أصبح مجرما فجأة!
كاليغولا .. أراد جعل حصانه عضوا في مجلس الشيوخ ! ..
عام 37 للميلاد تولى كاليغولا عرش الإمبراطورية الرومانية، فعمت الأفراح أرجاء الإمبراطورية. الشعب كان سعيدا جدا بإمبراطوره الجديد بعد أن ذاق المر والهوان على يد الإمبراطور السابق طبريوس، الذي أرهق الناس بضرائبه ومظالمه. وسرعان ما أثبت الإمبراطور الشاب جدارته بحب الجماهير، إذ قام بخفض الضرائب، وأجرى إصلاحات ورفع مظالم كثيرة. لكن ذلك لم يدم طويلا، فبعد سبعة أشهر فقط على توليه العرش، أصيب كاليغولا بمرض غامض عجز الأطباء عن علاجه، وكان من الضراوة بحيث يأس الجميع من شفاءه وأيقنوا بهلاكه. لكن على عكس كل التوقعات، فاجأ كاليغولا الجميع وشفي من مرضه. غير أنه لم يعد ذات الشخص الذي كان عليه قبل المرض، تغيرت شخصيته بالكامل، أصبح ساديا وجشعا وفاسقا وشديد القسوة، راح يقتل الناس ويصادر أموالهم ويغتصب نسائهم بسبب وبلا سبب، وتدنى في فسوقه ورذيلته بحيث لم يترك امرأة في البلاط إلا واغتصبها، لم تسلم من ذلك شقيقاته الثلاث. والأدهى من ذلك أنه أفتتح بيوتا للدعارة داخل قصوره وأجبر نبلاء وأشراف روما على العمل كقوادين فيها على زوجاتهم ونسائهم! .. وكان ريع تلك المواخير يصب في جيب كاليغولا طبعا. ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فجنون كاليغولا فاق كل تصور. إذ جعل لنفسه تماثيل ومعابد في طول البلاد وعرضها وأجبر الناس على عبادته. وأخذ جيشه الجرار إلى شواطئ بحر المانش الفاصل بين فرنسا وانجلترا لكي يجمع جنوده الصدف على الساحل ثم عاد بهم إلى روما! .. وأعاد فرض الضرائب الثقيلة والمرهقة على كاهل الشعب حتى صار الناس يترحمون على أيام طبريوس عملا بالمثل القائل : "جرب غيري .. تعرف خيري".
موبقات كاليغولا كثيرة، يطول المقام بذكرها، لكن لحسن حظ روما فأن عهده البغيض لم يدم طويلا، إذ اغتيل على يد حراسه عام 41 ميلادية. ونحن ما أتينا على ذكر قصته إلا كعينة تاريخية على ظاهرة تغير الشخصية نحو الأسوأ بعد التعرض لمرض أو حادث. فالناس لا يصبحون عباقرة دائما بعد تعرضهم للحوادث كما في القصص التي ذكرناها أنفا، وإنما قد يتحولون أيضا إلى أشخاص غريبي الأطوار .. سفاحين ومجرمين يعشقون الدم وتعذيب الآخرين.
كان يأمل بقتل أناس على عدد مربعات رقعة الشطرنج! ..
في عام 2007 أصدرت محكمة روسية حكما بالسجن المؤبد على أليكساندر بيشوشكين المعروف بأسم سفاح رقعة الشطرنج، والذي كان يستدرج ضحاياه إلى أجزاء منعزلة من حديقة بيتسفسكي بموسكو حيث كان يقدم لهم شراب الفودكا حتى يثملوا ثم يباغتهم بضربة قاتلة بالفأس على مؤخرة رؤوسهم. كان يروق له أحيانا أن يغرز زجاجة فودكا في جماجمهم المهشمة، ثم يتركهم في العراء من دون دفن.
بيشوشكين كان لاعب شطرنج بارع، دأب منذ سن مبكرة على القدوم للحديقة واللعب مع كبار السن والمتقاعدين والعاطلين عن العمل والمشردين المتواجدين هناك، وفي الحقيقة شكل هؤلاء القسم الأكبر من ضحاياه. كان يأمل في قتل 64 شخص على عدد مربعات رقعة الشطرنج، ولهذا سمي بسفاح رقعة الشطرنج، وكان قريبا جدا من تحقيق هدفه لولا إلقاء القبض عليه عام 2006.
بيشوشكين أعترف للشرطة بقتل 60 شخصا. أخبرهم بأن جريمته الأولى كانت عام 1992، أما جريمته الأخيرة فكانت قبل إلقاء القبض عليه بأيام قليلة، وكانت ضحيته الأخيرة هي إحدى زميلاته في العمل. وحين سألوه عن الدافع وراء جرائمه أجاب قائلا : "بالنسبة لي الحياة بدون قتل هي كالحياة بدون طعام بالنسبة لكم. لقد شعرت كأني والد جميع هؤلاء الناس، فأنا الذي فتحت لهم الباب إلى العالم الآخر".
