المشروبات الغازية.. أضرارها تفوق متعتها
المشروبات الغازية ذات شعبية كبيرة بين الكبار والصغار أيضا وهى عنصر رئيسى على مائدة الطعام فى كثير من البيوت، ويعرف الكثيرون إنها مضرة ولكن إلى أى مدى تؤثر علينا وعلى الأطفال الذين اكتسبوا هذه العادة السيئة والتى يصعب تخلصهم منها فيما بعد.
تقول د. ماجدة رمزى، كبير أخصائى تغذية بالمعهد القومى للتغذية، أن جميع المشروبات الغازية ذات قيمة غذائية منخفضة، ولا تحتوى على البروتينات أو الدهون أو الفيتامينات والمعادن، وإنما هى عبارة عن سائل يحوى كميات كبيرة من السكريات الخالية من القيمة الغذائية، وكمية قليلة جداً من الأملاح والكثير من السعرات الحرارية.
وتتمثل أضرارها كما توضح فى زيادة الوزن حيث تحتوى 100 مللى من عبوة المياة الغازية على أكثر من 80 سعرا حراريا أى أن العبوة 330 مللى تحتوى على 270 سعرا حراريا تقريبا وهو مايعادل السعرات التى يحتوى عليها رغيف الخبز البلدى الذى يزن 100 جرام ولذلك فهى من أهم عوامل السمنة عند الأطفال.
كما أن المياه الغازية تكون عادة غنية بمادة الكافيين التى قد تصل فى الزجاجة الصغيرة من 25 إلى 50 ملغم، والكافيين مادة منبهة لها أضرار عديدة على الجسم حيث تؤدى إلى أرق الطفل وقلة التركيز والشعور بالصداع وفقدان الشهية.
وقد أثبتت بعض الدراسات التى أجريت فى أمريكا وأوروبا أن الأطفال الذين يشربون المشروبات الغازية الكافينيية ينامون أقل ويستيقظون أكثر أثناء الليل ويصابون بالخمول والنعاس خلال النهار بصورة أكثر.
كما إن المشروبات الغازية غنية بحامض الستريك والذى يؤدى إلى زيادة حموضة المعدة فى حال شرب كميات كبيرة من المياه الغازية وتكون شكوى الأطفال عادة الآلام البطنية المتكررة وزيادة فى الحموضة وتحتوى أيضا على غاز ثانى أكسيد الكربون والذى يقضى على الخمائر اللعابية المهمة فى عملية الهضم.
وتؤدى المشروبات الغازية كذلك إلى إلغاء دور الإنزيمات الهاضمة التى تفرزها المعدة وبالتالى إلى عرقلة عملية الهضم وعدم الاستفادة من الطعام، فجسم الإنسان يحتاج إلى درجة حرارة 37 لعمل إنزيمات الجهاز الهضمي.
ودرجة حرارة هذه المشروبات تقل كثيراً عن هذه الدرجة مما يؤدى إلى توتر الجهاز الهضمي، وقد تصل درجة الحرارة إلى الصفر، وهذا فى حد ذاته يؤدى إلى تخفيض الأنزيمات، ولن يتم هضم الطعام جيداً، ولكنه سوف يتخمر ويؤدى إلى وجود غازات وتعفنات، وتتحول إلى سموم وتمتص فى الأمعاء، وتدور مع الدم وتنتقل إلى الجسم وتتراكم السموم فى أجزاء الجسم مما يؤدى إلى ظهور الأمراض المختلفة.
وتضيف أن شرب المياه الغازية بكثرة يؤدى إلى الإحساس بالشبع بسبب انتفاخ المعدة حيث أن هذه المشروبات يضاف إليها ثانى أوكسيد الكربون بالإضافة إلى المخاطر التى تنجم عن الملونات والنكهات التى تضاف إليها.
وتحذر من حمض الفوسفور الموجود فى المياه الغازية والذى يساعد على زيادة الهشاشة العظمية ونقص كالسيوم الدم، وهناك دراسة أجراها فريق من الباحثين الدانماركيين على مدى عشر سنوات وانتهت اخيرا تثبت أن تناول كميات كبيرة من المياه الغازية يوميا من الممكن أن يضعف عظامك ويزيد من مخاطر إصابتها بالأمراض المختلفة مثل اللين والرخاوة والالتهاب والترقق أو الهشاشة.
كما تحتوى المشروبات الغازية والعصائر الصناعية على كمية عالية من السكريات مما يؤدى إلى تسوس الأسنان.
وكذلك فإن المياه الغازية تحتوى على كميات قليلة من أثيلين جيلكول الذى يقلل درجة تجمد الماء إلى ما تحت الصفر بأربع أو خمس درجات، وهذه المادة تعتبر إحدى السموم فى الطب الشرعي.