قصة اخترع السماعات الطبية
The Stethoscope السماعه الطبية
في البداية كان الطبيب يضع أذنه مباشرة على صدر المريض .
ثم اخترع (رينيه لينيك)السماعة الطبية والتي كانت عبارة عن أسطوانة من الخشب يبلغ طولها30سم وقد أطلق على
طريقته هذه اسم
(Mediate auscultation)
ففي عام1816م وبينما كان الطبيب الشاب(رينيه لينيك) يقوم بفحص إحدى السيدات وكانت مصابة بمرض في القلب,وجدأنه- وبعد الانتهاء من فحصها- لم يحصل على المعلومات الكافية التي تتيح له الوصول إلى تشخيص نهائي لحالتها,وكانت الوسيلة الوحيدة التي يمكنه أن يلجأ إليها بعد ذلك هي الاستماع إلى قلبها,وكان هذا يتم في ذلك الوقت بأن يضع الطبيب أذنه مباشرة على صدر المريض
وهي الطريقة التي كانت متبعة منذ عهد أبي قراط......ولكن(رينيه لينيك)كان شابا خجولا,فتحرج أن يضع أذنه مباشرة على صدر هذه السيدة الشابة,وبالتالي فهو لم يستطع أن يتم فحصه للحالة ولا أن يصل إلى تشخيص نهائي لها.
خرج(رينيه) من غرفة الفحص وبينما كان يسير في الخارج تذكر ذلك اليوم الذي كان يسير فيه بين أشجار حدائق اللوفر
بباريس,حيث رأى طفلين يلهوان بلوح طويل من الخشب,وقف أحدهما عند أحد طرفيه وأخذ يرسل بإشارات صوتية عن طريق حكه بإبرة كانت في يده,بينما أخذالطفل الثاني يستقبل هذه الإشارات بوضع أذنه على الطرف الاخرللوح الخشبي....عندها خطرت للطبيب الشاب فكرة,فأسرع إلى غرفته وقام بلف مجموعة من الأوراق على شكل مخروطي,وعندما وضع أحد طرفيها على صدر المريضة ووضع أذنه على الطرف الاخر أكتشف أن الصوت لم ينتقل فحسب بل لقد أصبح أعلى وأكثر وضوحا مما كان عليه.
قام(رينيه)بعد ذلك بصنع أول سماعة طبية, وكانت عبارة عن اسطوانة من الخشب يبلغ طولها 30سم ومفرغة من الداخل
وأخذت السماعة الطبية تتطور شيئا فشيئا..... من حيث الشكل والحجم , وبالطبع من حيث الجودة والكفاءة
إلى أن جاء هذا الرجل
الذي نشر في عام1961م مقالا في أحد الجرائد العلمية الأمريكية
the Journal of the American Medical Association
قدم فيه رؤيته للكيفية التي يجب أن تكون عليها سماعة الطبيب أو بصورة أخرى السماعة الطبية المثالية(The Ideal Stethoscope)
وجاء في مقاله((لابد للسماعة المثالية , أن يكون الطرف الصدري منها مكون من وجهين , وجه مفتوح ويستخدم لسماع الأصوات ذات الترددات المنخفضة , ووجه اخر مغلق ومسطح ومغطى بالبلاستيك اليابس ويستخدم لسماع الأصوات ذات الترددات العالية ......كما أن أنبوب التوصيل الصوتي الذي يصل بين الطرفين الصدري والأذني لابد وأن يكون أقصر طولا وأكثر تماسكا ويحوي بداخله على ممر واحد فقط للصوت.....أما الجزء الأذني من السماعة فلابد وأن يكون به قدر من الشد يتيح لها الإمساك بالأذن بشكل جيد....كما أن السماعة في مجملها لابد وأن تكون أخف وزنا,وأسهل في الحمل والاستخدام))
هذا الرجل هو طبيب أمراض القلب المشهور( David Littmann)
والذي توفي عام1981م عن عمر يناهز74عاما.......و بعد أكثر من30 محاولة كانت نتائجها غير مرضية, نجح الدكتور( ديفيد ليتمان) في الوصول إلى هدفه
وبذلك وضع(ليتمان)الأساس الذي لا يزال يستخدم حتى يومنا هذا في صناعة السماعات الطبية في العالم كله.......ولازلنا حتى يومنا هذا نستخدم سماعته الطبية والتي اتخذت من(أول حرف من اسمه) شعارا لها
الى أن وصلنا الى أيامنا هذه التى تطورت فيها أشكال كثيرة للسماعه الطبيه وبمميزات مختلفه
ومؤخرا قامت احدى الشركات بطرح سماعه الكترونيه تتميز بصفاء ودقة الصوت وقدرتها على تضخيم الصوت لغاية خمسين مرة مما يجعل عملية الإستماع للأصوات أكثر فعالية.