مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }التوبه 51
قصة اجتماعية حقيقية ,ليس دائما نحصل على كل ما نريد احيانا
نعتقد ان كل شئ حولنا في صالحنا ولكن في الاخير نجد ان
هناك عقبات لا يمكن حلها ...
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه)
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) !!
بيت شعر رائــع ،، يجسد حالات الكثير منا حرفيا
و شخصيا ،، علما ان نتذكره عند الشدائد
هو حقيقة لا يمكننا التغاضي عنها و إخفاؤها بل على العكس تماما علينا تقبل هذا الأمر !!
هو حقيقة لا يمكننا أن نغفل عنها و يواجهها معظم الناس تقريبا ، لا بل كل الناس !!
فلا يوجد مخلوق على هذه الأرض و هو راض بحاله تماما ،
و ليس هناك من في هذا الكون بأسره قد حصل على كل ما يتمناه و يشتهيه .
فكم من غني حصل على كل ما تمناه من أشياء مادية ،،
يلبس من أفخر أنواع الملابس ،، يأكل من شتى أنواع المأكولات و المشروبات ،،
و لكن تراه فاقد للحب ،، أو فاقد للاستقرار و الطمأنينة ،،
أو فاقد للراحة و الهنــاء و العيش في حياة عادية ،،
و كم من فقير ،، محبا للجميــع ،، الحب يملؤ المنزل ،، رحيما بأبنائه عطوفا عليه ،، محبا لخير دائما ،،
و لكن للأسف لا يستطيع توفير لقمة العيش لهم !!
و هكذا هي الحــال في القصة
ارجو ان تروق لكم
**********************
امير شاب يحمل كل الصفات الحميدة, مؤدب ,مؤمن ,وسيم ,طويل القامة, قوامه جميل وجهه صبوح جدا.. يحب الخير للجميع ,مجتهد في الدراسة كان من الاوائل ودخل كلية الهندسة الفرع الذي يحب وكان فيها من المجتهدين جدا
عندما سمع منال(ابنة جارتهم) تدرس كي تستعد للامتحانات النهائية لدخول الجامعة لم يستطيع..الانتظار وذهب فورا الى بيتهم,طرق الباب ..وفتح والد منال الباب ..سلم عليه وقال بحياء ..عمي هل تسمح لي ان ادرس منال الرياضيات؟
والد منال .اجابه. ( طبعا يا ابني وهذا ليس بغريب عليك دوما سباق للخير)..
والد منال كان يحب امير جدا وكان يمدح بأخلاق امير الحميدة شكره ونادى منال كي يخبرها ومنال عندما سمعت بهذا الخبر فرحت جدا وشكرت امير واتقفا على ان يزورهم في المساء كي يدرسها ....ودعهم وخرج
كان امير جار منال وكبرى مع بعض رغم انه كان يكبرها بثلاث سنوات
وبعدها ...صار يحبها بصمت ولكنها لم تعلم بهذا ..كانت منال فتاة مجتهدة
تحب الدراسة ..رقية ,وجميلة ,روحا وشكلا ,من عائلة مثقفة وطيبة
امير صار يواصل بتدريس منال كانا يجلسان على طاولت الطعام في الصالة وكان
والد منال يجلس في الجهة الاخرى في الصالة قريب وبعيد عنهم نسبيا
كان امير كلما اراد الذهاب لبيت منال يخفق قلبه..وتحمر وجنتاه وكل يوم يحضر لها
شئ جديد من الاسئلة والمراجع ..ومنال كانت فرحة جدا...ومع مرور الوقت منال
اصبحت تميل الى امير ولكنها كانت لا تصارح نفسها ..ربما لانها كانت غير واثقه
من احساس امير او لانها كانت تعتقد ...انها مجرد طالبة له
وبعد اسابيع وبينما امير يفكر في حل احدى المسائل لمنال ..وبدون قصد ولا تفكير
كتب (احبك) ...ومنال نظرت اليه والى الكلمة ومن ثم من جديد نظرت اليه..هو
احمرت وجنتاه وكاد يعتذر ولكنه وجدها تكتب ....(وانا)
لم يصدق ما كتبت له... كاد يموت من الفرح...كان يضع يده على قلبه لانه كان يشعر
بقلبه سوف يطير ...خرج من بيت منال وهو يطير مع الريح يبتسم لكل من يمر من
امامه ..يقطف ورده ومن ثم يهديها الى سيده كبيرة بالسن مارة بالطريق ..كل من
كان يراه يستغرب حاله وطريقة طيرانه(يعني سيره الغريب ) ..وصل الى بيتهم
من شدة الفرح لم يستطيع ان يأكل شئ ذهب كي ينام ,ولم يستطيع كذلك في اليوم
الثاني في الجامعة كان طول الوقت شارد الفكر..الكل كان يستغرب وضعه لانه كان مجتهد جدا
ومن جهة اخرى منال كانت فرحة جدا لاول مرة تشعر بشعور جميل وقفت امام المرآة . تارة تحمل شعرها للخلف وتارة للامام ..تفتح كتابها ولا تعلم ما تقرأ,وفعلا لم تستطيع ان تقرأ
ولا كلمة ثم تغلقه من جديد ...بين فترة واخرى تنظر الى الساعة ..ومن ثم تنظر
من الشباك رغم انها تعلم جدا ..مازال الوقت باكر لكي يزورهم امير!!
