تجربة فنية فريدة لابن طرطوس "هيثم هولا".. أعمال مبدعة من مكنونات البيئة البحريةاستطاع الفنان هيثم هولا من خلال تجربة فنية فريدة ومتميزة أن يستفيد من منتجات البيئة البحرية التي تحيط به ليقدم أعمالاً فنية خاصة به لم يسبقه إليها فنان في طرطوس، حيث حول منزله إلى ورشة خاصة به لينسج فيها أفكاره الفنية، فمن عبق المكان وسحره ملأ الجدران بأصداف جمعت بعناية بالغة لتشكل رسومات ونماذج وهياكل بشرية وطبيعية، أهدى منها ما أهدى للأحبة فقط واحتفظ بالباقي في منزله بقريته الجميلة حصين البحر.
جمع الأصداف البحريةفي حديث خاص لسانا يقول هولا انه أمضى ما يزيد عن ثلاثة عشر ربيعا من عمره يمارس هوايته في جمع الأصداف البحرية والاستفادة منها في تشكيل لوحات فنية مختلفة تعود في أغلبها إلى الزمن القديم الذي يحبه ويستوحي منه أغلب الأفكار لأعماله الفنية.
ويضيف.. اذهب كل يوم إلى شاطئ البحر وإلى أماكن محددة بالذات لأجمع منها الأصداف مثل منطقة كورنيش طرطوس البحري وشاطئ الرمال الذهبية وشاطئ مساكن مصفاة بانياس، حيث تتواجد الأصداف بكميات كبيرة خاصة في فصل الشتاء أثناء العواصف البحرية، حيث يخرج البحر الكثير من مكنوناته التي يعلق الكثير منها على الصخور.
ويوضح انه يقوم بعد عودته بتنظيف الاصداف التي يجمعها اما بالماء الساخن او الكلور ويفضل الماء الساخن حتى لاتتأثر الصدفة بالمواد الكيماوية، ثم يتركها فترة لتجف، ويعود ليدهنها بمادة خاصة تمنحها لونا براقا وتكسبها متانة اضافية.
أدوات بسيطةيلفت الفنان هولا إلى ان المجسم الحقيقي للعمل الذي ينوي صنعه يتشكل أولا في فكره وخياله حيث ينسق خطوطه ويتلاعب بها في فكره ومخيلته حتى يصبح جاهزا لاسقاطه على المكونات الأساسية للعمل على أرض الواقع والمؤلفة من الإسمنت والصدف البحري. مبيناً انه يستخدم أدوات بسيطة في هذا العمل تتمثل برشاشة رذاذ للماء إضافة إلى الإسمنت الأبيض أو الأسود والرمل أحواض خاصة لفرز الصدف وأدوات اخرى.
أثر البيئة البحرية في صقل الموهبةيوضح ابن طرطوس ان للبيئة البحرية اثر كبير على عمله وصقل موهبته من خلال زياراته المستمرة وعشقه للبحر، إذ كان يتامل الشاطئ والرمال وينتقي أجمل الأصداف ويحتفظ بها في منزله لحين اكتمال فكرة تناسب هذه الأنواع من الصدف او انتقاء أنواع لتناسب فكرة أخرى.
ويشير إلى ان الصدف يتناسب مع كافة الأفكار الفنية ويبرز جماله بتشكيله على الجدران الاسمنتية وتشكيل رسوم وزخارف لها مدلولات فكرية أو تراثية او معنوية اخرى تتناسب مع حالات انسانية مختلفة اجتماعية أو سياسية وغيرها.
الاعمال ليست للبيعيلفت الفنان هولا إلى أن لوحته الصماء تتحول إلى فكرة خلاقة ذات معنى حين يضع فيها بصمته فتدب فيها شيئا من روحه وذاته. ويؤكد انه لم يفكر حتى اليوم ببيع أي من لوحاته التي تتجاوز الثمانين عملاً كبيراً تتضمن مجسمات لعدد كبير من القلاع والالاف من الأعمال والمجسمات الصغيرة باحجام مختلفة، ولكنه قد يهدي شخصاً عزيزاً لوحة ما بعد ان يصورها لتبقى موجودة أمام عينيه وليتأملها حين يحس بالشوق إليها.
وينوه بان هذه اللوحات تعني له الكثير فهي تاخذ منه وقته وتفكيره وبالتالي فهي بالنسبة له كاحد أبنائه الذين لا يقبل التفريط باحد منهم حتى ولو احتاج المال.
منزل يشبه لوحة فسيفسائيةويلفت فنان الصدف انه حول كل ما في منزله إلى لوحة فسيفسائية من الصدف، فاذا دخلت إليه شعرت انك في عالم اخر حيث اللوحات الجدارية والحديقة واواني الازهار واحواض السمك كانها في ربيع دائم.
ويؤكد انه لقي من أسرته التشجيع والاهتمام على الرغم من الفوضى الكبيرة التي يسببها عمله داخل المنزل، إضافة إلى التشجيع من بعض الاصدقاء والجيران الذين ياتون بشكل دوري للاطلاع على أعماله الجديدة بشكل دوري.
يذكر ان الفنان لم يشارك في أي معرض فني ولا ينوي المشاركة ولم تخرج أعماله من اطار قريته وفي ابعد الاحوال الهدايا التي قدمها لأشخاص أحبهم في أماكن معدودة فقط فهو يرى انه يعمل لذاته ولاجل من يحب فقط.