الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

تربية الطفل دينياً واخلاقياً %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

تربية الطفل دينياً واخلاقياً %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        تربية الطفل دينياً واخلاقياً I_icon_mini_login  

 

 تربية الطفل دينياً واخلاقياً

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابوبكر مشتهرى
مشرف القسم الاسلامي
مشرف القسم الاسلامي
ابوبكر مشتهرى


الجدي
تاريخ التسجيل : 08/12/2011
العمر : 73
البلد /المدينة : مصر

بطاقة الشخصية
المجلة: 0

تربية الطفل دينياً واخلاقياً Empty
مُساهمةموضوع: تربية الطفل دينياً واخلاقياً   تربية الطفل دينياً واخلاقياً Empty11/12/2013, 05:33

بسم الله الرحمن الرحيم
أول ما نبحثه في هذا الموضوع ، هو ان نرى أصل استعمال عبارة التربية الاسلامية هل هو صحيح ام لا ؟
وهل يمكننا التحدث عن التربية من وجهة نظر اسلامية أم لا ؟ ان الاجابة على هذا السؤال تتوقف على التصور الذي نحمله عن الاسلام ، فيجب أن ـ نرى ـ أولا ما هي النظرة التي نحملها تجاه الاسلام ؟ وما هو تقييمنا له كدين وعقيدة ؟ 
فالاسلام ـ كما نراه ـ شريعة الهية حضارية ، أو دين له نظام شامل ينطوي على كل الابعاد والافاق الخاصة بحياة الانسان ، وله رآيه في جميع الجوانب الاجتماعية لحياة الانسان الاقتصادية والسياسية والثقافية ، سواء المعنوية منها أو الاخلاقية ، وهو يقدم لنا نظرية في الحقل التربوي بأعتباره واحدا من شؤون الحياة الانسانية بل ان عماد الاسلام هو التربية ، وان الاسلام دين التربية وبناء الانسان ، نعم اننا لو اعتبرنا الاسلام دينا الهيا كاملا وخاتما للاديان ، فسنرى ان بأمكان تعاليمه ان تقدم آراء جديدة في جميع آفاق الحياة ، سواء المتعلق منها بالماضي أم بالحاضر والمستقبل ، ومن جملة ذلك الجانب التربوي أيضا. 



النظام التربوي في الاسلام 
يرى المتخصصون في الدراسات الاسلامية ، ان للاسلام نظاما في جميع الشؤون السياسية والثقافية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، وحتى المعنوية والاخلاقية.
ومقصودنا من النظام ـ هنا ـ هو مجموعة التعاليم ، والتوجهات المنسجمة مع بعضها في طرح المواضيع المختلفة وأحد هذه النظم ، هو النظام التربوي ، وهو ـ كما نراه نظاما بناء سواء في البعد الفردي ، او البعد الاجتماعي ، اذ يتمكن الانسان في ظله من بناء ذاته ، وتزكية نفسه ، أما في البعد الاجتماعي فهو ( الاسلام ) كفيل بترية الافراد الصالحين ، القادرين على العيش سوية في منتهى الوئام ، والسلام ، والاستقرار ، والتعاون ، والتكافل ، ويتسم هذا النظام بسعة النظر ، والرؤية الكونية الراقية ، وبشكل لم يهمل اي شأن أو بعد من شؤون الحياة الانسانية وأبعادها الكثيرة ، او يقتصر في بيان جانب من جوانبها . 
ملامح هذه الرؤية الكونية : 
نجد في النظام الفكري الاسلامي سعة نظر فريدة من نوعها ونستشف منها ما يلي : 
1 ـ ان هذا العالم بكل عظمته وسعته ، هو خلق الله وملك يده . 
2 ـ ان الطبيعة بكل أبعادها وجوانبها ، هي كتاب الخلقة الواسع. 
3 ـ ان حركة ومسار جميع الظواهر والتفاعلات قائمة على نظام العلة 



