[/[/b]21 ربيع الآخر 15هـ ـ 3 يونيه 636م
مفكرة الاسلام: بعدما استطاع الصحابة رضوان الله عليهم فتح مدينة دمشق حاضرة الشام ودرتها، قرر أبو عبيدة القائد الجديد بعد خالد بن الوليد أن يواصل رحلة الفتح وتتبع فلول الروم المنتشرة بالشام، وأثناء التوجه لفتح مدينة حمص التقى المسلمون مع جيش رومي أرسله هرقل لتعطيل المسلمين وذلك عند منطقة مرج الروم غرب دمشق، وانتصروا عليهم انتصارًا باهرًا تمزق فيه الجيش الرومي تمامًا وفرت فلوله إلى مدينة حمص.
سار المسلمون إلى مدينة حمص وفي الطريق فتحوا بعلبك صلحًا، ثم وصلوا إلى حمص وقد وجدوا أهلها مستعدين للقتال بعدما وعدهم هرقل بأنه سيمدهم بالمساعدات، وكان الوقت شتاءً شديد البرودة، فأرسل أبو عبيدة إلى سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين بالعراق يطلب منه تعطيل حركة الإمدادات القادمة من منطقة الجزيرة، وبالفعل نجح سعد في إيقاف قدوم الإمدادات.
كان أهل حمص يطمعون أن يرجع عنهم المسلمون لشدة البرد القارس، ولكن الله عز وجل حفظ جنوده فكانت أقدام الجنود الروم تتقطع من شدة البرد، وأقدام المسلمين لا يسقط منها أصبع واحد، وحاول بعض العقلاء من أهل حمص إقناعهم بمصالحة المسلمين ولكنهم رفضوا بشدة وأصروا على القتال، ثم حدثت كرامة ربانية للصحابة رضوان الله عليهم، حيث كبروا يومًا تكبيرة هائلة فانهدم لصداها كثير من دور حمص وزلزلت حيطانهم، ثم كبروا أخرى فأصابهم أعظم من ذلك، فأيقن أهل المدينة أنهم لا يحاربون بشرًا بل يحاربون جنود الله، فخرجوا مسرعين يطلبون الصلح مع المسلمين الذين لم يكونوا على علم بما جرى داخل المدينة، وسبحان من يقول للشيء كن فيكون.[/b]