والدة بيشوشكين قالت بأن السبب الحقيقي وراء جرائم أبنها هو تعرضه لحادث في صغره عندما اصطدم مقدم رأسه بأرجوحة فتغيرت شخصيته اللطيفة والهادئة وأصبح عدائيا وسريع الغضب. ويعتقد الخبراء بأن القشرة الأمامية للدماغ، أي المنطقة التي تعرض فيها بيشوشكين للإصابة، تكون مسئولة عن كبح الغضب والميول العدائية.
ايرل نيلسون .. أصبح مهووسا بممارسة الجنس مع الجثث ..
"سفاح رقعة الشطرنج" لم يكن الوحيد الذي تغيرت حياته للأسوأ بعد تعرضه لضربة على رأسه. فالسفاح الأمريكي ايرل نيلسون كان في العاشرة من عمره حين اصطدمت دراجته الهوائية بعربة ترام فتعرض رأسه لضربة قوية ودخل في غيبوبة استمرت لستة أيام، وحين أستعاد وعيه أخيرا لاحظ الجميع بأنه تغير كليا. أصبحت تصرفاته غريبة، عانى من الصداع وفقدان الذاكرة، حتى أنه دخل المصحة العقلية مرتين. ويبدو بأن الخلل في دماغه قد أثر على ميوله، فأصبح مهووسا بالجنس، وتحول هذا الهوس تدريجيا إلى شذوذ، فصار مولعا بممارسة الجنس مع جثث الموتى (نيكروفيليا)، ودفعه ذلك الشذوذ إلى إزهاق أرواح نسوة عديدات على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة وكندا.
كان بارعا في التظاهر، ضحاياه كن في الأغلب صاحبات نزل، كان يدخل إلى منازلهن زاعما أنه يريد تأجير غرفة، وكان يمسك في يده دوما نسخة من الكتاب المقدس لكي يعطي انطباعا طيبا ومسالما عن نفسه، وكانت هذه الحيلة تنجح دوما، فما أن تطمئن الضحية إليه وتعطيه ظهرها حتى يثب إليها كالوحش المفترس، يطبق بيديه على عنقها ولا يتركها إلا وهي جثة هامدة، كان يحرص على التأكد من موتها قبل أن يشرع بممارسة الجنس معها، وما أن يفرغ منها حتى يقوم بسحبها وإخفائها تحت السرير. كان إخفاء الجثث تحت السرير هو بمثابة العلامة الفارقة لجرائم ايرل نيلسون الذي قتل أكثر من 22 امرأة بهذه الطريقة قبل أن يلقى القبض عليه ويعدم شنقا عام 1928.
هارمن .. صورة للسجق الذي صنعه من لحوم ضحاياه ..
فريتز هارمن هو مثال آخر لما يمكن لضربة على الرأس أن تفعله. هارمن الذي عرف بأسم سفاح هانوفر كان مصاص دماء بكل معنى الكلمة، كان يصطاد الفتيان المشردين من الشوارع ويأتي بهم إلى شقته ليغتصبهم، وفي لحظة معينة أثناء ممارسة الجنس يقوم بقضم واقتلاع حنجرة ضحيته بأسنانه، ثم يبدأ بشرب الدم مباشرة من الجرح النازف. وبعد موت الضحية يقوم بتقطيع الجثة وإزالة اللحم عن العظم لكي يبيعه لاحقا في السوق على أنه لحم خنزير!.
هارمن لم يكن قاتلا بالفطرة، كان جنديا في شبابه، عرف عنه الطموح والمثابرة. لكن في أحد الأيام أثناء التمرينات، سقط من مكان مرتفع فأصيب رأسه واغشي عليه، واجمع زملاءه على أن شخصيته وسلوكه تغيرا بصورة جذرية بمجرد إفاقته من الغيبوبة، ومنذ ذلك الحين اتخذت حياته منحى آخر قاده في النهاية إلى المقصلة التي قطعت رأسه عام 1925 بتهمة قتل أكثر من سبعين إنسان.
في الواقع هناك أشخاص كثر تغيرت حياتهم نحو العنف والجريمة بعد تعرضهم لإصابة بالرأس، ولولا خشية التطويل والإسهاب لذكرناهم بالتفصيل، لكننا سنكتفي بأخذ بعض العينات :
فاشير .. أصيب رأسه جراء محاولة الانتحار
- السفاح الفرنسي جوزيف فاشير كان متخصصا باغتصاب وقتل راعيات الأغنام والأبقار في البرية .. تعرض في شبابه لإصابات خطيرة في الرأس جراء محاولته الانتحار.
