قصيدة من روائع الشعر العربي , شكراً لك
نبذة مختصرة عن مناسبة هذه القصيدة:
لما حضّر القوم قافلتهم لكي يرحلوا فجراً و كان بينهم فتاة جميلة جدا (يحكى أنهم كانوا من الغجر) و تركوا الدير الذي كانوا يبيتون فيه ورحلوا. شاهدهم هذا العاشق ولم يدري أنهم لن يعودوا مجدداً .. فرآها من بعيد و قد ارسلت له نظرة وداع حزينة من السجف (الشق بين ستائر الهودج الذي كان يوضع على ظهر الجمل) و ودعته بحركة من يدها.
ويدعوا هذا العاشق قائد القافلة الذي يركب الجمل (حادي العيس) لكي يدن منه لكي ينظر اليها عن كثب و يودعها فإن أجله قد حان مع رحيلهم. يقول يا ويله من ذلك البعد و يا ليتهم لم يذهبوا أبدا
ولما أيقن أنهم رحلوا فاتجه إلى راهب الدير الذي كان منشغل بقرع جرس الكنيسة و سأله بحق الانجيل أن يخبره عن تلك القافلة أين هم و أين ذهبوا. فتأثر الراهب بحال هذا العاشق و بكى لبكائه و قال له يا فتى أما وجدت حيلة أفضل من أن تسأل عن القافلة لكي تعلم أين ذهبت حبيبتك ؟؟ . إن الجميلة التي جئت تسأل عنها كانت بالأمس موجودة ولكنهم غادروا هذا اليوم.
فشبك أصابع يديه على رأسه من هول الخبر وصرخ من شدة حزن : "يا حادي العيس لا سارت بك الإبل"
وتمنى أن تصاب جميع الإبل ولا يبقى منها من يسير بتلك القافلة و بذلك يضطروا أن يعودوا إلى الدير.