والمعلول. 
4 ـ ان الانسان مخلوق لذلك الخالق ، وهو أفضل من كثير من المخلوقات. 
5 ـ وبما انه يشكل حلقة ضمن هذا النظام ، يتوجب عليه القيام بالسعي ، والتحرك الهادف. 
6 ـ وهو أيضا مكلف وملزما ببناء ذاته ، وبناء الاخرين. 
7 ـ ملتزم بالتدبر والتعمق في الامور ، والاخذ بما ينفعه وينفع مجتمعه. 
8 ـ له أبعاد عديدة في هذا الوجود ، وكل واحد منها مصدر لكثير من الخيرات له وللمجتمع. 
9 ـ أنه ليس موجودا ماديا محضا ، بل فيه نفحة من روح الله. 
10 ـ ليس له القدرة على تسخير كل ما في السماء وما في الارض. 
11 ـ بميسوره التسامي الى ما لا نهاية. 
12 ـ لاتنحصر حياته على هذه الدنيا ، بل تمتد الى العالم الاخر. 
13 ـبامكانه الاستفادة من جميع الظواهر ، يشرط ان يسلك طريق التكامل. 
14 ـ ان امكانية التكامل متاحة لجميع الناس ، وبدرجات متفاوتة ، وعلى عدد الانفس البشرية. 



وجهة التربية 
1 ـ يعتبر عمل المعلم في هذا النظام اكمالا واستمرار لعمل وطريق الانبياء. 



2 ـ ان طريق التربية هو نفس طريق الفطرة ، وآحيائها يقع على عاتق المربين. 
3 ـ ان التعليم ضروري والتزكية مقدمة عليه. 
4 ـ يجب تقويم مسار الانسان نحو الاتجاه المطلوب ، والمطلوب هو ما يرتضيه الشرع. 
5 ـ يجب ان تنصب كل الجهود والمساعي على توجيه الانسان الى السير الى الله. 
6 ـ ان عمل المربي هو ترغيب الانسان بلقاء الله. 
7 ـ يجب الاهتمام بالعلم ، ولكن الموجه منه فقط والمعمور بالايمان. 



في النظام التربوي الاسلامي : 
يعترف هذا النظام بدور كل من الوراثة والمحيط ، على حد سواء فنجد في التعالم الاسلامية تأكيدا واضحا على اختيار نوعية الزوجة ، ليكون المولود منها خاليا من النواقص الوراثية ، هذا من جهة ، فان التعاليم الاسلامية تؤكد ومن جهة اخرى على دور البيئة بالمعنى العام للكلمة ، بما في ذلك شروط الغذاء ، وظروف المناخ ، وأجواء المخالطة ، والاوضاع السياسية والثقافية و ... الخ والسبب الكامن وراء التأكيد على اهمية الوراثة ودور البيئة ، هو ان التربية السليمة والبيئة الصالحة يمكنها ازالة التأثيرات الرديئة ، والعكس صحيح أيضا ، اذ ان البيئة الموبوءة يمكنها الغاء الصفات الوراثية الايجابية. 
يرى الاسلام ان اغلب الصفات والطبائع الخلقية ، وكل ما يستوجب 



الثواب والعقاب تنتقل من البيئة الى الفرد ، وهذا هو سبب اهمية وضرورة الظلم والطغيان الانبياء وعمل المربين. 



مصادر التعاليم التربوية : 
ان المصادر الاربعة التي سنشرحها تباعا لا تخص بأمر التربية فقط ، بل تعتبر المصدر الوحيد لكافة التشريعات السياسية والاقتصادية والمعنوية والاخلاقية ، ولما كان هذا الدين منزلا من الله تعالى ، والمؤتمن عليه هو النبي (ص) ، ومفسروه هم الائمة عليهم السلام ، وهؤلاء لهم معصومون من الخطأ والزلل ، اذن يمكن هنا تحديد تلك المصادر الاربعة للتربية كما يلي : 
1 ـ القران : وهو كتاب الله ، وأوثق سند اسلامي ، والمصدر الرئيسي لجميع الاحكام والقوانين ، ولا يثبت امام احكامه حكم او راي . 
2 ـ السنة : وتشمل قول وفصل وتقرير المعصوم ، ودورها بالنسبة للقران هو دور التفسير وطرح المصاديق.
3 ـ اجماع صلحاء الامة من الفقهاء العارفين بمصادر السنة ، والمعروفين بصدق القول والسداد ، بشرط ان يطرحوا من الاراء ما لا يعارض النص والسنة ، وان تتفق آراؤهم بالاجماع حول حكم ما . 
4 ـ عقل الصالحين والاخيار وأهل الخبرة والفقهاء ، بشرط امتلاكهم الاسس والمبادئ المستمدة من القرآن والسنة . 



