[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المنزل العسيري( ذوق المرأة يتغلب على خبرة الرجل)
كل شيء رأيته في عسير ربما ستراه في غيرها من مناطق
المملكة السياحية لكن هناك فناً لن تراه في غير عسير! إنه فن
العمارة المتميز بطابع من جمال الطبيعة وذوق الإنسان في عسير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تلك البيوت التي تراها في القمم أو على سفوح الجبال هي متاحف
من تراث المنطقة الأصيل. حجارة قوية مرصوفة بدقة وعناية
وصفائح صخرية مثبتة على جدرانها التي وضعت حماية للبيوت
من وقع المطر والبرد الذي لا يكاد ينقطع عن منطقة عسير طوالأيام السنة
ولفن العمارة في عسير ثلاثة أنواع أولها البناء بالحجر الخالص
ويتم برص الحجارة المأخوذة من جبال عسير بعد تهذيبها وتثبت
فوق بعضها بالطين وهذه أقوى أنواع البناء في عسير وهي
الأبنية التي تأخذنا بروعتها وجمالها مع أن أغلبها قد بني من
عصور قديمة
والنوع الثاني البناء بالحجر والطين ويكون الحجر أساسا للبناء
ثم يوضع فوقه الطين ويسمى (الخلب) وهذا الطين يخلط بالتبن
المتبقي من القمح ويوضع الطين على شكل طبقات (مداميك)
وكلما جفت طبقة يوضع عليها أخرى حتى ينتهي بناء الجدران
ولمتانة البناء العسيري فإنه يصل إلى خمسة طوابق
أما النوع الثالث فيكون البناء بالطين الخالص ولا بد أن تكون
الأرض صلبة ليستغنى عن الأساس الحجري فيبنى بالطين
مباشرة وترص الصفائح الصخرية الرقيقة خلال بناء الجدران
لتحمي الطين من زخات المطر والبرد الكثيرة
أما الأسقف في البناء العسيري فإنها لا تختلف عن بعضها كثيرا
إذ استغلت الموارد البيئية المحيطة في الأسقف وتتكون من
خشب العرعر وحزم من شجر (الطباق والعرفج) والطين المخلوط
بالصمغ المأخوذ من بعض أنواع الأشجار ليتكون سقف قوي
يشكل عازلا مائيا يمنع من دخول مياه الأمطار
ثم يأتي دور الأبواب والنوافذ التي لها أفراد مختصون – في
الماضي والحاضر- يأتون بجذوع الطلح والعرعر وتفصل إلى
شرائح تصنع منها الأبواب والنوافذ ثم تنحت وتزخرف ثم
يشتريها صاحب البناء جاهزة للتركيب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ويتكون البيت العسيري من الداخل من طابقين أو أكثر كان الطابق
الأرضي في الماضي يستخدم للماشية ولحفظ الحبوب والأدوات
الزراعية أما الدور الثاني فهو للسكن ويتكون في الغالب من
غرفة للجلوس اليومي ومجلس للضيوف ومقلط (غرفة الطعام)
ومنامة أما (الملهب) وهو المطبخ فيكون في الدور الأعلى لكي لا
يمتلئ البيت بالدخان
وللمرأة العسيرية دور في تصميم المنزل حيث ينتهي عمل الرجل
في البناء عند تثبيت الأبواب والنوافذ ثم يأتي ذوق المرأة
العسيرية في أعمال (التلييس) وتنعيم جدران وأرضية البيت
وتزيين الجدران وتلوينها لتصبح لوحة فنية معمارية معبرة عن
ذوق الإنسان في عسير وفنه في إخراج البناء في أجمل صورة
والألوان في البيت العسيري هي كذلك من نتاج البيئة المحيطة
وكفاءتها كربة منزل