قصيدة للشاعر بهاء الدين الأميري وذلك لما سافر أولاده الثمانية من المصيف إالى حلب !!!!!!
أين الضجيج العذبُ والشغبُ ** أين التدارسُ شابهُ اللعبُ؟
أين الطفولةُ في توقُّدِها ** أين الدُّمى في الأرضِ والكُتُبُ؟
أين التشاكُسُ دونَما غَرَضٍ ** أين التشاكي ما لهُ سَبَبُ؟
أين التباكي والتضاحُكُ في ** وَقْتٍ معاً والحُزنُ والطَرَبُ؟
أين التسابُقُ في مُجاورَتي ** شَغَفَاً إذا أكلوا وإنْ شربوا؟
يَتَزاحمونَ على مُجالستِي ** والقُربِ مِنِّي حيثُما انقَلَبوا
يتوَجَّهونَ بسَوقِ فِطْرتِهم ** نَحْوي إذا رَهبوا وإن رَغبوا
فنشيدُهُم بابا إذا فَرحوا ** ووعيدُهُم بابا إذا غَضِبوا
وهتافُهُم بابا إذا ابتَعدُوا ** ونَجِيُّهُم بابا إذا اقتَرَبُوا
بالأمس كانوا مِلءَ منزِلِنا ** واليومَ ويح اليوم قدْ ذهبُوا
وكأنَّما الصمتُ الذي هَبَطتْ ** أثقالُه في الدارِ إذ غَرَبُوا
إغفاءةُ المَحْمُومِ هَدْأتُها ** فيها يَشيعُ الهَمُّ والتَّعَبُ
ذهَبُوا ، أجَلْ ذهبوا ومَسْكنُهم ** في القَلبِ ما شطُّوا وما قَرُبوا
إني أراهم أينما التفتتْ نفسي ** وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحِسُّ في خَلَدي تلاعُبَهُمْ ** في الدَّار ليس ينالهمْ نَصَب
وبَريقَ أعيُنِهم إذا ظَفِروا ** ودُموعَ حُرقتِهم إذا غُلِبوا
في كلِّ رُكنٍ مِنهُمُ أثَرٌ ، ** وبكلِّ زاويةٍ لَهُم صَخَبُ
في النافِذات زجاجَها حَطموا ** في الحائِط المَدْهونِ قد ثَقَبُوا
في البابِ قد كسروا مَزَالجَهُ ** وعليه قد رَسَمُوا وقد كتَبُوا
في الصحنِ فيه بعضُ ما أكلُوا ** في عُلبةِ الحلوى التي نَهبُوا
في الشَطرِ مِن تُفاحة قضموا ** في فَضلة المَاءِ التي سَكَبُوا
إني أراهُمْ حَيثُما اتجَهَتْ ** عيني كأسرَاب القَطَا سَرَبوا
بالأمْسِ في قرنايل نَزَلُوا ** واليوم قد ضمَّتْهمُ حَلَبُ
دمْعي الذي كتَّمْتُهُ جَلَدَاً ** لمَّا تباكَوا عندما ركِبوا
حتَّى إذا سارُوا وقد نَزَعُوا ** من أضلُعي قلباً بِهمْ يَجِبُ
ألفَيتُني كالطِفْل عاطِفَةً ** فإذا بِه كالغيثِ ينسكِبُ
قد يَعجَبُ العُذَّال من رجُلٍ ** يَبْكي ولو لم أبكِ فالعَجَبُ
هَيهْاتَ ما كلُّ البُكا خَوَرٌ ** إنِّي وَبِي عَزْمُ الرجالِ أبُ