في المساء زارهم امير كان خجل جدا وكذلك منال عبثا كانا يحاولان ان يخفيان احساسهما
ولكن امير كان حريص جدا ان لا تتأخر منال عن الدراسة لذا طلب منها ان تدرس بجهد كي تدخل نفس الجامعة معه ويبقيا معنا
ثم كتب لها وسوف نبقى معا طول الحياة (كان يكتب لها لان كان يصعب عليه ان يقول كل شئ امام اهلها ),هذا كان حافز لمنال كي تدرس بجهد اكثر وبعد شهر قدمت الى الامتحانات
(عندما كانا يلتقيان كأن السماء تغزل خيوطا ً دافئة تلامس قلبيهما لتزيد من حرارة الحب بينهما والليل يصبح مسرحا يعرض أجمل مشاهد الحب بينهما ليتلاعب احساسهما بالقمر ويبدأ الرقص على انغام صوتهما تبادله النجوم بالعزف ايضا عندما يقول كل واحد للأخر أحبك)
وبعدها قبلت منال بمعدل عالي جدا مما يتيح لها فرصة اختيار الفرع الذي ترغب, وطبعا اختارت ان تكون مع امير في نفس الجامعة والفرع نفسه
السنة الاولى لمنال والرابعة لامير كانت اجمل سنة في حياة كل منهما,كان يساعدها بالدارسة وهي اساسا مجتهده
ولكن المساعدات جعلتها طالبة مميزة جدا.. تنجح بامتياز ,وكل الاساتذة يمجدوها حتى ان احد الاساتذة طلب منها
ان تساعد في اخذ التقارير وما شاب ,وامير كان فخور بها ينظر الى نجاحها وهو في قمت السرور كل الطلاب
كانو يعتبرون منال خطيبة امير وفعلا امير قال لها سوف يطلبها اول ما ينهي السنة الخامسة حتى اهالي هم
كانو ينتظرون هذا اليوم ,وفي العطلة الصيفية خطط امير كثيرا واخبر اهله وكان اقتراح اهله ان يذهبوا لخطبت منال
ولكن امير قال لهم لا اريد ان تكون خطوبة منال غير عادية ومميزة جدا وعندما سألوه
!!! كيف يعني قال لهم...لا سوف تكون مفاجأة!!!
وانتهت العطلة الصفية في شئ من المرح واشعة الشمس الصيفية كانت تزيد من لهيب
الحب بينهما ويزاد الشوق للعودة الى الجامعة ليكون لقائهما اكثر...
وبعد اشهر من السنة الدراسية غاب امير عدة ايام كانت صعبة جدا على منال حيث كلما تذهب كانت
كي تسأل عنه كانت والدة امير تقول لها ,امير اخذ رشح ولم تسمح لها
ان تزور امير كان اهل امير كل مرة يقلون لها شئ ,مثلا ..
مرة للاسف الان نام!!
او الان عنده اصدقاء شباب ,او الان في الحمام يستحم او ما شابه...
