( نصيحة شعرية إلى أصحاب الحناجر الغنائية ).

نسأل الله عز وجل أن ينفع بها وأن يهدينا وإياهم لكل خير

وقد كتبت بعد وفاة مغنٍ مشهور قبل أيام في إحدى الدول الخليجية المجاورة للمملكة

فقلت مخاطباً البقية :

إن تبقَّى لكَ في العمرِ بقيةْ *** فاغتنمها قبل أن تأتي المنيّةْ

قاطع الفنَّ أيا هذا وأقلع *** إن أردت العفو من رب البريةْ 

طلق الأوتار والعودَ ثلاثاً *** واجتنبها إنها شرُ بليةْ

إن بعض الفنِ زَيغٌ وإنحلالٌ *** يجعل الأنفس في الدنيا شقيةْ

عُد إلى الرحمن في ذلٍ وفارق *** ما تبقى من تراث الجاهليةْ

واجعل القرآن للروحِ غذاءً *** تنجلي عنك المغاليقُ العتيةْ

أسمع الغافين واللاهين ذكراً *** والتلاوات الصحيحات النديةْ

أو أذاناً خاشعاً للهم يجلو *** يملأ الأفق بأنوارٍ بهيةْ

كم غفا في لذة الذنب أناسٌ *** واستفاقوا بعدما صاروا ضحيةْ

وخذ العبرة من حالِ مغنٍ *** حين وافته على اللهو المنيةْ

لم يخفف سكرة الموتِ محبٌ *** لم يؤجَل موتهُ كلُ البريةْ

فاتعظ فالعمر يطوينا كبرقٍ *** والأماني ساعة الموت عصيةْ

لا تكن للإثم مفتاحاً وعوناً *** لا تكن للشرِ في الدنيا مطيةْ

أصلح النفس وهذبها لتنجو *** واجعل التقوى شعاراً وهويةْ

لا تسوف إن في التسويف شراً *** لا تؤجل دمعة العين السخيةْ

إن باب الله مفتوحٌ فبادر *** كن مع الله تكن نعم المعيةْ