- السفاح الأمريكي آلبرت فيشر .. مغتصب الأطفال وآكل لحوم البشر .. سقط من فوق شجرة في طفولته.
- السفاح الانجليزي جون كريستي .. مغتصب وقاتل نساء .. صدمته سيارة في أحد شوارع لندن وفقد الوعي لعدة ساعات.
- القاتل ريتشارد سبيك .. أقتحم عام 1966 قسما داخليا وأقدم على قتل ثمانية طالبات تمريض .. كان قد تعرض لإصابات متعددة في طفولته، وحين مات في السجن عام 1991 قام الأطباء بتشريح دماغه ليكتشفوا أمرا مذهلا، فالمنطقة المسئولة عن الذاكرة كانت قد تداخلت مع المنطقة المسئولة عن الغضب والمشاعر القوية، كانت الحدود بين المنطقتين قد اختفت تماما.
- غاري هادنك .. مغتصب وقاتل نساء .. كان قد سقط من فوق شجرة في طفولته، وكانت إصابته قوية إلى درجة أثرت على شكل وتناسق رأسه.
- راندي كرافت .. سفاح أغتصب وقتل عشرات الفتيان .. سقط في طفولته من على سلم وفقد وعيه لعدة ساعات.
يوما ما سيفتحون دماغي وسيكتشفون بأن جزءا منه اسود ويابس وميت ! ..
- بوبي جو لونغ .. مغتصب وقاتل نساء .. تعرض لإصابات كثيرة في رأسه، مرة سقط عن الأرجوحة، ومرة صدمته سيارة. أصبح لديه ولع عجيب بالجنس، أغتصب أكثر من خمسين امرأة وقتل أكثر من عشرة، قال مرة : "عندما أموت سيقومون بفتح رأسي، وسيجدون تماما كما أخبرتهم دائما ... جزء من دماغي لونه أسود وجاف وميت".
- فريد ويست .. مغتصب قام بقتل أكثر من ثلاثة عشر امرأة بمساعدة زوجته روزماري، ثلاثة من ضحاياه كن من بناته .. سقط من فوق دراجة نارية في سن السابعة عشر فأصيب رأسه وأغمي عليه لمدة أسبوع وقالت عائلته بأنه تغير كثيرا بعد إفاقته من الغيبوبة.
- ريتشارد ريماريز .. من عبدة الشيطان، قتل أكثر من 14 شخصا وأغتصب نسوة كثيرات، كان يمثل بجثث ضحاياه بصورة فظيعة .. أصيب رأسه مرتين في طفولته، مرة وقعت عليه خزانة الملابس، ومرة ضربته أرجوحة.
هناك مجرمين آخرين كثر تعرضوا لإصابات بالرأس في مرحلة ما من حياتهم، وأثرت هذه الإصابات بصورة مباشرة على مسيرة حياتهم، فغيرت من آلية عمل دماغهم، وبدلت نظرتهم للناس والمجتمع من حولهم.
فهل يعني هذا بأن دماغ المجرمين يختلف عن أدمغة بقية البشر ؟ .. فلقد تعودنا لسنين طويلة على القول بأن المجتمع هو الذي يصنع المجرم، وبأن البيئة المحيطة وظروف الحياة والتعليم والأسرة هي التي تلعب الدور الأكبر في خلق الميول الإجرامية. فالفقر مثلا يعد من الأسباب الرئيسية للجريمة، والحياة الأسرية المفككة تعد دافعا قويا لانحراف الأطفال والمراهقين.
لكن يجب ملاحظة بأنه ليس كل من نشئوا في أسر مفككة يصبحون قتلة وسفاحين، وليس كل الفقراء يمكن أن يتحولوا إلى لصوص، ولا كل النساء المعدمات ينتهي بهن المطاف إلى الدعارة .. هناك دائما نسبة معينة من الناس لديهما استعداد ذاتي للقيام بهذه الأمور بغض النظر عن الخلفية الأسرية والثقافية والمستوى المادي. أنه أمر يتعلق بالجينات وبتركيبة الدماغ. ولقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة بأن أدمغة المجرمين تختلف فعلا عن أدمغة سائر الناس. حيث أخذ العلماء عينة من المجرمين في أحد السجون وأجروا مسحا على أدمغتهم بالرنين المغناطيسي، فتبين لهم بأن أصحاب الشخصية السيكوباتية (Psychopath )، الذين يشكلون نسبة الثلث تقريبا من مجموع المجرمين في العينة، كانت المناطق الرمادية في أدمغتهم أقل نشاطا ووضوحا منها في أدمغة الأشخاص العاديين، ويقول العلماء بأن هذه المناطق أو البقع الرمادية في الدماغ هي المسئولة عن التفاعل مع مشاعر الآخرين. وبأن الخلل في هذه المناطق يكون له تأثير كبير على ضمير المجرم، فتراه لا يندم أبدا على أفعاله المشينة تجاه الآخرين ولا يشعر بالذنب لإيذائه أقرب الناس إليه ولا يحاسب نفسه على أخطاءه. فمشاعر وأحاسيس الآخرين لا تعني له شيئا، لأنه لا يستطيع الإحساس بها أصلا، المهم هو نفسه فقط .. إنها الأنانية المطلقة. والخطير في أصحاب هذه الشخصيات المريضة هو أنهم لا يبدون كمرضى، فهم قادرين على التحكم بمشاعرهم، قادرين على التظاهر بالحب والتعاطف والحنان وبارعين في الكذب والاحتيال من دون ذرة ندم، ويمكن لبعضهم أن يرتقوا في المجتمع إلى مصاف الحكام والقادة.
