رجل كان يعيش في ضياع ولا يعرف شيء عن دينه يظل دائماً مع أصدقاء السوء الذين يشجعونه دوماً على إرتكاب المعاصي والفواحش ويتناول المُنكر بصورة مستمرة وكان دائماً يعود الى البيت في ساعات متأخرة من الليل والمؤذن يؤذن لصلاه الفجر في هذا الوقت المبارك الذي تتنزل فيه الملائكة ويقول الله للعباد أجمعين هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من سائل فاعطيه سؤاله ؟
ويسرد الرجل ..
ولكني كنت في حالة من الضلال والعصيان وعند العودة الى المنزل مثل كل يوم لأشاهد بعض الأفلام سمعت صوت خافت يأتي من غرفة إبنتي فإضطربت هل إبنتي الصغيرة لا تزال مستيقظة حتى هذه الفترة المتأخرة من الليل وعندما ذهبت رأيتها أمامي وتُحدق بي وتقول لي في صوت ضعيف ولكنه مؤثر ” أبي فلتتقي الله …. أبي فلتتقي الله ” فأغلقت الباب وأنا مندهش ونزلت هذه الكلمات على كالصاعقة وظللت طوال الفجر أفكر في هذا الموقف وسرعان ما سمعت أذان الفجر يؤذن لأقوم فجأة وأتوضأ وأنزل الى المسجد وأسجد وعندما سجدت بكيت ولا أعلم لماذا أبكي فأنا منذ زمن بعيد لم ادخل مسجد ولم أسجد سجدة واحدة.
وعندما خرجت شعرت بإرتياح شديد فذهبت الى المنزل لأنام قليلاً قبل أن أذهب الى العمل وبالفعل ذهبت الى العمل في وقت مبكر لدرجة أن أصدقاء العمل إندهشوا فأنا لم أذهب الى العمل إلا متأخراً وظللت أفكر في الموقف الذي حدث بالأمس وعندما سألت إحدى أصدقاء العمل المتدينين هذا الموقف قال لي أن الله الظلم والطغيان هذه الفتاه الصغيرة لتوقظك من غفلتك فالتحمد الله إنك عرفت طريق الحق قبل فوات الأوان عند عودتي سعيداً بصدد هذه الكلمات بعد ان قررت بيني وبين نفسي إني سأتغير كليتاً رأيت زوجتي تستقبلني على باب المنزل وهي تبكي وتقول لي لقد ماتت إبنتنا.
ماتت بعد أن تركت إلي وصيتها الأخيرة وذهبنا الي المدفن لأضعها بيدي في قبرها وأنا أذرف الدموع فليدخلها الله جنة الخلد وليغفر لي ربي ذنوبي فهو علي كل شيئ قدير