مارس الرجل الشرقي تسلطه وسطوته على المرأة التي حكم عليها أن
تعيش تحت نيّر العبودية عبر آلاف السنين، بعد أن جردت من مكانتها
الانتاجية والانسانية ومع بداية القرن العشرين ظهرت دعوات تطالب بتحرير
المرأة ابتدأ ها قاسم أمين في مصر وتبعه الشاعران العراقيان جميل صدقي
الزهاوي ومعروف الرصافي، لعب الثاني بقصائده وأفكاره دوراً متميزاً
ومنفرداً في دفاعه عن المرأة في مجتمع ذكوري وذهنية ذكورية وتأتي دعوة
الرصافي لتحرير المرأة والمطالبة بسفورها وحقوقها في الثقافة والتعليم وهو
الذي قضى سنوات عديدة في الاستانة جاهر الشاعر الرصافي بقصائده بالرغم من
وجود خطاب سلطوي مهيمن حيث كانت المرأة مهمشة ومسحوقة بسبب سيطرة الرجل
وسطوته على المرأة في ديوان الرصافي باب اسمه "النسائيات" تناول فيه قصائد
عديدة مدافعاً عن قضايا المرأة وحقوقها، ومع دخول الفن الى العراق في
عشرينات القرن العشرين كان الرجل يؤدي دور المرأة في التمثيل لأن المرأة لا
يسمح لها بالتمثيل وممارسة العمل الفني للنظرة الضيقة للمجتمع فالرجل
يمارس دور المرأة، ما حدا بالرصافي في انتقاد الرجل:وما العار أن تبدو الفتاة بمسرح
تمثل حالي عزة وإباء
ولكن عاراً أن تزيا رجالكم
على مسرح التمثيل زي نساء
المرأة
في المجتمع العربي والاسلامي ينظر إليها على أنها إنسانة ناقصة عقل
والمراد بهذه النظرة الاحتقار والتقليل من شأن المرأة وحرمانها من الإسهام
في النشاطات الاجتماعية والنظر اليها بوصفها إنساناً ناقصاً:يقولون: ان النساء نواقص
ويدلون في ما هم يقولون بالسمع
فأنكرت ما قالوه والعقل شاهدي
وما أنا في انكار ذلك بالبدع
اذا النخلة العيطاء أصبح طلعها
ضعيفاً فليس اللوم في هذا على الطلع
ولكنما الجذع الذي هو ثابت
بمنبت سوء فالنقيصة بالجذع
نادى
الرصافي بنهضة المرأة وان تكون عضواً مهماً في المجتمع العراقي ذاكراً أن
الاسلام لا يقضي بتفضيل الرجل على المرأة، وعد حضن الأم هو المهندس الأول
للطفل:فحضن الأم مدرسة تسامت
بتربية البنين و البنات
وأخلاق الوليد تقاس حسنا
بأخلاق النساء الوالدات
وليس ربيب عالية المزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات
وفي
قصيدة مكوّنة من72 بيتاً يصور الرصافي بؤس المرأة المرضع الأرملة متجسدة
في شخصية امرأة أم لطفلة وهي قصيدة ذات أبعاد انسانية عالية:لقيتها ليتني ما كنت ألقاها
تمشي وقد أثقل الأملاق ممشاها
أثوابها رثة والرجل حافية
والدمع تذرفه في الخد عيناها
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها
واصفرّ كالورد من جوع محياها
مات الذي كان يحميها ويسعدها
فالدهر من بعده بالفقر أشقاها