وصى أخصائي علم النفس الألماني أورليش شتانغير الآباء بضرورة التنبه جيدا
إذا ما لاحظوا ظهور بعض أعراض الرهاب 'الفوبيا' الاجتماعي لدى أطفالهم،
كالشعور بآلام في البطن دائما قبل الذهاب إلى المدرسة أو العزوف عن اللعب
مع الأصدقاء.
وأوضح شتانغير -وهو أستاذ بمعهد علم النفس التابع
لجامعة فرانكفورت- أنه عادة لا يمكن التحقق من إصابة الطفل بهذا الاضطراب
إلا عند بلوغه سن الثامنة، مشيرا إلى أن هذه المخاوف تختفي بالحالات
المرضية الطبيعية بمجرد وصول الطفل مرحلة البلوغ، بينما يمكن أن تستمر طوال
العمر بالحالات المرضية المستعصية.
وأردف أن الآباء الذين لا
يحفزون شعور الثقة بالنفس لدى الطفل من خلال انتقاده بشكل مبالغ فيه أو
مطالبته بإنجاز مهام أكبر من قدراته أو من خلال معاملته بشكل سيئ عموما،
فإنه يتسببون بذلك في إصابة أطفالهم بالرهاب الاجتماعي، إذ تؤدي هذه
الطريقة في التعامل إلى تراجع إحساس الطفل بقيمة ذاته مما يدفعه للانطواء
وتجنب التواصل مع الآخرين.
وأكد شتانغير فائدة العلاج السلوكي،
مشيرا إلى توصل الدراسات الحديثة إلى حدوث تحسن واضح لدى 80% من حالات
الإصابة بالرهاب الاجتماعي من خلال إخضاعهم لهم.
سخرية الآخرين
وتقول
كريستا روت زاكينهايم -وهي رئيسة الرابطة الألمانية للمعالجين النفسيين
بمدينة كريفيلد- إن الطفل يصاب بالرهاب الاجتماعي إذا لم يتسن له التغلب
على خوفه من التواصل مع الآخرين وأعاقه عن ممارسة حياته بصورة طبيعية،
لافتة إلى أن الخوف من سخرية الآخرين والأحكام المسبقة الصادرة منهم يمثل
أكثر المخاوف التي تراود الأطفال المصابين بالفوبيا الاجتماعية.
وكي
يتسنى للأهل مساعدة طفلهم الخجول في التعامل مع الآخرين، أوصت كريستا
بضرورة التحلي بالصبر والتعامل مع الطفل بطريقة ودية قدر الإمكان، مشددة
على أهمية أن يتفهم الآباء مخاوف طفلهم وأن يحاولوا تشجيعه على مواجهة هذه
المواقف ومصاحبته خلالها قدر الإمكان.
أما إذا كانت مخاوف الطفل
كبيرة ولم يتمكن الآباء من التعامل معها والتغلب عليها، فتنصح كريستا حينئذ
باستشارة معالج نفسي، منبهة لضرورة استبعاد إصابة الطفل بمتاعب عضوية أو
لا.
وإذا تم التحقق من أن الحالة البدنية للطفل على ما يرام، فيمكن
حينئذ إخضاعه للعلاج السلوكي أو العلاج النفسي العميق لمساعدته على التغلب
على مخاوفه. وأوضحت كريستا أن العلاج السلوكي يعلم الطفل كيف يتغلب على
الخجل ويواجه مخاوفه، وكذلك كيفية التعامل مع ردود أفعال الآخرين.