية أثناء إبرام العقد. فالمياه الدولية تقع على بعد 3 كم من بوترغاردن الألمانية، وعلى بعد 3 كم من رودبي الدنماركية، وعليه فلا بد للحكومتين من الحصول على موافقة الأمم المتحدة ومنظمة الملاحة العالمية IMO التابعة لها.

تم توقيع عقد بناء الجسر بين بيتر هاري كارستنزن رئيس وزراء ولاية شليسفغ هولشتاين وممثلي الحكومة الدنماركية. ويفترض أن يصبح الجسر معبرا للسيارات والقطارات عبر ربطه بشبكات الطرق السريعة الألمانية القادمة من هامبورغ وهانوفر وفرانكفورت. وتحملت الحكومة الدنماركية 70% من كلفة المشروع، أي نحو 4.8 مليون يورو.

من المعلومات الاوليه هو خطر على البيئة ويحتاج الى تعديل رائع ما قدم هنا

مشرف الهندسة المدنية تاريخ التسجيل : 23/04/2010

الحقيقة هذه المشكلة لها شجون............

يجب أن يكون هناك فاصل بين .........الإحتياجات الضرورية ومشاكل البيئة

بحيث نعرف متى .....علينا أخذ المخاطر البيئية بالحسبان ومتى نتجاهلها

وخاصة أنه من الأكيدأن البيئة لديها

وسائل للدفاع عن نفسها ولديها القدرة على تصليح نفسها

والحقيقة هناك توجه لأخذ قدرة البيئة على التصليح والمدة الزمنية اللازمة لذلك

ومعرفة مدى التأثير الضار للمشاريع على البيئة وديمومة هذا التأثير ومدى قدرة النظام البيئي على التصليح

وأخذ ذلك بالحسبان لإتخاذ قرار القيام بالمشروع أو تأجيله ريثما إيجاد طرق جديدة كفيلة بالحد من الأضرار المتوقعة

» قضايا البيئة .. مفهوم البيئة
» قصر آل العظم في حماة.
» الطبيب الشاعر وجيه البارودي - حماة.
» ما هي البيئة
» مجلة الهندسة والفنون العدد 50