وجدت دراسةٌ حديثة أنَّ تناولَ الفواكه والخضار ذات الألوان الزاهية والغنيَّة بمُضادات الأكسدة قد يُساعِد على الوقاية من مرض التصلُّب الجانبي الضُّموريِّ أو على تأخير ظهوره.
وجد الباحِثون أنَّ الزيادةَ في استهلاك أشباه الكاروتين (أصباغ حمراء وصفراء شبيهة بالكاروتين تُوجد في بعض النباتات)، وخاصةً بيتا كاروتين واللوتين, قد تُساعِدُ على التقليل من خطر هذا المرض العصبيِّ الذي يستفحل في الجسم، ويُهاجم الخلايا العصبيَّة في الدماغ والنُّخاع الشوكي.
يتوفَّر بيتا كاروتين بكثرة في الجزر والبطاطا الحُلوة وفاكهة المنجا, بينما تُعدُّ السبانغ والسِّلق وصفار البيض مصادرَ جيِّدة لمادة اللوتين.
لكن وجدت الدراسةُ أنَّ الأنظمةَ الغذائيَّة الغنيَّة بالليكوبين المضاد للأكسدة وبيتا كريبتُوزانتين وفيتامين سي لا تُقلِّل - على ما يبدو - من خطر التصلُّب الجانبيِّ الضُّموريِّ الذي يُسبِّب ضمورَ العضلات، ويُؤدِّي في النهاية إلى الشَّلل.
قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة الدكتور ألبرتو أستشيريو، أستاذ علم الأوبِئة والتغذية لدى كلية هارفارد للصحَّة العامة: "التصلُّبُ الجانبي الضُّموري مرضٌ تنكُّسيٌّ مخرِّب يُصيب الناسَ عادة بين العقدين الرابع والسابع من العُمر، ويظهر عندَ الرجال أكثر من النساء. إن معرفة تأثير استهلاك الطعام في الإصابة بهذا المرض أمر هام".
بعدَ تحليل معلومات مُتعلِّقة بأكثر من مليون إنسان, تعرَّف الباحِثون إلى حوالي 1100 حالة لهذا المرض؛ كما وجدوا أنَّ الزيادةَ في مدخول أشباه الكاروتين، وخاصَّة عند الذين يتَّبِعون نظاماً غذائياً غنياً بمادَّة بيتا كاروتين واللوتين, بَدت مُرتبطةً بخطر أقلَّ للإصابة بمرض التصلُّب الجانبي الضُّموري.
كان الأشخاصُ الذين تناولوا المزيدَ من أشباه الكاروتين بشكل يوميٍّ أكثر ميلاً لمُمارسة التمارين وتناول الفيتامين سي بكثرة، إضافةً إلى مُكمِّلات الفيتامين سي و الفيتامين إي.
لكن نوَّه الباحِثون إلى أنَّ تناولَ مُكمِّلات فيتامين سي لفترة طويلة لم يُقلِّل من خطر الإصابة بهذا المرض.
قال أستشيريو: "تُشير نتائجُ دراستنا إلى أنَّ استهلاكَ الأطعمة الغنيَّة بأشباه الكاروتين قد يُساعِدُ على الوقاية من التصلُّب الجانبيِّ الضُّموريِّ، أو يُؤخِّر حدوثه؛ ويقتضي الأمرُ إجراءَ المزيد من الدراسات حول الأطعمة من أجل رصد تأثير المواد المُغذِّية التي تتضمَّنها الأنظمةُ الغذائيَّة في هذا المرض".
لم تُبيِّن النتائجُ التي استندت إلى خمس دراسات سابقة علاقةَ سببٍ ونتيجة وِقائيَّة بين استهلاك أشباه الكاروتين وخطر الإصابة بالنصلُّب الجانبيِّ الضُّموريِّ.