فاكهة محرمة ومع ذلك نأكلها.
فاكهة حرمها الإسلام .. ولكن النااس يحبونها اليوم بشراهة..فقد تفننوا في أكلها في كل وقت وحين...وفي كل مكان.. إنها الفاكهة التي أصبحت تسلي الناس في أوقات فراغهم، فضلا عن ساعات عملهم... للأسف هي فااكهة يأكلها الغني والفقير... فااكهة حرمهاا الله في كتابه الكريم ووصف آكلها بأبشع صفة ...ونهانا الحبيب المصطفى عن أكلها... نعتهاا الحسن البصري بفااكهة النسااء.. نعم، إنها
الغيبة..
كما ذكرت قبل قليل، فقد نعتها الحسن البصري ب "فاكهة النساء" وما أحسبها الآن تقتصر على النساء فقط، فقد أصبحت فاكهة للكل .. رجالا كانوا أم نساء.
ربما تتضح أكثر عند النساء.. ولكنها موجودة عند الرجال أيضا.. فهل آن الآوان كي نحرم علي أنفسنا هذه الفاكهة.. ؟؟ تعالوا نشغل أنفسنا بذكر الله بدلا من الخوض في أعراض النااس.. ويكفي أن الله عز وجل قال فيها: (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12] وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! ) صحيح مسلم (2581)
فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى وأشرك.. وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى.. كم بهذه الألسنة أُحدثت بدع.. وأُدميت أفئدة.. وقُرحت أكباد.. وكم بهذه الألسنة أرحام تقطعت.. وأوصال تحطمت.. وقلوب تفرقت كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقُتل أبرياء.. وعُذب مظلومون.. كم بها طُلّقت أمهات.. وقذفت محصنات..
كم بها من أموال أُكلت.. وأعراض أُنتهكت.. ونفوس زهقت..
يموت الفتى مـن عثـرة بلسانـه *** وليس يموت المرء من عثرة الرِجل
وقد ذكر رسولناا الكريم صل الله عليه وسلم بأن الغيبة إنما تقع فيما يكرهه الإنسان ويؤذيه فقال: ((بما يكره)).
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: ومنه قولهم عند ذكره : الله يعافينا، الله يتوب علينا، نسأل الله السلامة ونحو ذلك، فكل ذلك من الغيبة .
ومن صور الغيبة أيضاا ما قد يخرج من المرء على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول: تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت... ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له وما ثم له..
أسأل الله تعالى أن يشغلنا بذكره وطاعته ويطهر ألسنتنا من كل ما يغضبه..
؛؛
منقول بتصرف