قد تكون التهابات الأذن الوسطى إحدى المشاكل الأكثر شيوعا في بداية الطفولة. وبالفعل، تظهر الدراسات أن 3 أولاد من أصل 4 يعانون من التهاب في الأذن الوسطى لمرة واحدة على الأقل قبل عمر 3 سنوات. ويعاني أطفال عدة من نوبات متكررة. كما يعاني الراشدون أحيانا من التهابات الأذن، وان كان ذلك أقل شيوعا.
تبدأ المشكلة غالبا بالتهاب في الجهاز التنفسي – مثل الزكام – ناجم عن فيروس. قد يسبب الزكام الورم والالتهاب في قناتي أستاخيو اللتين تربطان الأذن الوسطى بالأنف. قد يسدّ الالتهاب أحد الأنابيب بصورة تامة، فيعلق السائل في الأذن الوسطى ويسبب الالتهاب.
أعراض التهاب الأذن
العلامات والأعراض تشمل الألم في الأذن، والإحساس بالانسداد في الأذن، وحرارة قدرها 38 درجة أو أكثر، وفقدانا مؤقتا للسمع.
وقد يشدّ الأولاد آذانهم، ويبكون أكثر من المعتاد، ويواجهون مشاكل في النوم، ويصبحون عصبيين على نحو غير اعتيادي.
وقد يخرج أيضا سائل شفاف من الأذن.
التشخيص السريري والعلاج الطبي
يفحص الطبيب ولدك ويدرس الأعراض. فالعديد من حالات التهاب الأذن لا تحتاج إلى علاج مثل تناول المضادات الحيوية.
ترتبط الخطوات التالية بعوامل عدة، منها عمر ولدك وتاريخه الطبي.
قبل وصف المضادات الحيوية، قد يوصي العديد من الأطباء بالانتظار لمدة 72 ساعة، خصوصا إذا كشف الولد عن أعراض قليلة. فمعظم التهابات الأذن تسبب الانزعاج والقلق، ولكنها تختفى عموما من دون تدخل طبي خلال أيام قليلة.
يعتقد بعض الأطباء أنه يجب وصف المضادات الحيوية للأشخاص المصابين بالالتهاب في الأذن الوسطى المترافق مع إفرازات. لكن، لا يوجد اتفاق شامل على أن المضادات الحيوية ضرورية، أو تنجح في الحؤول دون الالتهاب.
إذا كان الدواء فعالاً، يفترض أن يبدأ ولدك بالشعور بالتحسن خلال أيام قليلة. تأكد من تناول المضاد الحيوي طوال مدة الوصفة. وتذكر أن المضادات الحيوية لا تساعد في حالة الالتهاب الناجم عن فيروس، وأن الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية يساهم في نشوء سلالات بكتيريا مقاومة للأدوية.
ماذا عن التهابات الأذن المتكررة؟
تختفي العديد من التهابات الأذن من دون تدخل طبي بعد ثلاثة أيام تقريبا. لكن بعض التهابات الأذن طويلة الأمد أو المتكررة قد تفضي إلى مضاعفات. يختفي تراكم السائل الناجم عن التهاب الأذن خلال أسابيع قليلة عادة، لكنة يبقى أحيانا في الأذن الوسطى لأشهر، مما يؤذي طبلة الأذن وعظام الأذن الوسطى، ويسبب خسارة للسمع طويلة الأمد.
هل يمكنك منع التهاب الاذن؟
يصعب ذلك، لكن هذه الطرائق قد تساعدك على تخفيف خطر تعرض ولدك لها:
• أرضعي طفلك من ثديك لأطول فترة ممكنة.
• عند الإرضاع من الزجاجة، احملي طفلك في وضعية منتصبة.
• تجنبي تعريض الطفل لدخان التبغ.
• أبقي اللقاحات محدثة وفق مواعيدها. بعض اللقاحات – مثل لقاح الانفلونزا – قد تخفف خطر التعرض لالتهابات الأذن الوسطى عند ولدك.
هل يتغلب الاولاد على التهابات الأذن؟
بالنسبة إلى العديد من الأهل، يعتبر التكيف مع التهابات الأذن التي تصيب الأطفال الصغار بمثابة روتين بقدر تغيير الحفاضات. إلا أن معظم الأولاد يتوقفون عن المعاندة من التهابات الأذن عندما يبلغون الرابعة أو الخامسة من عمرهم. فحين يكبر ولدك، تصبح قناتا أوستاخيو أوسع ومزوّاتين أكثر، مما يزيد من صعوبة سد الالتهاب لهما وتسهيل تصريف السائل من الأذن.
ورغم أن التهابات الأذن قد تحصل عند الراشدين، إلا أنها لا تحصل غالبا.
علاج التهاب الأذن في المنزل
لتوفير الراحة من التهابات الأذن، جرّب ما يلي:
• الأدوية الشائعةإذا شعر ولدك بالانزعاج، اسأل الطبيب بشأن استعمال مسكن شائع للألم مثل الأسيتامينوفين (تايلنول وغيره)، أو الإيبوبروفين ( أدفيل، وموترين، وغيرهما). استخدم الجرعة المناسبة لعمر ولدك ووزنه. لا تعطي الأولاد الأسبيرين، بسبب خطر تعرضهم لتناذر راي، وهي مشكلة نادرة ولكن خطيرة.
لا يوصى أيضا بإعطاء الأطفال أدوية السعال أو الزكام الشائعة قبل بلوغهم السنتين.
• كمادة فاترةمن المفيد ربما وضع فوطة فاترة ورطبة فوق الأذن المصابة.
• قطرات الأذن الشائعة والمحتوية على مخدر موضعيالقطرات لن تمنع الالتهاب أو توقفه لكنها قد تخفف الألم.
لا تستخدم القطرات إذا خرج سائل من الأذن.
لإعطاء القطرة، سخّن القنينة قليلاً بوضعها في وعاء ماء دافئ، وضع الولد فوق سطح آمن ومسطح (وليس بين ذراعيك أو في حضنك)، واجعل الأذن الملتهبة إلى الأعلى. ضع القطرات داخل الأذن ثم أدخل كرة قطنية صغيرة للمساعدة على حبس القطرات في الداخل.
• مصادر لهوعند الاعتناء بولدك، العب معه: وقم بنشاطات هادئة، مثل قراءة القصص بصوت عال، أو العب معه الألعاب التثقيفية. ولا تستخف بفوائد العناق.
متى يجب زيارة الطبيب
اتصل بطبيب ولدك إذا استمر الألم لأكثر من يوم، أو إذا ترافق مع ارتفاع في الحرارة. فنحو 80 بالمئة من التهابات الأذن عند الأولاد تختفي وحدها من دون استعمال المضادات الحيوية. لكن، يمكن استعمال المضادات الحيوية إذا كان ولدك تحت عمر السنتين، ويعاني من التهابات متكررة في الأذن الوسطى، أو لديه مشكلة طبية خطيرة.
أبق لقاحاته محدثة: فبعضها قد يساعد على تخفيف خطر التهابات الأذن الوسطى.