حب الجمال أقام في , جواري
إني محب للجمـــال أما كــــفى
عذرا وحســــنك زاحم أفكاري
هذا الجمال وقد تخطّف هيبتي
أذكى غرامي واســتباح وقاري
ولكــــم ذكرتك في صباح باكر
عند المقــــــيل ونسمة الأسحار
وسهرت ليــلي والحنين يشدني
وأراك لوحاتي تزين جــــــداري
وأراك في شفق الغروب وسحره
وأراك في خـيط لضـوء نهــــار
أصبحت لي وكأن غيرك لم يكن
لفــــت انتباهي أو غزا أشعاري
وأكاد أســــمع من عنادل غردت
صوتا رخيما جاس في أغواري
لا تغضبي مني فمالي حـــــــيلة
حتى أقاوم للشــــــعور أداري
قولي فمن ينسى الربيــع بطله
وجمــــــاله وبدائع الأزهــــــار
كم كنت أحلم أن تكوني سلوتي
فإذا بسحرك كان أقســـى ناري
وكأنني كـــــوم الهشـــيم بلحظة
يغــــــدو رمادا غاب عن أنظار
لا تغضبي مني فإني شاعــــــر
عشـــــــق الجمال وفلقة الأقمار
لا تغضبي مني فــــــرب مفاتن
باتت تؤرقــــــني وتزحم غاري
أحيا بها عمـــــــرا رفيقة خلوتي
لحــــنا تردد آســــــرا مزماري
ولربما كان الخــــــــيال وسـيلتي
هل في خيال الشــــــعر من أثمار
لا تغضبي فأنا ســـــــليل محامد
تحــــيا بحرف ســــــاحر الأوتار
لا تغضبي إن غازلت لك أحرفي
ونظمت حسنك في شجي كناري
كوني لجـــــرح نازف أسطورة
تأسو الجراح برقة الأسمــــــار
ما كنت إلا شاعــــــــرا متأملا
فن الجمــــال وقــــدرة للــــباري
لا تغضبي , حاولت جهدي باذلا
أنسـاك لكن ضاع حـــزم قراري
لا تغضـــبي فأنا أحـــبك ربمـــــا
والحب لــــم يك في قــــوائم عار
لا تغضبي مــــــني ولا تتحرجي
فالحب كان ولا يزال شعــــاري
غنيت كل الفاتنات ولـــــــم أزل
أهـــفو لفاتنة تجــــيد حــــواري
فهمت بأن الشعر وطف سحائب
يهمي ويغســـــــل عالق الأوزار
فالشعر يحلو إن يكـــــن مترفعا
وصف الجمال ودونما اســتهتار
لا تغضبي مـــــني فما أنا ساخر
ذكر الحبيب يكـــــــون للإكـبار
وظننت أنك تفهمـــــــين مقالتي
ألقى لديك معــــــزتي وفخاري
وظننت آســــية لبعض بواطني
فوجدت منك قســــــاوة الأقدا
ر
وظننت عطفــا أرتويه وأنتشي
فإذا بحـبك كان فيه عــــواري
تدري فكــــم أهفو لبسمة ثغرها
وفتون طرف آسري وإساري
لكـــــنما دل الغــــواني جــــائر
يخفي لرغــــــبات وفي إصرار
كل الحسان لها بشـــعري غاية
لكــــــنها تمضي مـــع الإنكار
لا تغضبي مني فتلك حـــــقيقة
من قال سوق الشعر سوق بوار ؟
لا تغضبي مني فماذا في يدي
إلا أجاري لوعة المحــــتار
أنا لن أعود إلى رحابك مرة
أخــرى وأكـــره ذلة التكرار
تلك القساوة صيرتني ناسيا
ولكـــل فعـــــــل رِدّة الأدوار