كثير من اللحظات التي تسعى فيها الى تسليم الأمانة الى خالقها , تجد نفسك قد تعبت , تجد روحك بين يدي الله , لا تريد أكثر من الموت على حجارة الزمن , أيمانك بالله يمنعك من قتل هذه النعمة التي وهبها الله لك , هي نعمة من الله ستحافظ عليها رغم ما في داخلك من آلم , فكل من رسم الألم على جسدك , ويمر عليك , يرمي من وجهة إبتسامة صفراء , تقطع أوصال قلبك , تذيبه , يقتل الأمان والراحة التي تبحث عنها فيك , تجد نفسك تبتسم من الخارج ويعتصرك آلم كبير , لتجد لنفسك زاوية على الأرض تحت ظل شجرة أو حتى بجوار بناء قديم , لتحمي جسدك المنهك من آلم أشعة الشمس , فيكفي ما عليه من آلم , لتبكي بصمت , دموعك حارة , تنزل كالبركان , قلبك يحترق , تشعر بلهيبه , تريد الموت , تريد الغياب عن الوعي , يريدون قتل الإنسانية فيك , يريدون قتل الطيبة فيك , يجبروك بخططهم الخبيثة أن تقع في الخطأ , وفي لحظة ضياعك , ولحظة حزنك , وأنت تنتظر من يرمي لك طوق النجاة , وتأمنه كأنه روحك , يرمي لك بطعمه , تعطيه الأمان ويعطيك الألم , تعطية الراحة ويعطيك العذاب , تعطيه الطمأنينة ويعطيك تمني الموت , ليأتي فجأة من عند الله , تشكر الله عليه , وأنت في غرفة الإنعاش صدمات كهربائية , تزيد من آلمك أنت تريد الموت وهي تريد لك الحياة , حتى هي مصرة على رسم الآلم على جسدك, أهلك يدعون لك بالحياة وأنت تزداد آلما ً تريد منهم أن يدعوا بموتك وليس بحياتك , متى سيأتي الموت ؟ متى سيأتي الموت بدون آلم , كم تتمنى أن تكون مثل سعاد , لتحرق جسدك , كما حرقته مع خريطة الآلم التي خطها أحد أبطال روايتها على جسدها , فالحمد لله لا ينسى أحدا ً من عباده والشكر لله على نعمة الحياة .
عثمان محمد