موضوع التربية : 
موضوع التربية هو الانسان بكل أبعاده الوجودية التي تصفها التعابير 






الاسلامية بأن عددها بعدد أبعاد عالم الوجود ، ويمكن تلخيصها في الابعاد الثلاثة : البدن ، والروح ، والذهن. 
أما بشأن الاسئلة المطروحة عن ماهية الانسان ، فهنالك اجابات متعددة بهذا الشأن. ويمكن القول عموما : بانه كائن مركب من المادة والمعنى ، منشأه ترابي ، وفيه نفحة ربانية ، له أبعاد علوية وسفلية ، قابل للتغيير ، ولديه استعداد لتحمل المسؤولية ، ملتزم ، بامكانه الوصول الى ذروة الكمال ، وفيه بذور القدرة على الحياة الفردية والجماعية ، لديه عقل وشعور ، ويمتلك القابلية على التفكير والارادة ، والقدرة على اتخاذ القرار ، مهيأ ومهيء للتسامي والتسافل على حد سواء ، وخلق من ماء وتراب وفيه طبائع من كلا المادتين ، كائن عجول وحريص ، اذا مسه الشر جزوع ، مناع للخير ، بخيل ، طماع ، طويل الامل ، له ابعاد غريزية ، متمرد وطاغ ... الخ. 
نفخ فيه من روح الله ، وعلى هذا الاساس ففطرته مجبولة على معرفة الله وحب الخير والاحسان ، والتقوى والايثار ، والعدالة والتضحية ، والافاق الملائكية السامية. 



بذور التكامل في الانسان : 
ان بذور التكامل متوفرة في الانسان على الصعيدين الجسدي والروحي .
فعلى الصعيد المادي خلق الانسان من تراب وماء ، واجتاز مراحل تكامله الواحدة تلو الاخرى ، من التراب الى النطفة ، ومن النطفة الى العلقة ، ومن العلقة الى المضغة ، ثم نشوء العظام في المضغة ، ثم اكتسائها باللحم ... الخ ، حتى يصير انسان كاملا . 






وعلى الصعيد الروحي يمكنه استثمار ما يتهيأ له من التربية من قبيل الاذن والعين ، والفهم والادراك ، والحواس الظاهرة والخفية ، والاستفادة والتعبير ، حتى يمكنه ان يبلغ بذلك درجة اسمى من الملائكة ، فيدرك مقام القرب ويفوز بلقاء الرب. 
وعلى صعيد تكامله الجسدي فتتوفر مستلزماته الخاصة به ايضا ، فهو يتحول من التراب الى النطفة حيث يدخل عالمه المحدود في رحم الام ، ثم ينتقل من هناك الى رحم الدنيا ، ثم يولد بعد الموت من جديد ويدخل عالم الاخرة ويرجع الى الله. 
يتلخص عمل المربي في توفير الوسائل والامكانيات التي تتيح له السير في هذا الطريق ، ومن ثم تقويمه بالاستفادة من الوسائل المختلفة ، ومن خلال استخدام مختلف الفنون والاساليب. 



في تربية الانسان 
للانسان ثلاث صفات وخصائص : 
1 ـ الصفات الذاتية : المنبثقة عن الخلقة والوراثة ، وهو ليس مسؤول عنها . 
2 ـ الصفات والخصائص التي اكتسبها طوعا واختيارا أو عن طريق تهيئة مستلزماتها ، وهو مسؤول عنها. 
3 ـ الصفات والخصائص التي اكتسبها لا اراديا من البيئة التي يعيش بها ، وهو ملزم بتهذيب نفسه من رذائلها ، والتحلي بفضائلها. ان الانسان مسؤول في جميع الاحوال عن نفسه وعن اصلاحها كمسؤولية الوالدين والمربين تجاهه. ويجب ان يفرض امر التربية عليه فرضا ، لان افتقاره للتربية يجعل منه انسانا لا اباليا ، بل وفي ذلك خطورة عليه ، وما اكثر المخاطر والعواقب الوخيمة المترتبة على انعدام التربية. 
العوامل الداخلية المساعدة على التربية : 
هنالك عوامل داخلية متعددة تساعد المربين والمسؤولين على تربية الاشخاص، بعض هذه العوامل يتعلق بذات الشخص ، وبعضها الاخر له علاقة بالمربي. ويمكن استعراض نماذج من تلك العوامل كما يلي : 
1 ـ الارضية الفطرية أو الفطرة السليمة ، وتمتاز بالشفافية والقرب من 



مصدر الفضائل. 
2 ـ حب الاستطلاع ووجوده في نفس الانسان فطري ، وبأعتقاد البعض غريزي. 
3 ـ حب الذات وهو ما يدفعه لكسب كل منفعة لنفسه. 
4 ـ الرغبة في الرقي ، وهي رغبة نابعة من حب الذات وفيها مصلحة كبرى له ، فهي تدفعه دوما الى التطور والتكامل. 
5 ـ حب العدل ، وكره الظلم والظالم ، والتعاطف مع المظلوم ، والرغبة في التضحية والايثار ، وطلب الحق ... الخ. 



