العلماء يهبطون داخل فوهة بركان خامد!!.
سنعرض اليوم نموذج جديد من الرحلات السياحية ربما يُتاح للمرة الأولى في العالم، وهو رحلة ومغامرة داخل بركان خامد في آيسلندا.
يحتاج هذا النوع من الرحلات إلى قرار شجاع وجرأة كبيرة، فلن تذهب في نزهه بحرية أو تتمشى في غابة خضراء تحيط بك الأشجار من كل ناحية، بل سوف تدخل من فوهة بركان بين الحمم المتجمدة لتكتشف بنفسك المجهول وماذا يوجد داخل هذا البركان، وقد يحتمل الامر خطورة ومخاطرة كبيرة لذا فالقرار صعب.
أما عن التفاصيل فإننا سوف نصحبك في رحلة داخل فوهة بركان Thrihnukagigur “ثرينوكاجيجور” في آيسلندا، والمكان يبدو مناسب فآيسلندا مشهورة بثورات براكينها التي كان آخرها ثورة البركان في مارس 2010، مما تسبب في سحابة ضخمة من الرماد والحمم تسببت في إيقاف الطيران في سماء أوروبا كلها، لكن شركة 3H Travel “ثرى اتش” الآيسلندية أعلنت عن تنظيم رحلات وجولات عديدة داخل البركان ابتداءً من الشهر القادم، وتؤكد أن هذه الرحلات آمنة تماماً.
وبركان “ثرينوكاجيجور” Thrihnukagigur خامد تماماً منذ ما يزيد عن 4000 سنة، ووصل العلماء إلى داخله للمرة الأولى العام الماضي، أما ما يميزه عن غيره فهو حدوث ظاهرة جيولوجية نادرة لفوهته، فأثناء آخر ثورة للبركان انتقلت المواد المنصهرة إلى داخل البركان وتحديداً على جدرانه الداخلية، وبدلاً من أن تبرد وتتجمد الحمم على فوهة البركان لتسده فإنها تركت فوهة البركان مفتوحة، وهو ما جعل من السهل على هذه الشركة نقل الزوار إلى داخل البركان.
وستتوفر الجولات البركانية خلال الأشهر الأكثر دفئاً خلال موسم الصيف في آيسلندا يومياً في الفترة ما بين 15 يونيو و31 يوليو، وستتيح الجولة لمن يمتلك الشجاعة من السياح النزول لمسافة 120 متر في بركان ” ثرينوكاجيجور”، وذلك باستخدام رافعة مزودة بكابل يمر إلى فهوة البركان التي يبلغ قطرها أربعة أمتار.
ويبتعد البركان حوالي 30 دقيقة بالسيارة عن “ريكيافيك”، العاصمة الايسلندية، ويجب على الزوار السير لمدة 40 دقيقة عبر حقل الحمم المتجمدة للوصول إلى البركان، قبل النزول في فوهة البركان إلى داخل قاع الحفرة عن طريق الكابلات الرافعة، وبعد ذلك يقضون حوالي ساعة داخل البركان التي شكلت الحمم لوحات رائعة الألوان على جدرانه مع فريق من الخبراء بهذا النوع من الجولات.
وبحسب الشركة ستكلف الجولة داخل بركان “ثرينوكاجيجور” 180 يورو للشخص الواحد، ويُخصص جزء منها لاكتشاف مزيد من البراكين في آيسلندا، ويجب أن تزيد أعمار الزوار عن 12 عاماً، وتشترط اللياقة الصحية، ويُنصح بأن يجلب السائح الأحذية الخاصة، والمياه، والملابس وكاميرا لتسجيل هذه اللحظات التاريخية داخل البركان. ويُمكن ترتيب وحجز الرحلة من خلال موقع insidethevolcano.com.
يُذكر أن الكاتب الفرنسي جول فيرن، أحد رواد أدب الخيال العلمي، كتب رواية شهيرة باسم “رحلة إلى مركز الأرض” عام 1864 تخيل فيها مجموعة من المغامرين يسافرون إلى مركز الارض عن طريق بركان أيسلندي ملئ بحيوانات ما قبل التاريخ، وأمواج متلاطمة على شواطئ صخرية وجزر غامضة.
ويتحدث د. فرينستين سيجميندسون عن انطباعه الأول عند دخوله هذا المكان فيقول أنه شعر بضآلة شديدة أمام قوة الطبيعة المذهلة!
ويقوم العلماء الآن بدراسة مشاهداتهم في البركان الخامد لفهم آلية تكوين وعمل منظومة الأنابيب الطبيعية التي تتحرك فيها الحمم البركانية، في محاولة منا لفهم أحد أعنف قوى الطبيعة وأكثر أهمية للحياة على الأرض!