أمل جديد لعلاج التهاب المفاصل لدى الأطفال.
من المعروف أن علاج التهاب المفاصل بالنسبة للأطفال Juvenile Arthritis يخضع إلى بدائل متعددة، تشمل أنواعا من العلاج الطبيعي أو الدوائي وأيضا النفسي في جلسات إرشادية للطفل والأبوين، وذلك تبعا لنوع الالتهاب وعدد المفاصل المتأثرة بالإصابة. ولا توجد طريقة أكيدة لتحقيق الشفاء، إذ إن المرض مزمن يتعرض لفترات راحة وفترات من اشتداد نوباته. ويهدف العلاج إلى إطالة فترات الراحة، ومحاولة تخفيف شدة الألم في أوقات الأزمة، أو الشفاء الكامل، وينصح الأطفال بالنشاط في حالات المقدرة على ممارسته مما يساعد في الحفاظ على المفصل.
* أمل جديد
* وتبشر دراسة أجراها علماء في جامعة إيدلايد ومستشفيات النساء والأطفال في أستراليا University of Adelaide and Women›s and Children›s Hospital بالآمال لتطوير عقاقير أكثر فاعلية في العلاج ولها دور أكثر تحديدا لعلاج المرض. وتعتبر الدراسة التي أجروها الأولى في العالم وتتبعت 115 طفلا من المصابين بمرض التهاب المفاصل الذي يصيب صغار السن، وأظهرت تغيرا في معدلات جزيء معين يتكون من الأحماض الدهنية الأساسية في الدم، وربطت بينه وبين نشاط المرض. ويمهد هذا الاكتشاف إلى علاج التهاب المفاصل بشكل أكثر تحديدا ودقة.
يعتبر التهاب المفاصل من أشهر الأمراض المزمنة للطفولة مثل مرض البول السكري ويصيب تقريبا واحدا من كل 500 طفل. وعلى الرغم من وجود بدائل متعددة للعلاج، فلا يستجيب كل الأطفال بنفس القدر. ومن المعروف أن مرض التهاب المفاصل يمكن أن يمثل عبئا حركيا شديد الوطأة على الطفل حتى أن أبسط الحركات يمكن أن تكون صعبة بالنسبة له، نظرا لأن المفصل المتورم والملتهب يصيب المفصل بنوع من التيبس يحد من حركته، وذلك فضلا عن الآثار النفسية السيئة نتيجة إحساس الأطفال بالمرض المزمن وعدم القدرة على مشاركة أقرانهم في
الأنشطة المختلفة.
* إصابة المفاصل
* يمكن للمرض أن يظهر في أي عمر وهناك بعض الحالات مسجلة لأطفال أقل من عمر عام، وكلما تأخر العلاج ازدادت فرصة إصابة المفصل بالتلف. وحتى الآن توصلت الدراسة إلى العلاقة بين وجود الجزئيات prostanoids في الدم وزيادة نشاط المرض في الطفل، وهذه الدلالات تعطي فرصة أكبر للحكم على الحالة وتزيد من فرص العلاج وتقلل من آثار الالتهاب على المستويين العضوي والنفسي.
وفي نفس السياق تناولت دراسة حديثة أخرى قام بها باحثون من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، واستغرقت عامين ونشرت في عدد شهر أبريل (نيسان) الماضي من دورية «نتشر - علوم الجينات» Nature Genetics، اكتشاف العلماء إلى 14 جينا جديدا، يمكن أن يكون لها دور كبير في علاج مرض التهاب المفاصل للأطفال مستقبلا. وكان العلماء في وحدة التهاب المفاصل لدى الأطفال في جامعة مانشستر قد توصلوا في السابق إلى ثلاثة عوامل خطورة جينية فقط.
وكان الباحثون قد قاموا بالبحث عن الحامض النووي المستخلص من إفرازات اللعاب والدم لأطفال مرضى بالتهاب المفاصل بتجميع العينات من 2000 طفل مصاب بمرض التهاب المفاصل ومقارنتها بعينات لأطفال آخرين أصحاء، وتعتبر هذه الدراسة التي جمعت علماء من مختلف دول العالم الأكبر من نوعها في البحث عن الجينات المصاحبة لالتهاب المفاصل لدى الأطفال، وتأتي أهمية هذه الدراسة من أنه على الرغم من أن العوامل الجينية من أحد الأسباب الرئيسة لمرض التهاب المفاصل، فإنه لم يكن هناك توفر كاف للمعلومات بخصوص الأسباب الجينية. وتعتبر هذه الطريقة أدق أكثر من الطرق المعتادة لمعرفة تطور المرض مثل زيادة سرعة الترسيب (ESR) وخاصة أنه لا توجد تحاليل مؤكدة لتطور المرض وحتى سرعة الترسيب يمكن أن تكون في المعدلات الطبيعية.
وقد صرحت الدكتورة آن هينيكس Dr Anne Hinks، وهي واحدة من الأطباء الذين قادوا فريق البحث، بأن الدراسة تعتبر علامة فارقة في التوصل إلى أصل المرض وعوامل الخطورة المؤدية إلى حدوثه وكيفية تطوره، بالتالي التمكن من علاجه. ويمكن أن تساعد هذه الدراسة في تحديد الطفل الذي يحتاج إلى علاج معين مبكرا ومحاولة تقليل الألم الناتج عن الالتهاب، وخاصة أن 30 في المائة من الأطفال يعانون من المرض لاحقا في البلوغ. وأضافت أن هناك العديد من الأنواع من التهاب المفصل لدى الصغار ومعرفة الجينات المحددة لكل نوع، وبالتالي طريقة علاجه، يمكن متابعة تطور الحالة من خلال توصيات الجمعية الأميركية للروماتيزم والتي حددت معايير معينة لتماثل الطفل للشفاء، ومنها اختفاء الألم والالتهاب وعدم تقدم الحالة وعدم تلف المفصل.
ويحتاج التهاب المفاصل إلى متابعة طويلة ومستمرة عبر العديد من التحاليل التي تشير إلى تحسن الحالة مثل صورة الدم الكاملة ووظائف الكبد وغيرها. وبطبيعة الحال يحتاج الأمر إلى العديد من الدراسات للتوصل إلى علاج فعال.
* اختصاصي في طب الأطفال