توارث المسلمين عبر أجيال الإحتفال بمناسبتين يجتمع عليهما تقريباً جميع الطوائف، وهما عيد الأضحى وعيد الفطر، ويصاحب هاتين المناسبتين عادات يجتمع عليها الأغلبية وعمومها يدور حول الإستهلاك وبخاصة الأطعمة.
وإن حاولت أن تبحث عن أثر لوجود هذه الإحتفالات في القرءان الكريم فلن تجد أي ذكر لها، ومما يذكر أن الإحتفال بعيد الأضحى يتم ربطه بفريضة الحج التي وردت في القرءان الكريم، وقد تم تحديد أيام هذا الإحتفال بأربعة أيام وتخصيص صلاة بإسمه وتحديد شكل وموعد لهذه الصلاة وأدعية خاصة بها، ويتم ذلك بعد إنتهاء الناس من فريضة الحج التي تم تحديدها وقصرها على أيام في شهر ذي الحجة. وتم تأليف المؤلفات في حول هذه المناسبة، وأُعتبرت هذه الطقوس مجموعة هى جزء من الدين.
أما ماورد في القرءان الكريم فإن الحج قد فرضه الله تعالى خلال الأربعة أشهر الحرم (تابع هنا مقال عن الحج وموعده)، وقد ترك الله للناس حرية تحديد وقت الحج خلال هذه الأشهر (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)) سورة البقرة
فعلى ضوء هذا النص القرءاني الواضح لا يوجد وقت جماعي لنهاية الحج لكل المسلمين حتى يقوموا بهذا الإحتفال المُسمى بعيد الأضحى، ولكن حسب كتاب الله تعالى سيُنهى كل مسلم الحج في وقت مختلف عن الآخر.
كما أن الذبح الذي فرضه الله تعالى في القرءان فهو خاص بمن يؤدي فريضة الحج، ولابد أن يتم تقديم هذه الذبيحة (الهدي) عند بيت الله العتيق (لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)) سورة الأنبياء
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ (196)) سورة البقرة
(هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ (25)) سورة الفتح
ومما سبق فعلى مايبدو أن عيد الأضحي وما يصاحبه من عادات وصلاة وهى من العادات التي أضافها الناس في زمن ما بعد وفاة الرسول الكريم، وجعلوها بمرور الوقت جزءاً من دين الله تعالى.
وهذا أيضاً ينطبق على عيد الفطر الذي يلي نهاية شهر الصيام رمضان، فلم يرد في كتاب الله تعالى أي شئ عن هذا الإحتفال أو أي طقوس تصاحبه من صلاة تسمى صلاة العيد وزكاة تسمى زكاة العيد.
الخلاصة: أعتقد أن الأمر واضحاً في النهاية بأن هذه الأعياد إضافات بشرية تمت بعد وفاة الرسول عليه السلام الذي كان ملتزماً بلا أدنى شك بما فرضه الله عليه وعلى عباده في القرءان الكريم ولم يُضف إلى الدين ما لم يذكر الله تعالى عنه شيئاً في كتابه الكريم.
والله تعالى أعلم