الإعجاز الرباني بفوائد ألبان الإبــــــل.

حليب الإبل يعتبر من الأغذية شائعة الاستخدام في العديد من دول العالم وخصوصا في المملكة العربية السعودية، ويستهلك إما طازجا أو حامضا أو مخمرا  وأثبتت الكثير من الدراسات داخل وخارج المنطقة العربية أن لحليب الإبل فوائد صحية كثيرة وخصوصا في تقليل الإصابة من بعض الأمراض المزمنة مثل السكري
خصوصا النوع الأول منه والسرطان (وضغط الدم ) وأمراض أخرى غير مزمنة مثل اليرقان والسل والربو . والأوراق العلمية الحديثة عن مكونات حليب الإبل وفاعليتهم في معالجة أو تقليل الإصابة ببعض الأمراض، مما يؤكد على أهمية تناول حليب الإبل واعتباره غذاء وظيفيا مميزا في منطقتنا العربية.      

 1 - خصائص حليب الإبل

حليب الإبل في العادة لونه أبيض قاتم ذو طعم مرغوب به، وعادة ما يكون به حلاوة في الطعم، ولكن يتغير طعمه الحلو بحسب نوع الأعشاب التي تتناولها الإبل . ومعدل حامضية حليب الإبل الطازج (pH) تتراوح ما بين 6.5–6.7 وتعتبر أقل بشكل طفيف عن حامضية حليب البقر الطازج . ومعدل كثافته تكون 1.029 غم/سم3 . ولزوجته على حرارة 20 ºم تساوي 1.72 ميغا باسكال للثانية وهي أقل من لزوجة حليب البقر على نفس درجة الحرارة وتعادل 2.04 ميغا باسكال للثانية .

ويحافظ حليب الإبل الطازج على جودته مدة أطول عن باقي أنواع الحليب. في حين أن ترك حليب البقر لمدة ثلاث ساعات على درجة حرارة 30 ºم ينقص من قيمة الحامضية فيه إلى 5.7 ويصبح طعمه حامضا وغير مرغوب فيه لبعض الأشخاص، إلا أن حليب الإبل قد يبقى ثماني ساعات حتى تصل قيمة الحامضية إلى 5.7 على نفس درجة الحرارة . ويعزى هذا الأمر إلى وجود كميات كبيرة من مثبطات نمو الأحياء الدقيقة في حليب الإبل مثل الليسوزايم واللاكتوفيرن والإميونوجلوبيولين أكثر منها في باقي أنواع الحليب الأخرى مثل حليب البقر والجواميس .  

2. مكونات حليب الإبل

تم دراسة مكونات حليب الإبل في العديد من أنحاء العالم بما فيها المملكة العربية السعودية . وتوضح الجداول رقم (1) و(2) و(3) و(4) قيم التركيب الكيماوي وكميات المعادن والفيتامينات وأهم العوامل المضادة للميكروبات في حليب الإبل، على التوالي. وقد تختلف القراءات من ورقة علمية إلى أخرى معتمدة على عوامل عدة أهمها الجانب الوراثي للإبل وسلالة الإبل والعمر وفترة الرضاعة ونوع العليقة المتناولة وكمية وجودة المياه   والاختلاف المناخي خلال فترة الدراسة .

2– 1 البروتينات

كما هو موضح في الجدول رقم (1)، فان متوسط كمية بروتين حليب الإبل يساوي 3.1 % ± 0.5. وتتباين كمية البروتين في حليب الإبل بحسب نوع السلالة والظروف المناخية المتاحة . ويعتبر حليب سلالة مجاهيم هو الأعلى من حيث كمية البروتين عن سلالتي وضحى وحمرا  . وأكدت دراسة حديثة أن كمية بروتين حليب الإبل تكون أقلها في شهر أغسطس وأعلاها في شهر ديسمبر .

بينت الدراسات منذ القدم أن حليب الإبل يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية واللازمة لجسم الإنسان     . ويتكون بروتين الحليب من جزئين أساسين هما الكازين وبروتين مصل الحليب . وتقدر كمية الكازين بحوالي 1.63– 2.76% في الحليب أي بما يساوي 52-87% من كامل نسبة بروتين الحليب . ومن حيث نسب مكونات الكازين، فان النوع بيتا هو السائد بنسبة 65% والنوع كابا هو الأقل بنسبة 3.47% . والكمية العالية من النوع بيتا تعكس سهولة في امتصاص الكازين وهضمه الأمر الذي يساعد على قلة الإصابة بالحساسية بعد شرب حليب الإبل ، على عكس شرب حليب البقر حيث تقدر كمية النوع بيتا في حليب البقر 36% من الكازين .

وبالنسبة إلى بروتين مصل الحليب، فقد أثبتت نتائج الدراسات أنه الثاني من حيث الكمية وبما يقدر بحوالي 20-25% من كامل بروتين الحليب، و 0.63-0.80% من الحليب . ويتكون بروتين مصل الحليب من جزئين أساسين هما الألفا-لاكتوالبومين والبيتا-لاكتوجلوبيولين . ويكون الألفا-لاكتوالبومين هو السائد في بروتين مصل حليب الابل والبيتا-لاكتوجلوبيولين هو الأقل نسبة، على عكس حليب البقر والذي يكون الأكثر هو البيتا-لاكتوجلوبيولين Kappeler et al., 2003; Laleye et  ويعتبر الألفا-لاكتوالبومين في حليب الإبل أسهل تحللا وهضما بواسطة أنزيمات جسم الإنسان وأكثر كفاءة من حيث كونه مضاد للأكسدة من ذلك الموجود في الحليب البقري . ويحوي بروتين مصل الحليب على مكونات هامة ومنها ألبومين الدم واللاكتوفيرن و الإميونوجلوبيولين والبروتين الدال على الببتيدوجلايكان (Farah,1993; Kappeler et al., 2004).

3 – 2  الدهون

كمية الدهون في حليب الإبل قدرت بحسب الدراسات بحوالي 3.5% ±1.0 كما هو منقول من الجدول رقم (1). وقد أوضحت الدراسات أن كمية الدهون في الحليب تنخفض إلى معدلات منخفضة جدا إذا تعرضت الإبل إلى العطش مدة طويلة . ولدهون حليب الإبل خاصية منفردة إذ انه إذا ترك لبرهة من الزمن تتوزع الدهون على شكل كريات صغيرة في جميع أنحاء الحليب، الأمر الذي يسهل امتصاصها داخل جسم الإنسان (Yagil and Etzion 1980).

ويحوي حليب الإبل على كميات قليلة من الأحماض الدهنية ذات السلسة القصيرة وهي أقل كمية من تلك المتواجدة في حليب البقر . بينما كميات الأحماض الدهنية ذات السلسة الطويلة تكون أكثر في حليب الإبل عنها في حليب البقر . وتقدر متوسط كمية الأحماض الدهنية غير المشبعة في حليب الإبل بحوالي 43% من كامل الدهن، وتعتبر أعلى قيمة من تلك الموجودة في الحليب البقري بما فيها الأحماض الدهنية الأساسية  وقدرت كمية الكاروتين في حليب الإبل بنسب اقل منها في حليب البقر ، ولذلك السبب يكون لون حليب الإبل أكثر بياض عن حليب البقر (Abu-Lehia, 1989). وتقدر كمية الكوليسترول في حليب الإبل بحوالي 34.5 ميلجرام/100جرام وهي أعلى من قيمتها في حليب البقر (25.6 ميلجرام/100جرام) .