الدفاع الحراري عند النحل: ظاهرة حيرت العلماء.
يطرح العلماء أسئلة كثيرة حول علم غريب هو عالم النحل، ولا يجدون الإجابة عنها، ولكن القرآن الكريم وبكلمات قليلة أجاب عن كل هذه التساؤلات، فيا ليت علماء الغرب يقرؤون القرآن...... (لأنه لا يوجد علماءفي الشرق ؟؟؟ )
عالم النحل
هنالك أشياء كثيرة اكتشفها العلم الحديث في عالم النحل، والذي يتأمل هذه الاكتشافات يجدها تملأ مجلدات ضخمة، ولكن المؤمن تكفيه الإشارة ليزداد إيماناً بعظمة الخالق عز وجل.
ومن الأشياء العجيبة التي قرأتها الأسلوب الذي تدافع به النحل عن الخلية وكيف تحميها من الأعداء. وربما يكون من ألد أعداء النحلة هو «الدبور». فالدبور يجد في خلايا النحل وجبة شهية من العسل، ويبدأ بالهجوم.
وبمجرد الاقتراب من الخلية تبدأ النحلات بالتجمع حول هذا الدبور وتلتف من حوله وتحيط به من كل جانب، ولكن وبسبب الحجم الكبير للدبور نسبة لحجم النحلة فإن هذه المهمة تتطلب عدداً كبيراً من النحل. ويختفي الدبور تماماً وسط النحلات الهائجة والمدافعة عن بيتها وخليتها.
دبور يطير باتجاه خلية نحل ليهاجمها، إن الحجم الكبير للدبور مقارنة بحجم النحلات سوف يكون من الصعب القضاء عليه، ولكن النحلة تتبع تقنية مذهلة للقضاء عليه بواسطة الحرارة!
العجيب أن النحلات تقضي على الدبور بطريقة تقنية مذهلة! فبعد تغليف هذا الدبور بغلاف من النحل تقوم كل نحلة بهزّ جناحيها بسرعة كبيرة وهذا يؤدي إلى رفع درجة حرارة جسمها حتى 47 درجة مئوية بسبب الاحتكاك، ولكن لماذا هذه الدرجة بالذات؟
إن الدرجة 47 هي أقصى درجة تستطيع النحلة أن تتحملها وتعمل عندها، لأن النحلة تموت بعد ذلك عندما تصل حرارة جسمها إلى 49 درجة. إن الدرجة القصوى التي يتحملها الدبور هي أقل من 45 درجة مئوية، وبالتالي سوف يموت في الحال بفعل الحرارة التي تولدها رفرفات أجنحة النحل أي عندما تصل درجة حرارته إلى 45 درجة، وبهذه الطريقة الحرارية يتم القضاء على الدبور وحماية الخلية!!!
تصميم رائع لجناح النحلة، ولولا هذا التصميم الدقيق لم تستطع النحلة أن ترف بجناحها 11400 رفة في الدقيقة الواحدة، فتأمل عظمة الخالق سبحانه وتعالى ودقة صنعه. هذه السرعة الكبيرة لجناح النحلة سوف ترفع درجة الحرارة حتى 47 درجة مئوية. (هذا خلق الله!!).
أسئلة حيرت العلماء
وهنا يطرح العلماء أسئلة عديدة ولا يجدون الإجابة عنها:
- كيف علمت النحلة أن جسمها لا يتحمل أكثر من 47 درجة فتبلغ هذه الدرجة بالضبط؟
- وكيف علمت النحلة أن الدبور سوف يموت عندما تبلغ درجة حرارته 45 درجة؟
- من الذي علم النحلة هذه التقنية المتطورة للقضاء على الخصم؟ ومن الذي زودها بجهاز لقياس درجة الحرارة فتحدد بواسطته الدرجة 47 ولا تتجاوزها، ومن الذي أخبرها أنها ستموت لو تخطت هذه الدرجة؟؟
- ولماذا تحمي النحلة الخلية من خطر هذا الدبور؟ وما هو الميزان الذي حددت به النحلة درجة الحرارة المناسبة، فهي أعلى بدرجتين من الحرارة التي يموت عندها الدبور، وأخفض بدرجتين من الحرارة التي تموت عندها النحلة!!!
تأمل كيف أن الدبور يموت عند الحرارة 45 درجة مئوية، وأقصى حرارة تتحملها النحلة هي 47 درجة مئوية، فمن الذي زود النحلة بجهاز إنذار يحذرها أن تتوقف عند هذه الدرجة لأن بعدها الموت؟! وهل نجد في القرآن إجابة شافية؟
صورة بالأشعة تحت الحمراء، ونرى في الدائرة الحمراء في الوسط عند الدرجة 44.4 ، إن هذه الصورة تظهر فقط الطيف الحراري للنحل، فالمناطق الزرقاء يوجد فيها نحل ولكن درجة حرارته بحدود 33 درجة، أي لا يمارس الهجوم على الدبور، أما المناطق ذات اللون الزهري فهي طيف حراري لنحلات تتجمع حول الدبور وترفرف بجناحيها وبالتالي ترتفع درجة حرارة سطح جسمها أكثر من 40 درجة مئوية.
يقول تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].
في كل كلمة من هذه الكلمات الإلهية معجزة تستحق التفكّر! ففي كلمة (أَوْحَى) معجزة! فقد ثبُت أن النحل لا تتعلم صنع العسل بل هنالك غريزة وضعها الله فيها تدلّها كيف تعمل. وهنالك برنامج دقيق تسير عليه النحلة ولا تحيد عنه منذ ملايين السنين؟
وفي هذه الكلمات الإلهية سر للعمليات التي تقوم بها النحلة وهو أن الله تعالى هو الذي أوحى إليها وعلمها، وهذا ما نجده في كلمة (أَوْحَى). والله تعالى لم يقل (علّم) إنما قال (أوحى) لأن النحلة لا تتعلم هذه التقنية تعلماً!!! بل هي موجودة في تركيبها وفطرتها، وهذا يدل على دقة ألفاظ القرآن.
للنحلة ميزات كثيرة مثل التفكير والتخاطب مع عالمها الخاص، والبناء وتربية النحلات وإنتاج الغذاء وغير ذلك مما يجعلها شبيهة بعالم البشر، وهذا ما أشار إليه القرآن في قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
وقد ثبُت علمياً أن أفضل أنواع العسل فائدة من الناحية الطبية، هو العسل الجبلي، يليه العسل المستخرج من الشجر، وأخيراً العسل المستخرج من العرائش التي يصنعها الناس، وهذا الترتيب موافق للترتيب القرآني:
1- اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا
2- وَمِنَ الشَّجَرِ
3- وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
بقلم عبد الدائم الكحيل