حتى عبر الهاتف كانت تسمع نفس الاجوبة !!
\مرة الايام كالجحيم عليها كل يوم ... بمثابة سنة الى ان سمعت
منال امير في الجامعة ,ورغم انها استغربت لما لم ياتي اليها فورا ولكن
هرعت كي تقابله وجدته شاحب الوجه .قالت له اين انت يا حبيبي
ولكنه اجابها اهلا منال في برود لا مثيل له
ولكن منال اخذت هذا على ان امير مريض ويفعل هذا لهذا لم تزعل
بل قالت كم حاولت ان ازورك ولم اتوفق
اجابها اعلم هذا والان اتركيني ادرس اني تأخرت عن دروسي جدا!!
الكلمات كانت كالصاعقة على منال وبرود امير كاد يقتلها ورغم
الدموع التي تجمعت في عينيها ولكنها ..حاولت ان تهدئ نفسها وتقول
هذا لان امير يحب ان لا يتاخر في دراسته وتحملت كل الاسبوع تصرفاته
الغريبة وبعدها حاولت ان تتقرب اليه من جديد لذا قالت.. اليوم عندي درس صعب
ممكن ان تأتي كي تدرسني؟
اجابها ..الى متى يجب ان ادرسك الى ترين اني في السنة الاخيرة وكنت مريض كذلك حاولي الاعتماد على نفسك
انكسر قلب منال ولكنها كالعادة كانت تحاول ان تجد عذر لامير كي لا تزعل منه
كانت تعيد كل ذكرياتها الجميلة مع امير خلال السنة والنصف التي ذهبت
ولكن امير يوما بعد يوم كان يبتعد اكثر واكثر ..ومنال ماعادت تتحمل كل هذا الفتور
من امير وفي اليوم الذي قررت ان تذهب الى بيت امير كي تتكلم معه لان في الجامعة
كلما حاولت ان تلكمه قال ان مشغول مع اصدقائي!!
دخلت منال استقبلتها والدة امير بشئ من البرود ..وقالت لها خير منال
ما الذي اتا بك الينا وهذا الكلام؟
مما زاد من ارتباك منال ولم تعلم ما تجيب لذا اضافت والدة امير ربما اتيت لتوديع امير؟
منالماذا ولما اودعه ما تقصدين يا خالة؟؟) ام امير: ..لان امير سوف يسافر غدا الى لندن
منال:والجامعة يا خالة سوف يتأخر عن الجامعة
ام امير :لا سوف يكمل الجامعة هناك
منال :هذا مستحيل لان سوف ياخذ وقت كثير.. ولن يعادلوا الشهادة
وقد يتأخر سنة او اكثر
ام امير :ماذا منال اراك تقررين بدلا عن امير؟
وذويه كذلك
منال :لا تعلم لما تغير امير وعائلته هكذا
لذا سكتت وقالت اذا هل ممكن ان اقابل امير؟
خرجت ام امير وبعد برهة رجعت مع امير والذي كان يبدو عليه علامة
الضعف والتعب ..ام امير قالت وهذا امير.هيا ودعيه لو ترغبي؟
منال كانت تتمنى لو ام امير تركتهم .ولكنها تفاجئ بها تجس معهم
امير جلس وقال بلهجة فيها الاستنكار( نعم تفضلي
ماذا تريدين مني..؟)
منال حاولت ان تتكلم ولكن وجود ام امير ولهجة امير جعلتها لا تستطيع
ان تتفوه بكلة وقالت اتمنى لك التوفيق
قال لها طبعا وشكرا ,وعندما حاولت الخروج قال لها اتمنى
ان تعيشي حياتك وان تكوني سعيدة!!
