كيف تعزز من طاقة مخّك طوال 24 ساعة؟
جميعنا يعلم ما يفترض علينا أن نفعله للمحافظة على أجسام صحيّة، رشيقة لفترة من الزمن، و لكن كيف ستكون نقطة البداية في المحافظة على عقل سليم يعمل بكفاءة طوال اليوم، و يستمر كذلك في اليوم التالي؟
إنّ المحافظة على عقل سليم قوي أصعب من المحافظة على جسم رشيق يعتمد على اتّباع حمية غذائيّة معينّة، و قد قامت العديد من الدراسات في القرن الماضي على المسنين لتعزيز قوّة المخّ، و بيّنت النتائج أنّ هنالك عدّة ارتباطات مثيرة للاهتمام و البحث، و لكنّها في الواقع تفتقر إلى السبب و النتيجة، و كان الفحص الصحيح للدماغ يتمّ عند تشريح الجثّة.
و يهدف العلماء إلى منع حدوث تغيّرات وظيفيّة وهيكليّة للدماغ. و يحاول الباحثون اليوم أن يفهموا لماذا لدى بعض الأشخاص ما يسمّى بالاحتياطي المعرفيّ، و هو القدرة على الحفاظ على معظم أو كلّ وظائف الدماغ حتّى بعد حدوث بعض التغيّرات السلبيّة كالإصابة بمرض الزهايمر، أو الخرف، أو فقدان الذاكرة، لذلك إذا كان لديك تاريخ عائليّ قوي بتراجع القدرات العقليّة، فإنّ ما تفعله الآن أو لا تفعله يمكن أن يُحدِث الفرق في الحفاظ على حالة مخّك في أحسن حالة.
جدد طاقتك عند الإستيقاظ
استيقظ في الساعة السادسة صباحاً و حاول شمّ رائحة القهوة حتّى لو لم تكن ترغب في تناولها، فرائحة القهوة تعمل على تحفيز قدرة المخّ، و الأفضل من ذلك تناول فنجاناً من القهوة.
و قد كشفت إحدى الدراسات أنّ النساء في سن 65 سنة أو أكبر، و اللواتي يتناولن أكثر من ثلاثة أكواب من القهوة (بما يعادل 141.7 غرام) في اليوم كُنّ أقلّ احتمالاً للتعرّض لتراجع في الطاقة اللفظيّة بنسبة 33% من اللواتي يتناولن أقلّ من كوب واحد.
في الساعة السابعة تناول وجبة الإفطار، و استمتع بالطاقة التي تحصل عليها من الأطعمة الصحيّة للمخّ مثل العنب البريّ، و الحبوب، و اللبن خالي الدسم، حيث يحتوي العنب البريّ على خصائص مضادة للأكسدة، والتي تزيد من تدفّق الدم إلى المخّ ممّا يحسّن من وظيفة الخلايا العصبيّة.
في الساعة الثامنة خلال فترة الإفطار، قم بإشغال مخّك بإحدى الألعاب كلعبة الكلمات المتقاطعة أو لعبة سودوكو (لعبة مبنية على وضع الأرقام في المكان المناسب)، و هي طريقة رائعة لزيادة الانتباه، وسرعة المعالجة، والمشاركة الإيجابية للمخّ.
نشّط خلايا مخّك في منتصف الصباح
في الساعة التاسعة صباحاً أوقف نظام تحديد المواقع GPS، فإنّ هذا الجهاز يمنعك من استخدام أجزاءٍ من دماغك كقرن آموان أو الحصين المسؤول عن تحديد الأماكن و المواقع و القدرة المكانيّة.
في الساعة 9 سيكون دماغك في قمّة تركيزه لذا احتفظ بجهاز الGPSعندما تشعر بالتعب و عدم القدرة على التركيز.
في تمام الساعة العاشرة صباحاً، اذهب إلى صالة الألعاب الرياضيّة، و ركّز على تمارين عضلة القلب التي قد تزيد من حجم قرن آمون، و إذا لم تتمكّن من الذهاب إلى الصالة الرياضيّة فقم بجولة بعيداً عن مكتب العمل، فمن أفضل السبل للحفاظ على صحّة عقلك المشي بما لا يقلّ عن 1 كيلومتر في اليوم.
في الساعة الحادية عشرة، اعمل على زيادة الإضاءة باستخدام اللمبات الكاملة الطيف لتبقى يقظاً ومتنبّهاً، و لتعزيز وظائف الدماغ كتقوية الذاكرة وتحسين الحالة المزاجيّة. كما يقول الخبراء إنّ هذا النوع من الإضاءة يحاكي الإضاءة الطبيعيّة أو الإضاءة التي كان الإنسان معتاداً عليها قبل اختراع الإضاءة الكهربائيّة.
نشّط خلايا مخّك وقت الغداء
في وقت الظهر، حاول فحص عينيك و أذنيك قبل الغداء، فعندما تصل إلى منتصف الأربعينات من العمر فيجب عليك أن تبدأ بفحص الرؤية و القدرة السمعيّة لديك بشكل دوريّ.
