يحيى موسى الشهابييعاني الكثير من طلابنا الأعزاء بعد الحصول على الشهادة الثانوية من حالة نفسية واضطراب نفسي مرده حول كيفية اٍختيار الفرع الذي سيسجل به حيث تعتبر هذه الخطوة مفصلية في حياته مما سيحدد الخطوط العريضة لمستقبلهوما يزيد من هذا الاٍضطراب في كثير من الأحيان تدخل الأهل ودرجات المفاضلة ولذلك عمدت بعض المراكز الثقافية التي تهتم بالطالب الى نشاط مميز وجديد يهدف الى تعريف طلاب البكالوريا باختصاصاتهم قبل التسجيل به والتي اعتبرت خطوة رائعة على طريق بناء المجتمع السليم من خلال محاضرات في طرق الاٍختيار الصحيح اٍضافة الى ورشات عمل للتعريف بجميع الاٍختصاصات الجامعية
البداية كانت للدكتورة وفاء سليمان (كلية التربية جامعة دمشق )حول آليات وحسن الاٍختيار أشارت فيه الى تحمل الأهل المسؤولية في هذا الاٍضطراب الذي يعانيه أبناؤهم بسبب عدم تربيتهم على تحمل المسؤولية واٍتخاذ القرار منذ نعومة أظافرهم وكذلك تنمية القدرات التي يتمتعون بها حسب قدراتهم وإمكانياتهم فليس هناك كما يشاع طالب غبي وطالب متميز بل هناك طالب لديه قدرات وذكاءات متعددة وآخر لديه اٍبداع بمجال واحد قد يكون مكانيا أو فنيا أو لغويا وغير ذلك أي انه لكل منا قدراته التي تختلف عن الآخر وهنا يبرز دور الوالدين في اٍستنباط وتشجيع هذا الجانب أو ذاك منذ الصغر وهو مايسهل عليه اٍختيار الفرع الجامعي الذي يرغب وفق المعطيات المشار اٍليها سابقا
آلية اتخاذ القرار باختيار الفرع
وهنا تشير سليمان الى أنه يتوجب على الطالب اٍتخاذ القرار وفق المعطيات التالية :
درجات المفاضلة العامة والتي تشكل عامل اٍحباط للكثير من الطلاب .
الطموح وذلك بتناسبه مع المعطى الأول وكذلك إمكانياته و قدراته .
وتضيف لذلك قائلة :قد تتعارض هذه المعطيات وقد تتوافق ولكنها يجب أن تترافق مع المعرفة بسوق العمل للاختصاصات المختلفة والتي تتوافق مع ماسبق مع ضرورة العمل على بذل الجهد في الحصول على معدل عال في الاٍختصاص الذي سجل به لأنه ربما أراد التسجيل في الدراسات العليا لاحقا وتعرض المقولة التي تقول: ( اٍن لم يكن ماتريد فأرد مايكون )
وبدوره الدكتور طارق زغموت تطرق الى الصعوبات التي يعانيها الطالب الجامعي في بداية حياته الجامعية والتي يكون لها تأثيراتها المستقبلية على الطالب من خلال الاٍختلاف في هذه المرحلة عن سابقتها من حيث المنافسة والعلاقة مع الأسرة التعليمية التي تنظر للطالب نظرة الزميل في الواجبات وكذلك ضرورة تنظيم الوقت والحصول على المعلومات من طرق شتى والأهم من ذلك هو عدم الشعور بالانتماء للجامعة مما يولد أحيانا عوامل للفشل وعدم مواصلة التعليم
أما عن المراحل التي يمر بها الطالب فهي كما يقول :
مرحلة عدم القبول وهي مرحلة طبيعية في حياته الجامعية تترافق مع وضع نفسي وقلة تركيز وتشتت ورغبة بالاٍنعزال عند الشباب والبكاء عند البنات وتختلف من طالب لآخر
المرحلة الثانية هي تقبل الوضع على مضض تليها مرحلة الرضا بالواقع ثم الاٍندماج والبدء بالحياة الجامعية وتتوقف الفترة الزمنية بين هذه المراحل على قدرات الطالب والتي يتمنى د. زغموت ألا تتجاوز السنة الأولى وعلى أبعد تقدير السنة الثانية
عوامل التكيف
ويعتمد التكيف الجامعي حسب د. زغموت على عدة أمور أهمها : البدء بتحديد الهدف من الدراسة وقدرته على اٍدارة ذاته لتحقيق هذا الاٍنجاز بدءا من الهام فالأهم وفق تخطيط مسبق وتطبيق لاحق للوصول الى قدرة نحو التغير وهو التفوق المعتمد على القدرات الذاتية بفترة زمنية محددة .
واستكمالا لذلك قسمت الورشة الى عدة مجموعات تبعا للدرجات بجداول معينة حيث قام أصحاب الاختصاصات بشرح كل اختصاص على حدة مبينا مزاياه والصعوبات التي يمكن حصولها وكيفية تجاوزها .