ومن طريف ما يروى قول أشجع أهل زمانه:
أرى أني إذا ما الحرب قامت / أرابط خلف ربــــات الحجـــال
أحمس في الوغى أبناء قومي / وأحمي ظهرهم عنـــــد النزال
فإن ظفروا ظفرت معهم / وإن لم يظفروا فقد دبــــرت حالـــي
وفي الهيجاء ما جربت نفسي / ولكن في الهزيمة كالــغـــــزال
ولي عزم يشق الماء شقا / ويكسر بيضتين علــــــى التوالـــي
ويقطع خيط قطن بعد لأي / إذا ما الخيط كان على انحــــلال
وإن أدخل على الصيصان يوما / أدوس ضعيفهم تحت النعال
أرى الفئران تهرب من أمامي / إذا ما شاهدت يومـــــا خيالي
وينهزم الذباب فلا أراه / وكم هشـــــــــــمت آلاف النـــــمال
وقد شاهدت صرصورا كبيرا / فلم أهـــــرب ولا سلمت حالي
إلى أن جاءني مدد سريع / من المولى الــــعلي وذي الجلال
وألهمني بأن ألقي بنفسي / وأن أتماوتـــــــن على الــــرمال
إلى أن يأذن المولى بحل / وينهزم العدو بـــــــلا نــــــــزال
ولو لم ينهزم لغدا صريعاً / وشاهـــــــد همتى ورأى احتمالي
وتلك مزية الشجعان مثلي / يفر عــــــــــــــدوهم قبل النزال
.