على من تقع مهمة التربية ؟ 
من البديهي ان التربية حق من الحقوق ، الطفل والتهاون فيها تقصير بحقه ، وقد وردت روايات واحاديث عديدة تؤكد صحة هذا ، المعنى ، ولكن على من تقع هذه المسؤولية ؟ وقبل الاجابة على هذ السؤال ينبغي ان نعرف أولا لمن تعود ملكية هذا الطفل ؟ 
ـ الطفل ليس ملكا للدولة كما يصرح بذلك انصار الفكر الشيوعي. 
ـ الطفل ليس للمجتمع كما يعتقد انصار الاشتراكية. 
ـ الطفل ليس ملكا للوالدين ، لانه لايحق لهما استخدام ما يشاءان من اساليب التربية. 
ـ والطفل ليس ملكا لنفسه حتى يستطيع اتخاذ اي قرار بشأن نفسه وكما يحلو له. 
يعتبر الطفل من وجهة نظر الاسلام ملكا لله ، وهو امانة بيد الدولة 



والمجتمع والناس والوالدين ونفسه ، وتقع مسؤولية تربيته وتوجيهه الوجهة السليمة على الوالدين اولا ، ثم عليه هو شخصيا ، وواجب الدولة والمجتمع هو تقديم الخدمات له في سبيل تكامله .
فلا يستساغ قتله ، أو معاقبته ، أو سجنه الا في اطار القانون والمعايير الدينية ، ومعنى ذلك عدم جواز اتخاذ اي قرار بشأنه . 



استمرار حق التربية : 
حق الطفل في التربية أمر مقطوع به ، واداؤه من قبل الابوين واجب ، وتقع على عاتق أفراد المجتمع مسؤولية بناء شخصيته .
فان تنصل الوالدان عن أداء مهمتها ، فعلى الفقيه العادل أخذه منهما ، وانتداب جهة أخرى لاداء هذه المسؤولية. 
وعلى هذا ، فأمر التربية لا ينحصر في الوالدين والمدرسة بحيث يربيان الاطفال كيفما اتفق ، بل ان للحكومة الاسلامية رأيا في ذلك ، وبأمكانها ان تفرض نوعا من الانسجام بين ما هو كائن ، وما لاينبغي ان يكون . 
يتواصل حق التربية حتى سن 21 عاما ، وتتحول مهمة البناء من بعد ذلك اليه هو شخصيا ، وتقع على الاخرين وحتى الوالدين مسؤولية الاشراف والتوجية. 
وبناءا على هذا ، فان الرقابة التربوية تمتد من لحظة ما قبل الولادة ، ومن فترة نشوء الجنين حتى نهاية العمر. 



الزامية التعليم والتربية : 
وعلى هذا الاساس يمكننا الادعاء : ان للتربية والتعليم طابعا الزاميا في الاسلام بل هما أمران واجبان ، وتشير الروايات الاسلامية في مجال التربية الى ان من حق الابن على الاب أن يحسن اختيار اسمه ، ويحسن تربيته ، ويعلمه القراءة والكتابة والقران. 
ونحن نعلم ان مسألة حق الابن عندما تطرح على الاب ، وهذا ما يشعر بالالزام ، ووجوب اداء الدين.
فعدم رعاية هذا الدين تعني العقوق من قبل الوالدين ، فالاحاديث الشريفة تقول انه كما يعق الابناء ، كذلك يعق الاباء ، ووردت في الشرع الاسلامي روايات كثيرة تحث بل وتأمر بطلب العلم وتعلم كل ما هو ضروري ، وهناك حديث مروي عن المعصوم (ع) انه قال : « لو ددت ان أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا » وكل هذا يدل على الوجوب والالزام في أمر التربية. 



