الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

قصة الفستان الاحمر %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

قصة الفستان الاحمر %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        قصة الفستان الاحمر I_icon_mini_login  

 

 قصة الفستان الاحمر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

قصة الفستان الاحمر Empty
مُساهمةموضوع: قصة الفستان الاحمر   قصة الفستان الاحمر Empty8/27/2012, 10:45

أحاول أن أرفع مزلاج نافذة حجرتي، لأطل على الشارع الهادئ الذي يخلو تقريباً من المارة. أسمع ضحكاتٍ دافئة تنالظلم والطغيان من الشقة المجاورة، فأتمنى لو أن ضحكاتهم تمنحني قليلاً من دفئها، ولكني أعلم أن هذا صعبٌ وبعيد.. فأتراجع، وأعود لغرفتي.
تنفرد بي أحزاني أوقات الصباح الباكر. أتذكر سنوات طفولتي، حينما كنت أمشي بهدوء، ممسكةً بيد والدي وهو يتمتم بأوراده الصباحية، وأشعر بالحنين، ليس إلى تلك الأيام، بل إلى يد والدي نفسها وتمتماته الخافتة بأوراد الصباح.
كان للصباح معنى آخر وقتذاك، وكنت أدركه رغم سني الصغيرة، وفهمي المحدود.
صباحي اليوم، جد مختلف. فيه ذلك الإحساس المر بالوحدة المفروضة علي. وفيه ذلك اليقين القاتل بأن العمر قد ذهب، وبأن العلاقات الإنسانية قد فات أوانها. وفيه.. وفيه، ومع كل هذا وذاك، الندم الحارق على سنوات العمر التي قضيتها سعيدةً بوحدتي وتفردي.
علي الذهاب إلى الجامعة الجديدة كي أقدم أوراق اعتمادي. أرمق وجهي بنظراتٍ مستريبةٍ ومحذرة، كيلا تنم ملامحي عما يختلج في صدري، أرسم ابتسامتي الواسعة، الواثقة، المضللة.. وأستعد للذهاب.
قبل اليوم، كنت أعمل في إحدى كليات الضواحي التي لا تبعد كثيراً عن مدينتي. كنت حريصةً على ترديد الأوراد التي كان يرددها والدي في الصباح، ثم أستمع إلى واحدة من أسطواناتي الموسيقية التي أحب.. كنت أعيش حياتي وحيدة، ولكن سعيدة. أستمتع بحياةٍ راقية، وهادئة.. اليوم، حياتي كما هي، ولكن متعها ـ بكل رقيها ـ فقدت معانيها.
من الصعب أن أبدأ من جديد. من الصعب أن أطرق تلك الأبواب، التي طالما تمنى أصحابها أن أطرقها يوماً. من الصعب، أن أعود لأقول للجميع بأنني نادمة، وبأنني إنسان يحتاج الدفء، كما يحتاجه الآخرون.
تأملتْ د. فتحية - عميدة الكلية - وجهي بمزيجٍ من الفضول والتودد، وواجهتها بمزيجٍ آخر، من المرح والثبات، أمام نظرتها الفاحصة. كان من السهل علي مواجهة مثل هذه المواقف، بل إنني كنت أستمتع بقدرتي على الثبات أمامها، وبإظهار قدرتي هذه للآخرين.
لا تبدو لي هذه المرأة كعميدة، أبداً، أرى أن المكان المناسب لها هو مقعدٌ مريح، أمام مدفأةٍ مشتعلة، تحيك سترةً صوفيةً لولدٍ مهاجر، أو حفيدٍ لم ير النور بعد.
كلماتها كانت تتسابق لترحب بي، بينما أطرافها الأربعة، في سباقٍ آخر، تدفعني لأتعرف على هيئة التدريس.. وبابتسامةٍ متعالية، مشفقة، استجبت لها حينما قدمتني لهم.
ووسطهم، رأيتها.. جليلة، تلك الفتاة التي رافقتني في معظم حياتي الدراسية، وأمامها استعدت ذكرياتي. وفي لحظة، ابتسمت ابتسامتي العريضة، التي ألجأ إليها في مناسباتٍ كهذه، واحتضنتها وهي تقول، بأنها لا تحتاج لأن تُعَرّف بإسمي..
منى ؟ لا تحتاجين يا جليلة، لأن يذكرك أحدٌ ما، باسم منى ؟
ألم تري شعرها الأشقر المصبوغ، في محاولةٍ لا واعية منها لتقليدك ؟
ألم تفكري، ولو لمرة، حينما تدرك فجأةً، امرأة في الخامسة والثلاثين، إنها تبحث في فاترينات المحلات، عن فستانٍ أحمر، يشبه ذلك الفستان الذي طالما تباهيت به أمامها عندما كنت طفلةً صغيرة، وكانت هي أيضاً، طفلةُ صغيرة ؟
