من موسوعة الأمثال الشعبية الحمصية - أمثال الجيران.
أهمـية الجـار
أهمية الجار تنبع من المجاورة والعيش المشترك، والتأثير المتبادل سلباً وإيجاباً لذلك يفتش الشخص على نوعية الجار وأخلاقه وصفاته، قبل أن يشتري داره كما يقول المثل:
*الجار قبل الدار
فالنبي عليه الصلاة والسلام وصى بالجار إلى أربعين دار.
*الجار ولو جار
*الجار للجار ولو الزمن جار
فمن وفق بجار طيب سعد في حياته وارتاح واطمأن.
*جارك القريب ولا أخوك البعيد
فالجار الذي يعيش معك يومياً قد ينفعك عند اللزوم، ووقت الضيق أكثر من الأخ البعيد الذي لا يستطيع الوقوف جانبك، وأن يقدم لك العون عندما تحتاجه.
ما بيعرف حالك غير ربك وجارك
فالجار أقرب الناس إليك، ويطلع على خفايا حياتك وأسرارك.
*اللي بتتمناه لجارك بيجي لدارك
فلا بد أن تقابل جارك الصالح بما يستحقه، وما تتمناه لنفسك من خير تتمناه لجارك أيضاً فـ :
*جارك سعيد بتسعد
إذا كان جارك بخير ينوبك منه خير
وينوبك: أي يصيبك من خيره وتنال من فضله.
*إذا حلق جارك دقنو بل إنت، ما ورا جارك إلاّ إنت
إذا حلق جارك بل دقنك
ما يحصل لجارك يحصل لك غالباً من خير أو شر، فإذا وصل الدور لجارك جهّز نفسك، واستعد لما سيحدث فلم يبق غيرك بعد جارك .
*اتفقوا الفيران على جبن الجيران
*مافي خير اللي بينام وجارو جوعان
ـ كـره الجـيران
أما الوجه الآخر من الجيرة فلم ينسها صاحب المثل، فإذا لم يُوفق الشخص بجار طيب ووجد منه الأذى والمضرة فلسان حاله يقول :
*قفّة احجار ولا هالجار
*كومة أحجار ولا هالجار
في هذه الحالة فإن كومة من الأحجار قد تكون أنفع وأسلم من جار السوء.
*الحسد بالأهل والغيرة بالجيران
*إن كرهت جارك حول باب دارك
فإذا كرهت جارك من تصرفاته وأذاه، فما عليك إلاّ أن تبتعد عن مشاهدته والاحتكاك معه، وذلك بأن تجعل باب دارك بعيداً عن باب داره، فلا يراك ولا تراه إلاّ نادراً، وإذا صادفته فما عليك إلاّ أن تسلم عليه باقتضاب وتقول له:
*مرحبا يا جاري إنت بحالك وأنا بحالي
*قال صباح الخير يا جاري ، قلو أنت بدارك وأنا بداري
فأنت لا تريد أن تختلط مع جارك ولا تتعامل معه خشية الخلاف بينكما ووقاية لأذاه.
ومهما بلغ أذى جارك وسوء خلقه وطبعه يوصيك صاحب المثل أن تصبر على جارك، وأن لا ترد له الإساءة بمثلها، فالصبر نهايته الفرج فيقول لك:
*اصبر على الجار المصيبة يا إما بيرحل يابتاخدو مصيبة
والعلاقات الشعبية بين الجيران دائماً تكون حميمية، فالجار يشارك جاره في مناسباته وأفراحه وأحزانه وولائمه، فالجار إما أن يرسل لجاره مما لديه من طعام أو يدعوه ليشاركه وجبته، ولكن إذا كان الجار بخيلاً وطمّاعاً ويحب بطنه، فإنه يدعو نفسه إلى بيت جاره، ويحضر على مائدته في كل وجبة وكل يوم، وفي هذا مشقة وتعب وكلفة وإحراج شديد للجار فيقول له صاحب المثل:
*إذا ضيفك جارك يا خراب دارك
*فوتة الجار عالجار أولها ذل وآخرتها معيار( أي الدخول )
*إذا حج جارك بيع دارك وإذا حج مرتين بيعها بالدين
بل قد يصل الأمر إلى أن يطلب الجار النهم من زوجة جاره أن تطبخ له أصنافاً معينة من الطعام قد يحبها، أو يشتهيها دون أن يكلّف نفسه أن يقدم لجارته شيئاً، أو يأتي لها بما تطبخه له فهو يريد أن تجهّز له الطعام مما عندها، وما عليه سوى الأكل والجارة تقع بحيرة وتحدّث نفسها وكأنها تخاطب جارها البخيل بقولها:
*اطبخي يا جارة اتكلّف يا سيدي
ويذم المثل الشعبي الجار الذي يتكل على جاره وجارته، ويعتبر الأمر عاراً عليه فيقول عنه:
*اللي بيستنى أكل الجيران بينام جوعان
*اللي بيتكل على جارو يا عارو
*اللي بيتكل على جارتو بتطق مرارتو
والجار قد يخجل أن يكلّم جارته مباشرة في أمر محرج قد يكون منزعجاً منه، فيصرخ على كنّته ويكلمها بصوت عالٍ ليُسمع جارته، ويوصل لها معنى الكلام وما يقصد منه فيقول المثل:
* بحكيكي يا كنّة اسمعي يا جارة
وهي طريقة تستعمل لإيصال إشارة أو معنى لأي شخص آخر لا تريد أن تتحدث معه مباشرة فتكلم شخصاً آخر بجانبه وأنت تقصده هو .
قصة مدينة حمص
كتاب التراث الشعبي الحمصي : أ. مصطفى الصوفي