الاهداف العامة للتربية : 
ينبغي من كلمة الاهداف هي النقاط العامة التي ينبغي الوصول اليها. 
ويتلخص واجب المربي في الاخذ بيد الطفل حيثما هو كائن وايصاله الى حيث النقطة التي نطمح اليها.
وتتباين هذه الاهداف حسب تباين زوايا النظر ، فالنظرة الاسلامية ترى ان هدف التعليم انقاذ الفرد من الجهل ، وهدف التربية توعيته وخلق روح الرفعة لديه لغرض سوقه نحو التكامل ، 






وايصاله الى مقام العبودية ، اي ان يصبح عبدا صالحا . 
هدف التربية انقاذ البشرية من الظلمات ، والربط بين الابعاد المادية والمعنوية وبين الدنيا والاخرة وايصال الانسان الى الكمال اللامتناهي ، وتهدف التربية من جانب اخر الى اعداد الانسان الى العيش والاستثمار التام والصحيح لجميع النعم الموجودة في هذا العالم ، والاستعداد اللازم للاستمرار الحياة في العالم الاخر.
ان بناء الفرد وتوجيهه الوجهة الصحيحة للحياة يتطلب توفير مستلزمات المجاهدة ، لاجل تطبيق قانون الحق ، وتوجيه سفينة الحياة في هذا البحر المتلاطم وايصالها الى ساحة السعادة.
وعلينا ان نجعل منه انسانا قادرا على تحمل المسؤوليات الفردية والجماعية ، وحثه على اداء واجباته ، وخلق الثقة فيه بنفسه ، وجعله يدرك الامور ويشعر بها و ... الخ. 
أما بشأن اعداده لمواصلة الحياة في العالم الاخر ، فالغرض منه الوصول الى روح الحق الحاكمة على الكون ، وعليه ان يدرك في مسيره هذا بأنه « كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ » « وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى » (1) ، وانه مسؤول عما اكتسب اختيارا ، وان التكليف الذي يفرض عليه منوط بمدى قدرته و ... الخ. 
وعليه ان يدرك ايضا ما هو سر الحياة ، ليفكر ويتأمل في مسائل هذه الدنيا ، وليعلم ان خلق السموات والارض لم يكن عبثا بل كان لحكمة ، وان 



في خلق هذه الظواهر « لايات لاولي الالباب » (1)، ولا شك ان بلوغ الاهداف يستلزم تهذيب الغرائز وتوعية القلوب ، والالتفات الى أهمية القيم الحقة و ... الخ. 
تقسيم الاهداف : 
يمكن تقسيم الاهداف التربوية من جهة ... الى اربعة أقسام وهي :
الاهداف التي تخص ذات الانسان ، والاهداف المتعلقة بخالقه ، والاهداف المتعلقة بالناس ، والاهداف المتعلقة بالكون بالمعنى العام للكلمة . 
1 ـ فالهدف الخاص بالانسان ، غرضه معرفة النفس وبناؤها وفق للمعايير الدينية ، وبالشكل الذي يضمن تحركها صوب الكمال والنضوج. 
2 ـ اما الهدف من معرفة الخالق ، فهو العبودية له ، والاستقامة لاجل تكامل الانسان. 
3 ـ أما فيما يخص الهدف التربوي من العلاقة مع الناس فهو لغرض اقامة العلاقة السليمة والبناءة معهم ، بحيث تنبثق عنها حركة عامة لغرض المسير نحو الهدف. 
4 ـ أما العلاقة بالكون ، فالهدف منها ايجاد نوع صحيح من التعامل مع الكائنات الموجودة فيه من حيوان ونبات والاستفادة منها في طريق تكامله .
ومن جهة اخرى يمكن تقسيم الاهداف على النحو التالي : ـ 



1 ـ الاهداف الدينية ، والغرض منها الانشداد الى الله تعالى والمعاد والانبياء والملائكة والكتب السماوية ، والايمان بها جميعا. 
2 ـ الاهداف الاخلاقية التي تسعى لبناء الانسان استنادا الى التعاليم الدينية ، واحياء فطرته ، وتعويده على الفداء والتضحية والتقوى والعفة والاخلاص والوفاء. 
3 ـ الاهداف السياسية التي تستند الى الحريات المشروطة في اطار الظوابط القانونية وايجاد التابع او المتبوع الصالح. 
4 ـ الاهداف الاقتصادية ، ومهمتها التأكيد على الانتاج السليم والمشروع والتوزيع العادل ، واستثمار الظروف المتاحة ، واجتناب الاسراف والترف. 
5 ـ الاهداف الاجتماعية : لقد اكد القرآن على ضرورة اقامة علاقات صحيحة بين الناس مبنية على أسس التعاون والمودة والتكامل ، والاغراض الاجتماعية السامية. 
6 ـ الاهداف الثقافية : وتركز على التعليم والتعلم ، وأحياء السنن الاصيلة وأبرازها وتؤكد أيضا على الفن الذي يخلق الوعي لدى الامة ، والادب الهادف البناء. 