ما علينا يا جليلة، ليس أمري بيدك، وليس أمرك، طبعاً، بيدي..
ليس أمرك بيدي، لأنك دائماً كنت تملكين أمرك، وأحياناً، أمور من حولك. أما أنا، فلم أزل تلك الطفلة، المنزوية.. تبحث عن قليلٍ من الضوء، والنور، والفرح.
طفلة، لا تعرف طعم الفرح.. هل رأيتها قبلاً يا جليلة ؟ أم أن ضوءك لم يصل إلى تلك الأنحاء الباردة، التي لا يعرف الدفء طريقاً لها.
ما علينا يا جليلة، لم يكن أمري بيدك، يوماً ما.
أتطلع إلى السماء الصافية، وأبتسم، حينما ألقي القبض علي وأنا متلبسةٌ بالجرم المشهود. أحاول أن أخدع نفسي، كما كنت أخدع الناس. نفسٌ عميق، ونظرة شاردة متمتعة بالحياة الكاملة التي أحياها. الحقيقة، لم أعد أملك هذا الترف.
تعترضني جارتي قبل أن أصل إلى سيارتي. تضحك لدقائق، لنكتةٍ ألقتها واكتشفت فجأة أنها لم تسمعها من قبل وأنا أنظر إليها بصبرٍ أحاول إخفاءه بثوبٍ من المرح. وتسألني عن جامعتي، فأضحك في سري للكلمات المتحذلقة التي تحاول بها التقرب إلي ويبدأ صبري في التحول إلى استمتاع مطلق وأنا أحكي لها عن متاعب العمل وعن طلبة الجامعة المميزين دون أن أصغي إلى صوت فضولها يناشدني أن أسكته بالتفاصيل.
"ريا" بسيطةٌ جداً بالرغم من ملابسها المترفة، وزينتها الصباحية المتقنة، وبالرغم من سلسلة الكلمات الإنجليزية والفرنسية التي اعتادت أن تضيفها في حديثها أحبها كثيراُ ولكنها بعيدة عني ولست بعيدة عنها. أطلب منها أن تقترب فلا تسمع ولست أظنها في يومٍ ما، ستسمعني.
من الصعب أن تستجيب الأبواب الموصدة، إلى دقات طارقٍ عابر.
أودعها وتودعني وأنطلق في رحلتي المعتادة. السماء ؟ صافية زرقاء، أو غائمة مسودة.. كفت السماء منذ زمن عن كونها مصدراً لاهتمامي.. الأحياء ؟ كئيبة باردة تطلب الدفء مثلي ولا تجده. عمائر تقليدية أو قصور مترامية أعلم أنني على حق حينما أقول (أنه) لا فرق بين الاثنين. والشوارع ؟ مكتظة بالسيارات، أو أن (أذناي) هذه الأيام قد أصبحتا مرهفتين، متشوقتين إلى الضجيج.. لا بد أنني أحتاج لأن أذهب إلى وسط البلد لأسمع ضجيج الباعة وصراخ الأطفال وكلمات السياح المتناثرة هنا وهناك.. وتلك الضحكات الدافئة، علها تمنحني دفئاً كاذباً لا أشفق على نفسي من زواله.
الخطوات الواسعة لا تحدث فجأةً.
من الصعب أن أتغير ومن الصعب أن أطلب من عالمي المزيف أن ينمحي. وحياتي ليست هينةً علي كي أعيشها بعجلة أو بلا مبالاة. خيار الزواج كان مطروحاً منذ الأزل كي أقوم بدوري الذي خلقت لأجله، وأشغل فكري وقلبي، عن الخوض في ماضٍ أريد نسيانه، وذكريات طفولةٍ سوداء لا تنمحي حتى وإن ابتعت فستاناً أحمر أو استطاعت جليلة أن تتذكر اسمي.



منقولة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
عثمان محمد
نائب المديرة
نائب المديرة
عثمان محمد


الجدي
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
العمر : 42
البلد /المدينة : فلسطين

بطاقة الشخصية
المجلة: 0

قصة الفستان الاحمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الفستان الاحمر   قصة الفستان الاحمر Empty8/27/2012, 18:32

هكذا هي الحياة من الصعب تغيير طباع الاخرين , قصة رائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة الفستان الاحمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تكنلوجيا: حذاء جزاب يتغير لونه بحسب الفستان الذي ترتديه الفتاة
» ذات الرداء الاحمر
» و أنت بين الورد الاحمر
» الياقوت الاحمر
» بناء بالطوب الاحمر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الأدبي :: القصص والروايات :: قصص منقولة-
انتقل الى: