((( ماتَ الكلامْ )))
...........................للشاعر الكوردستاني ((( ماركـوس المهاجـر )))
تحاصرني الغربةُ ويشق في الظلِّ كأسيلُ
طريقاً ويبني في الوريدِ جنوناً كيْ ينامْ
وكان الوقتُ يسيرُ بعكسِ إزدحامِ الهوى
وكنا نسافرُ بين البلادِ ضياعاً مثلَ الحمامْ
وجاء الصومُ وأَفطرنا حنينُ القبلَةِ فتمردتْ
بالدماءِ . فتقتلني فأسقطتْ حمامةُ السلامْ
زيدي حربي كهمرينُ وأقتلي ما شئتِ من حروفِ
الأَبجديةِ وأجمعي وزنَ القصيدةِ في الركامْ
إِلغيَّ شهادةَ ميلاَد الكونِ فلا سابقٌ كأنتِ
ولا ظاهرةٌ تشبهكِ فأنتِ حلالٌ تخطى الحرامْ
قالَ البدرُ المرصعُ بينَ لؤلؤكِ ونداكِ الليلَ
وزرتي الشمس يا كوكباً فوقَ متنبي الكلامْ
لا شاعرٌ قد وصفَ فيكِ الحسنَ فكلُ مفاتنكِ
وطني وأنتِ البلادَ وأنتِ السهادَ وأنتِ القيامْ
أَقمتي الحَّدَ على قصائدي فغيرتي سيرَ القولِ
فصارت كل الكلمات تسيرُ في عينيكِ بإنتظامْ
يا حافية النهدين قد إِكتويتكِ ونارُكِ كالرطبِ
في جلدي فإخلعي بعضكِ أَحتاجُ إلى إنهِزامْ
وأَريني كيفَ تمزجي الليلَ في عروقي ثم
تغفي على شفتي فأنامُ عينيكِ والحَّيُ نيامْ
غداً ستقرعُ الطبولُ لإعدامي فإشهدي خيراً
أنني ما خنتُ وداً وأني للعشاقِ قد زدتُ إِحترامْ
وإنشدي فوق قبري نشيدٌ. بلادي لَكِ حبي ولَكِ
فؤادي.أنا شهِيدُ الوطَنِ ووطني قد باتَ للحكامْ
أَخبريهم أَنكِ شهدتي سقوطي وأني المذنبُ
فيكِ وأني أَنينكِ عند السقوط.فزرعتي السهامْ
وقتلتيَّ ما شئتي من بوحي أَظننتيَّ أني مجرمٌ أبوحُ
بالوصيةِ الأولَى بعد العراكِ وقدْ أَرضعتيني الغرامْ
قد كنتُ حجرتكِ عند الفرار إلى الفراغ العميقْ
في غيومكِ فأَمطرتكِ.كنتُ لَكِ شعراً بأَطيب المقامْ
ما خنتكِ يا بلادي فإستريِحي هنا فوقَ ريِحي فقدْ
أتعبني الحديثُ عن الأمواتِ فيكِ فكلهم هناكَ نيامْ
يصحونَ عند الفجر فيتسامروا علَينا مؤامراتٌ هناكَ
وبعضُ بيعةٍ هنا ووطَنٌ كالأشلاءِ مقطعٌ مكبلُ اليمامْ
فكيفَ حبكِ تحاصرني بهوسٌ وقولِيِّ هسيسٌ لا
يغنيَ من جوعي ولا يشبعَ عطشي . فماتَ الكلامْ