الفردية ام الجماعية في الاهداف : 
لايستند المذهب التربوي في الاسلام على أصالة الفرد ، ولا على أصالة المجتمع ، بل يستند على اصالة الفرد الممزوجة بالمجتمع ، فهو يؤكد من جهة على أصالة الفرد انطلاقا من الايمان بأن « كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ



رَهِينٌ » (1) ، وان أحد لا يحتمل وزر غيره ، ولا يعاقب أحد نيابة عن سواه .
فالانسان مسؤول عن ذاته وهو على نفسه بصير .
ويؤكد من جهة أخرى على أصالة المجتمع انطلاقا من النظرة الاسلامية التي تؤكد ان أفضلية الامة رهينة بخدمة الناس. 
فالناس مكلفون بالتعاون على البر والتقوى ومأمورون بالتعاون مع أبناء دينهم الذين يعتبرهم الاسلام بمثابة الاخوة ، ومأمورون أيضا بالعدل والاحسان الى أتباع الاديان الاخرى ، اذ يعتبرون نظراء لهم في الخلق.
ففي الوقت الذي تبدو فيه أغلب التشريعات الاسلامية فردية ، فهي ذات طابع أجتماعي ، كالصلاة والصيام ، والحج ، والجهاد ، وصلة الرحم ، والاحسان الى الجار ، والاخوة ، والنصح والارشاد ... وأمثال ذلك ، ويجب ان تؤكد التربية على هذه الجوانب. 



قائد أم تابع ؟ 
والكلام هو : هل ان التربية تخلق القائد أم المقود ؟ والجواب هو : أن التعاليم الاسلامية تؤكد على ان الناس كلهم منقادون للاحكام الالهية ، وللسبل التي اختطها الانبياء ، ولكن يتحمل كل شخص فيه من المسؤولية بما يتناسب ومقدرته ، فهذا يعمل معلما ، وذلك قائدا ، والثالث خبازا ، الى اخر ذلك من المهام والوظائف.
فالجميع تابع لحكم الله تعالى ، ولا أفضلية لاحد على الاخر



ولا أحد فوق القانون ، ولايمكن أن يدعي لنفسه في القانون أكثر ، من الاخرين.
فالحكم لله وحده ، والقانون صادر عنه وحده لاعن سواه ، والكل منقاد له ، فواحد يؤدي دور الحاكم ، والاخر دوم المحكوم ، وهذه من المزايا الفردية للتربية الاسلامية. 
لليوم أم للغد ؟ 
والبحث هو : هل أننا نربي الفرد لهذا اليوم أم للغد ؟ وهل نركز في موضوع التربية على الحاضر أم على المستقبل ؟ فكما نعلم ان الكثير من الانظمة تسعى لفرض كثير من المصاعب الشاقة على الطفل ، ليتنعم في المستقبل بنعم الحياة.
وقد يتبادر هذا السؤال الى ذهن كل متأمل ، وهو : اذا لم يصل الفرد الى المرحلة المطلوبة من النفع ، ارق الدنيا ، فما هو موقفنا أزاءه في مثل هذه الحالة ؟ وانطلاقا من هذه الرؤية فاننا نعتقد أن السنوات التي تمر على الطفل والصبي تعتبر جزءا من عمره ، وينبغي له التمتع بها في حدود الضرورة والامكان .
ومعنى ذلك : كما ان التمتع بالحياة ضروري ، فان اعداده الجيد ضروري ايضا ، وبعبارة أخرى ان لا نأخذ اليوم بنظر الاعتبار فقط ونتجاهل الغد ، أو على العكس أن نهتم بمستقبل الطفل ونهمل حاضره . 



