التنفس العميق.. ماذا تعرف عن منافعه الصحية؟!
التمارين البدنية تقوي أجزاء الجسم التي نقوم بتمرينها. أما التنفس العميق فتعود فائدته على جميع أجزاء الجسم ويساعد في التغلب على العديد من المشاكل الصحية. أهل الشرق (منطقة اليابان والصين) يعرفون حيوية التنفس العميق وفائدته الصحية منذ مدة طويلة، إلا أن الغربيين لم يتنبهوا إلى أهمية وفوائد التنفس العميق إلا مؤخرا.
الآن أكد الباحثون الفوائد الجمة للتنفس العميق، وأخذ الأطباء يستخدمون أساليبه في علاج مرضاهم. تتكون الرئة من حوالي 500 مليون خلية هوائية صغيرة جدا (الحجيرات الهوائية)، هي التي تمتص الأوكسجين من الهواء وتخرج ثاني أوكسيد الكربون (الضار للجسم) من الدم. أثناء عملية التنفس اللاشعورية العادية، نستخدم حوالي 70 % من كامل الرئة، ويظل الثلاثون في المئة الباقية بكرا (أي دون استعمال). أما أثناء عملية التنفس العميق فنستخدم ما يزيد على 90 % من الرئة استخداما فعّالا.
هذا يعني أن حجم الهواء الذي نتنفسه (شهيق وزفير) يزداد من 500 ميليلتر إلى 1500 ميليليتر، كما أن حركة الحجاب الحاجز تزداد أكثر من خمسة أضعاف. هذه الحركة يصاحبها تمدد وانقباض عضلات البطن وتحفّز حركة المعدة والأمعاء فتزداد قوة الدورة الدموية في سائر أجزاء الجسم مما يخفّض ضغط الدم وينقص معدل ضربات القلب ومستوى السكر في الدم، مع ما لكل ذلك من فوائد صحية كبيرة.
التنفس العميق له تأثير إيجابي جدا على الاسترخاء. التنفس العميق، خاصة في مرحلة الزفير، يزيد تقلص وانقباض الحجاب الحاجز فيرسل حافزات قوية جدا إلى مركز التنفس في جذع الدماغ ويحفّز الهيبوتالموس على إفراز كيماويات الأعصاب مثل الإندورفين والسيروتونين وتنشط أعصاب النظير الودي التي تهديء الوظائف الداخلية عامة مما يجعل الشخص يشعر بالاسترخاء والهدوء. بالتنفس العميق يتم توزيع الأوكسجين إلى الجسم والدماغ بطريقة مثلى، الأمر الذي يخفف تشنج العضلات ويقلل الألم ويجعل الذهن صافيا.
أسلوب التنفس العميق
التنفس العميق يختلف عن التنفس العادي الذي نسميه التنفس الضحل أو السطحي. التنفس العميق يجعلنا نستنشق كمية أكبر بكثير من كمية الهواء التي نستنشقها بالتنفس الضحل.
عملية التنفس العميق تتم كما يلي
* استلق على ظهرك على سطح مريح.
* باعد بين قدميك مسافة 8 بوصات جاعلا أصابع قدميك منحرفة إلى الخارج قليلا.
* إثن ركبتيك.
* ضع إحدى يديك على الصدر والأخرى على البطن.
* استنشق الهواء (شهيق) بعمق وبطء عن طريق الأنف وأدخله إلى البطن.
* إبقه في الداخل بضع ثوان أو بقدر ما تستطيع.
* ثم أخرج الهواء (زفير) ببطء عن طريق الأنف أيضا.
* دع يدك ترتفع وتنخفض مع حركة البطن دون أن يتحرك الصدر سوى شيئا قليلا جدا.
* مارس عملية التنفس العميق هذه لمدة عشر دقائق كل يوم.
عندما تتقنها وتشعر أنك تقوم بها بالطريقة الصحيحة وتسهل عليك ممارستها، غيّر عملية الزفير من الأنف إلى الفم، أي أدخل الهواء عن طريق الأنف ولكن أخرجه عن طريق الفم. يجب أن تستغرق عملية الشهيق 5 ثوان وعملية الزفير 15 إلى 20 ثانية. والآن بعد أن اتقنت عملية التنفس العميق هذه بإمكانك ممارستها قي أي وضع، واقفا أو جالسأ ... إلخ وليس من الضروري ممارستها فقط اثناء الاستلقاء على الظهر.
هناك أسلوب آخر للتنفس العميق وهو..
* إجلـس أو استلق على سطح متوازن ومريح.
* تنفس الهواء عن طريق الأنف وادخله إلى البطن ببطء لمدة 4 ثوان (الهواء في الواقع يدخل إلى الجزء السفلي من الرئة ضاغطا على الحجاب الحاجز الذي بدوره يضغط على البطن فيرتفع لأنه يتمدد أثناء عملية الشهيق، ثم ينخفض البطن عند عملية الزفيرلأنه يتقلص مع خروج الهواء).
* أبق الهواء في الداخل مدة 4 ثوان، ثم أخرجه ببطء لمدة 4 ثوان.
إحبس نفسك لمدة 4 ثوان.
* وعاود العملية برمتها.
* بعد أن تتعود التنفس بهذه الطريقة، زد مدة كل خطوة من 4 إلى 8 ثوان.
* كرر عملية التنفس هذه لمدة عشر دقائق كل يوم.
* إذا واظبت على ذلك حتما سوف تشعر بنتائج طيبة جدا تشجعك على الاستمرار
من ذلك سنبدأ برياضة الصباح
البدنية والروحية
كل يوم تنفس عميق ودعاء
بأذن الله تعالى
منقول