أظهرت تشكيلة «رالف لورين» الأخيرة والخاصة بموسمي خريف وشتاء 2014/2013، والتي أطلقها في أسبوع نيويورك مؤخرا، كل مظاهر الترف والتميز، كما حملت بالرغم من كلاسيكيتها المستوحاة من الحضارة الروسية الكثير من سمات المعاصرة، معبرة في إطارها العام عن رؤية ثاقبة وذوق رفيع لأناقة الموضة على النمط الأميركي. وامتازت المجموعة بحضور قوي للملامح الذكورية في التصميم تجسدها قصات مستقيمة وقمصان تذكر بملابس البحارة.
حيث أسدل مؤخرا أسبوع نيويورك للموضة الستار على عروض موسمي خريف وشتاء 2013/2014 لخط الملابس الجاهزة، ليكون المصمم المخضرم رالف لورين مسك الختام الذي يتوج الحدث، مستعرضا نماذج راقية من مجموعته الجديدة التي تشي بكل مفردات الأناقة والترف، مؤطرا مفهوم الفخامة والغنى في اتجاهات الموضة العالمية، ولكن على الطريقة الأميركية.
طراز القوقاز
لهذه التشكيلة اختار المصمم الأميركي أن يخوض مغامرة جديدة من المغامرات المشوقة، مرتحلا هذه المرة إلى بلاد القوقاز وسحر أوروبا الشرقية، آخذا استشراقات ملهمة من وحي الحضارة الروسية وطراز الملابس في هذه الجزء البديع من العالم، متأثرا بمناخاته الباردة وخصوصية المكان والزمان، ليستعيد الحنين في الوقت ذاته إلى حياة البّحارة وهيئة مظهرهم أثناء عبور غمار البحار والمحيطات، متأثرا بكلاسيكيات الأفلام القديمة والتي تصور المرأة المتمردة التي تتقمص شخصية صبي، وتتنكر بزيه لتعيش تجربة مدهشة على ظهر مركب، عاكسا أفكاره هذه من خلال مجموعة من القطع والموديلات التي تتنفس الترف والرقي، وتتسم بالبساطة والأناقة في آن واحد، بما فيها من لمسات الأنوثة والتكلف، ورؤية معاصرة ومتجددة لأقصى الحدود، منفذا إياها على أقمشة وثيرة ومترفة ولدنة، كان بطلها تشكيلة من المخمليات الدافئة، مع رقي التفتا الشانجان، ونعومة الحرير الطبيعي، وخفة الشيفون الرقيق، وليونة الجورجيت الوثير، ورقة الدانتيل المحبوك، ومرونة الجرسيه المطاط، وشفافية التّول الخفيف، مشكلة فيما بينها سمفونية راقية من الترف الشديد.
مفردات الأناقة
للموسمين القادمين، فّضل لورين إظهار العديد من النماذج والتصاميم والتي تجاوزت حدود السبعين قطعة وموديل، لتتفاوت ما بين البناطيل الفضفاضة، والسراويل الواسعة، وقبعات الفرو الروسية مع نماذج من الجاكيتات المخصرة، وبعض التايورات الأنيقة وأشكال مختلفة من الأطقم والبدلات، بالإضافة إلى فساتين السهرة، وعدد من المعاطف والكابات، كما كانت هناك لمسات ذكورية جلية وملحوظة، تمثلت بالقمصان البيضاء المزررة لأعلى الرقبة، والتي تزينها ربطات عنق وفيونكات، مع سترات قصيرة تلامس الخصر، وتعلوها قبعات أو بيريات تذكر بتلك التي يرتديها عمال الموانئ وبحارة السفن والبواخر، وبالرغم من أن هذه الباقة المتنوعة من الأزياء اندرجت تحت فئة الملابس الجاهزة، إلا أن مصممها لم يبخل بنفحات عابقة من سمات الفخامة والثراء، ترجمتها مجموعة نموذجية من فساتين السهرة والمناسبات، غنية بالقصات المعقدة والثنّيات، من تلك الفئة التي تظهر فقط في عروض الهوت كوتور وعلى السجادة الحمراء، وتتباها بها أشهر النجمات.
لمسات ذكورية
كان لبعض الملامح الذكورية حضور ملحوظ في تشكيلة لورين الأخيرة، حيث ظهرت أشكال محورة من ملابس البحارة وبعض الأطقم الرجالية والسترات العسكرية، ولكن بحس أنثوي غامض وغواية مستترة ومغرية لأبعد الحدود، لتخرج عدة نماذج من السترات والمعاطف المتعددة الأطوال والقصات، منها الطويلة التي تصل إلى أسفل الركبة والمخصرة بأحزمة كلاسيكية تحتضن القدود، مع ياقات عالية، وأخرى تشبه القمصان البيضاء المطوقة بربطات العنق الحريرية، تعلوها جاكيتات رسمية كما في البدلة الرجالية تزرر من الأمام لتنسجم مع خطوط انحناءات القوام وتقولبه، مع اعتماد المصمم على تطعيم خامة بخامة وقماشة بأخرى، كأن يكسر المطفأ باللامع أو الناعم بالخشن، بظلال متعددة الألوان والدرجات، إضافة إلى وجود بعض البنطلونات الواسعة التي تذكرنا بقصة الشروال القوقازي، مع سترات مزغّبة من الصوف والفراء.
ظلال لونية
اختار المصمم رالف لورين لتشكيلته الأخيرة مسطرة محددة من الظلال والتدرجات، ليحصرها ضمن نطاق راق وأنيق، مفضلا كعادته لموسم البرد والشتاء سيطرة مطلقة للون الأسود الداكن، ليتوجه ملكا متربعا على معظم المجموعة، مع بعض من الظلال الحميمية للأحمر الداكن، وشيء من دفء الأخضر الزيتوني، وأناقة الأزرق الكحلي، مع غنى البنفسجي الليلكي، وشطحات من الرمادي المطفأ، تصاحبها كلاسيكية البيج القمحي، فالبيج العسلي، ثم الأبيض السكري، غير غافل عن إضافة قطع متلألئة من المجوهرات كالدبابيس الكريستالية، والمذهبات المعتقة المزينة بالأحجار الكريمة، وأدوار من القلائد البراقة التي تزين العنق.