في الساعة الواحدة بعد الظهر تناول غداءك و حاول تناول الجزر، و الكرفس، و الفلفل الأخضر الحلو حيث تحتوي هذه الأطعمة على مادة اللوتيولين التي تساعد على التقليل من خطر الإصابة بالخرف، و بإمكانك استخدام زيت الزيتون في الطبخ، أو تناول مشروب النعنع أو البابونج للحصول على اللوتيولين أيضاً.
في الساعة الثانية بعد الظهر، قم بأخذ قيلولة و استمتع بفوائدها العديدة ، و قد نُشرت دراسة حديثة تتحدّث عن أخذ قيلولة لمدّة 90 دقيقة، لاختبار استراتيجية النوم الفطريّة و التي تُسمّى جدول النوم ثنائي الطور. فالناس الذين يأخذون قيلولة طويلة تزداد قدرتهم على التعلّم و يرجع ذلك إلى أنّه خلال مرحلة النوم يقوم الدماغ بمسح الذاكرة القصيرة المدى، ليفسح المجال لتعلّم خبرات جديدة.
نشّط خلايا مخّك في فترة بعد الظهر
في الساعة الثالثة بعد الظهر، اجلس على شبكة الانترنت للقيام بالبحوث حيث يشارك الجزء الأكبر من العقل في هذه العمليّة، لذا حاول استخدام محرّكات البحث المختلفة في البحث عن الأخبار و المعلومات المختلفة. و حاول الحدّ من الوقت الذي تنفقه على المواقع التي تتصفّحها يوميّاً، و كرّس بعض الوقت لاستكشاف الأفكار الجديدة.
في الساعة الرابعة بعد الظهر، إذا كنت من المدخّنين فحاول اتّخاذ قرار بالإقلاع عن التدخين، فقد ثبت حديثاً أنّ التدخين يؤثّر سلباً على الرجال و النساء في متوسّط العمر و يُضاعف لديهم فرصة الإصابة بفقدان الذاكرة، و يخفّض لديهم القدرات المنطقيّة.
وبيّنت إحدى الدراسات التي قامت على دراسة الأفراد الذين لا تزيد أعمارهم عن 35 سنة، والذين تمّت متابعتهم أكثر من عشرين سنة، أنّ أكبر فائدة معرفيّة للإقلاع عن التدخين كانت واضحة بعد عشر سنين من ترك التدخين، لذا اترك التدخين الآن و حاول التنفّس بشكلٍ أفضل.
في الساعة الخامسة عصراً اذهب إلى منزلك من طريق آخر لتكسر الروتين فهو أحد مفاتيح صحّة المخّ، فالتغيير في الروتين اليوميّ يمدّ مخّك بتجارب مختلفة، لذا قم الليلة على العشاء بتغيير المكان الذي تجلس فيه على الطاولة في العادة.
نشّط خلايا مخّك وقت العشاء
في الساعة السادسة مساءً تناول وجبة عشاء غنيّة بأوميغا3 ، و اعمل على زيادة تناولك لأحماض أوميغا3 الدهنيّة الموجودة في السلمون، و التونا، و السردين، و السمك الرنكة حيث تقوّي هذه الأطعمة القدرة المنطقيّة غير اللفظيّة للمفردات.
في الساعة السابعة مساءً تناول وجبة العشاء مع العائلة أو الأصدقاء، فالتفاعل الاجتماعي من أحد عوامل حماية العقل من الأمراض في وقت لاحق، كما أظهرت دراسة أنّ أسلوب الحياة التفاعليّة التشاركيّة يساهم في التقليل من العوامل الجينيّة للإصابة بمرض الخرف.
في الساعة الثامنة مساءً توقّف عن مشاهدة التلفاز فقد تبيّن أنّه كلّما زادت مشاهدة التلفاز للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 و 59 سنة كلّما زاد خطر إصابتهم بالخرف بنسبة 1.3 % . كما أنّ كلّ ساعة تُقضى على الأنشطة الفكريّة تقلّل من خطرالإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 16% ، و تخفّض ساعة من العلاقات الاجتماعيّة نسبة خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 18%.
نشّط خلايا مخّك قبل ذهابك للنوم
في الساعة التاسعة مساءً حاول قرأة القرآن و حفظ ولو القليل من الآيات لتعزيز ملكة الحفظ و الترتيل.
في الساعة الحادية عشرة مساءً اذهب للنوم، و يجب أن تعلم أنّ كميّة و نوعيّة الضوء الذي تتعرّض له قبل ذهابك إلى النوم يؤثّر على راحة نومك. فأشعة الضوء التي تتعرّض لها من جهاز الحاسوب المحمول، و جهازك الجوال الذكي iPads و غيرها من الأجهزة ستنشّط الضوء الأزرق في دماغك عندما تخلد للراحة، لذا يمكنك متابعة تصفّح الأخبار و رسائلك الإلكترونيّة في صباح اليوم التالي بدلاً من المساء قبل النوم.
المصدر: مواقع و منتديات