شعرت منال انه يقول لها حياتك دونه وهذا يعني انه لا يريد ان يرتبط بها
لهذا خرجت مكسورة القلب
********
مرت الايام صعبة جدا على منال حيث تأخرت في دراستها
وقبلها مرضت ولكن في النهاية قررت ان تقف من جديد وان تكون قوية
كما اعتاد ان تنادي نفسها وكما كانت فعلا
لذا شغلت نفسها في الدراسة اكثر من قبل وتفوقت في كل الدروس
ونجحت في امتياز عالي جدا
وفي اخر السنة وبينما تجمع ادواتها من الخزانة لانتهاء العام الدراسي
صادفتها صديقتها سلوى وقالت لها تقام اليوم حفل تخرج السنة الاخيرة
لا تنسي ان تحضري واصرت عليها على الحضور لم ترغب منال الذهب
ولكنها قررت ان تذهب كي لا تخلف وعدها مع صديقتها وكذلك كي تراهم
كيف يتخرجون حيث كان كلهم من دفعت امير ..لذا ذهبت ولكنها اختارت
زاوية هادئة في اخر الصالة لم يستطيع احد ان يراها وبعد جلوسها برهة شعرت
بضجر وكادت ان تغادر ولكنها سمعت اثنان من اصدقاء امير يتكلمان
الاول :مسكين امير كان يجب ان يكون الان معنا ومن الاوائل
الثاني :نعم للاسف لو لا اصابته بمرض السرطان .حقا مسكين
والان في مشفى في لندن يحاول ان يتعالج!!
منال لم تستطيع الانتظار اكثر..حيث وقفت مروعة .. وسألت ماذا؟؟
اصدقاء امير لم يتوقعوا وجودها وسماعها لحديثهم لذا .حاولوا عبثا تهدئتها
وتغير الموضوع ولكنها كانت تبكي وخرجت مسرعة الى ان وصلت بيت امير
ومن ثم صارت تقول لما لم تخبروني...لما اخفيتم عني
وام امير صارت تبكي معها وتقول والله هذا طلب امير حيث كان يخاف عليك يا ابنتي
من خوفه عليك طلب منها ان نتعامل معك هكذا ومنال طلبت منهم ان تذهب كي تراه فورا ....ورغم معارضة كل من ذويها وام امير ولكن اخيرا وافقوا ان تذهب
رافقها كل من والدتها والدة امير ووالدها حيث والد امير كان معه
في المشفى ..عندما دخلت منال غرفت امير وجدته في تلك الحالة التي يرثها
لها لم تتمالك نفسها وصارت تبكي بدون انقطاع ..امير حاول تهدئتها
وقال لها هل تصدقين ان دمعة من عينيك عندي اغلى من جميع لؤلؤ لات العالم
منال صارت تعاتبه لما يا امير لما فعلت هذا كيف استطعت ان تفعل هذا بي
قال لك لاني احبك اكثر مما تتصورين يا منال وامي تعبت معي لانها حاولت ان تمثل عليك والجميع كذلك حتى في الجامعة اصدقائي ساعدو كي اخفي الامر عنك
قالت :والى متى يا امير سوف تخفون الامر يا امير
لم يبقى الكثير يا منال وكأني انتظرك حتى اودعك فقط
منال تبكي وتتوسل به ارجوك لا تقل هذا امير اتوسل اليك لاجلي فقط
ولكن القدر اعظم ..حيث ساءت حالت امير ولم يستطيع الاطباء انقاذه
وبعد ساعات فقط اعلنوا وفاة امير فارقت روحه الى الابد وترك رسالة
الى منال وصفها باجمل ما يمكن
وكتبت على اثرها منال قال لي؟
-- وهي
-
قال لي:
قال لي ان وجودي هو السبب في ان حياته باقية
قال لي انني نبض حياته وسبب استمراريته الآتية
قال لي أنتِ لؤلؤة نادرة كنت اتأملها السنين الماضية
قال لي أنتِ من جواهر الاماليك الغالية
قال لي أنتِ نقية كنقاء المياه الجارية
قال لي أنتِ كعصفورة البستان المغنية
قال لي ان نوركِ اصبح اشراقة اصابيحي اللاهية
قال لي ان جفوني اجمل من لياليه الحانية
قال لي ان بريق عيني سبب تفاؤلاته الهادية
قال لي أنتِ اجمل امرأة على ارضي الخاوية
قال لي أنتِ اميرة العرش المتعاليه
أميرة لم يخطر مثلها يوما بخياليَ
قال لي لم يسبق للارض ان اوجدت مثلك انسية راقية
قال كل هذا و مضى دون ان يلتفت مرة ثانية
-
*-*-*-*-*
النهاية
بقلم انوار صفار