والأمر نفسه ينطبق أيضا على أصحاب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial personality disorder ) والذين يشكلون أيضا نسبة غير قليلة من أعداد المجرمين، فالعلماء يعتقدون بأن الجينات والهرمونات والأعصاب تلعب دور كبير في خلق وصياغة هذه الشخصية الخطيرة.
إذن عقلنا هو المتحكم بكل شيء ؟ ..
نعم هذا صحيح، وعقولنا مختلفة كما تختلف بصمات الأصابع والعيون .. مخطئ من يظن بأن البيئة والثقافة وحدها هي التي تصنع شخصياتنا، نعم لها دور كبير، لكن الدور الأكبر يعود لطبيعة جيناتنا وتركيبة دماغنا، ولهذا نجد الذكاء يختلف من شخص لآخر، هناك عباقرة مثل اينشتاين يمكنهم أن يحلوا عشرات المسائل الرياضية المعقدة خلال دقائق، وهناك أناس مثلي أنا، يصابون بصداع في الرأس إذا طلبوا منهم ناتج جمع أربعة أرقام!.
ختاما ..
فأن كل شيء قابل للتغيير .. حتى عقولنا .. فالعلماء يعكفون على دراسة الدماغ ويكشفون أسرارا جديدة عنه في كل يوم .. ومن يدري .. ربما يأتي يوم يتمكنون فيه عبر وسائل متطورة من تحويل كل واحد منا إلى نابغة وعبقري .. يمكنك أن تنتظر ذلك اليوم عزيزي القارئ .. مع أنه قد لا يأتي أبدا .. ويمكنك أن تبدأ التغيير منذ الآن .. لا يتطلب ذلك عملية جراحية في الدماغ .. ولا يستلزم إغماءة أو ضربة مؤلمة على الرأس .. يكفي أن تصبح أكثر مراعاة لمشاعر الآخرين .. يكفي أن تكون أكثر تعاطفا وتفهما .. يكفي أن تنظر أليهم بنفس العين التي تنظر بها إلى نفسك .. يكفي أن تكون إنسان ..
لسانك لا تذكر به عـورة امـرئ .... فكلـك عـورات وللنـاس ألسـن
وعينـاك إن أبـدت إليـك معايبـاً .... فدعها وقل يا عين للنـاس أعيـن
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى .... ودافع ولكن بالتـي هـي أحسـن
المصادر:
..................
1- Phenomenon (1996)
2- Tony Cicoria - Wikipedia, the free encyclopedia
3- The Amazing Stories of 6 Sudden Savants | Mental Floss
4- When Brain Damage Unlocks The Genius Within | Popular Science
5- College Dropout Jason Padgett Becomes Accidental Mathematical Genius After Brutal Mugging
6- Alonzo Clemons | Savant, Sculptor & Artist
7- Ex-street fighter, 60, turned into a fanatical artist by a brain haemorrhage that physically altered his mind
8- Birkenhead dad whose brain haemmorhage unlocked talent for art loses cancer battle
9- Spontaneous Savant - Orlando Serrell on Discovery Channel
10- Alexander Pichushkin - Wikipedia, the free encyclopedia
11- Croatian teenager wakes from coma speaking fluent German
12- Xenoglossy - Wikipedia, the free encyclopedia
13- Earle Leonard Nelson: The Dark Strangler
14- Head Injuries and the Serial Killer
15- Born to kill? Psychopaths have different brains to normal people
16- Criminal Minds Are Different From Yours, Brain Scans Reveal
17- Savant syndrome - Wikipedia, the free encyclopedia
18- الشخصية المعادية للمجتمع - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
19- شخصية سيكوباتية - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
20- سفاح هانوفر .. مصاص دماء تلذذ بشرب دماء ضحاياه
21- كاليغولا .. امبراطور روما المجنون
22- قاتل رقعة الشطرنج : حكاية أخطر سفاح روسي
منقول