مدرسة الحياة ... قصة العميان والفيل
تجمع عدد من العميان للتعرف على فيل وطلب من كل واحد منهم
أن يلمس جهة واحدة فقط : أمسك أولهم بناب الفيل , وضع الآخر أمام خرطوم الفيل , والثالث جعله يمسكه أذنه , والرابع أمام رجله والخامس عند بطنه والسادس أمسك بذيله .وقيل لهم , أمامكم الفيل , أبعد الفيل عنهم , وطلب من كل واحد منهم أن يصف الفيل
فصرخ الأول إنه كالرمح و صاح أحدهم إنه كالأفعى وغيره قال إنه كالمروحة و آخر قال إنه كالشجرة وآخر قال إنه كالجدار وآخرهم قال إنه كالحبل , وتجادلوا فيما بينهم , وكل منهم متأكد أنه يقول الصواب و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار.. و تمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتهم كل منهم الآخر أنه كاذب و مدع!
بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني
بخرطومه, و الثالث بذيله.................وهكذا
كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة.. لكن
.. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟
من منهم على خطأ
في القصة السابقة . هل كان أحدهم يكذب؟
بالتاكيد لا .. أليس كذلك؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة
أن للحقية أكثر من وجه.. فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!! قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر!
( إن لم تكن معنا فأنت ضدنا !) اعتقاد
يعتقده الكثيرون لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا قد يكون صحيحا لمجرد أنه رأينا لماذا لا تتقبل فكرة أنهم ربما يكونون على شيء من الصواب ؟"
حاول أن تتفهم وجهة نظر الآخرين و لا تتمسك برأيك دائما لمجرد أنه
رأيك.. و لا تفترض دائما أن كل ما تراه صوابا و بديهة هو – بالضرورة – صوابا و بديهة!
ورغم أننا لسنا عمياناً ، إلا أن رؤيتنا للأمور كثيراً ما تشبه رؤية العميان للفيل
فأغلبنا يرى الأمور من جانب واحد ونعتقد أننا نملك الحقيقة كاملة فندافع عنها
بشدة ونخلق عداوات مع الآخرين الذين بدورهم يرون الأمور من جانب واحد ولا يرون الصورة كاملة .هذة الرؤية المحدودة للأمور هي السبب الرئيسي في التخوين والمزاودة وإدعاء المعرفة والحق وفرض الآراء وتراجع الحريات .
ويعتبر الحوار أحد أهم الوسائل لتبين الحقيقة ، فمن خلال الحوار يمكن الإستماع لرؤية الآخرين لتشكيل صورة متكاملة تشمل تجربتك الخاصة مضاف إليها تجربة ومعرفة الآخرين
ختاما:
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كل منهم يرى ما لا تراه .. رأيهم قد يكون صحيحا أو على الأقل سيفيدك