اتجاه التربية وأبعادها : 
للتربية اتجاه واضح وهو الكمال ، ولها أبعاد تشمل كل جوانب الحياة ، ويجب أن يوجد أتصال بين أبعادها لوجودية ، لاننا نهدف في التربية الاسلامية الى أقرار نوع من العلاقة بين الفكر والمادة ، والعقل والمشاعر ، والدين والدنيا ، واللذة والالم ، والظاهر والباطن ، والمادية و المعنوية.
فلا يتنامى جسم الانسان وعقله باق يراوح في مكانه ولا يتضخم ظاهره ويضل عقله صغيرا تافها .
فالتربية يجب أن يمتد ظلها ليطي كل أبعاد الانسان ، فينمو العقل بنفس النسبة التي تتنامى فيها المشاعر ، وكما يكبر البدن ترتقي معه الروح ايضا. والمهم أن يتغذى العقل بمعرفة الله تعالى ، لكي لا ينحرف عن الخير والصلاح ، ولا يقع في مهاوي الشر ، وان لا ينفصل العلم والايمان عن بعضهما ، لان أنفصالهما ينطوي على مخاطر جمة. 
لا انفصال في التربية الاسلامية بين الجسم والروح ، فلايمكن التحدث عن الحياة المادية بمعزل عن النفس ، ولايمكن أقامة أي وزن لهذه الدنيا فيما لو فصل عن للاخرة ، ولا قيمة للاخرة من غير وجود الدنيا. 
على طريق بلوغ هذه الاهداف : 
من الضروري ان يكون هنالك تعادل وتوازن في تربية جميع تلك الجوانب لاجل بلوغ تلك الاهداف ، فيجب تدريب العقل على الدليل 



والبرهان في نفس الوقت الذي يربى في الجسم بالطعام ، وتدربه على الرياضة.
وكذلك جوانب الحياة الاخرى ينبغي أن تحظى بنفس الاهتمام والرعاية.
فالتفكير يقودنا الى التوغل في اسرار الوجود وكشفها ـ ويمكن تربية بقية القوى بشكل متعادل عن طريق التأمل في عالم الخلق وفي حياة الكائنات الحية ، وفي ارتفاع السماء ، واستواء الارض. 
عندما يترعرع الطفل ويكبر تتسع لديه الجوانب المعنوية بالتدريج ، ويبدأ التفكير في موضوع الخالق ، ونحثه بين سن 6 ـ 7 سنوات على الصلاة ونعلمه الركوع والسجود ، وعند نهاية السنة السابعة من عمره نعلمه غسل الوجه واليدين تمهيدا لتعليمه الوضوء ، وأخيرا نعمل على تنظيم كل الحياة المادية والاجتماعية بشكل يتيح لنا ان نطرح من خلالها الحياة المعنوية. 



محتوى التربية : 
القضية التي يجب ان تبحث هنا ، ماهية المواضيع التي يفترض بنا تعليمها للطفل في سبيل تربيته بالشكل الصحيح ، وما نوع المواضيع التي يجب علينا تدريسها اياه ؟ ويستنتج من دراسة الفكر الاسلامي وجوب تعليم الطفل مجموعة من الامور التي تنفعه في الكبر ، وهي في نفس الوقت تدعونا للتأمل في الابعاد والجوانب التالية : ـ 
1 ـ اهتمام الاسلام بالاهداف التربوية ، ووجوب معرفة ماذا يجب تعليمه للطفل . 
2 ـ ان الاسلام يحث على طلب العلم في اي مكان ، وعلى يد اي كان ، ومن المهد الى اللحد. 



3 ـ ان الاهتمام بتربية الجيل الجديد لا يقتصر بالضرورة على نفس الاساس الذي وفقه الوالدان. 
4 ـ الاستعداد للدفاع عن النفس والمجتمع ، وكذلك عن الدين ، وبأفضل وجه ممكن . 
5 ـ يؤكد الدين على ضرورة استثمار نعم الحياة المتاحة امام الانسان ، وكل ما هو متوفر في عالم الوجود. 
6 ـ الارتباط مع الخالق من باب الحمد والثناء والعبودية ، له وبهدف بلوغ مرحلة الكمال. 
7 ـ الاطلاع والمعرفة بالتعليمات والضوابط اللازمة لاستمرار الحياة الفردية والجماعية ، وعلى هذا فان محتوى التربية يشمل جميع المسائل والمجالات التي نحتاجها في حياتنا اليومية ، ولا تناقض في هذا المحتوى مع رؤية للجوانب المختلفة.
فالطبيعة ـ وهي كتاب الله الواسع ـ لاتتعارض مع كتابه المنزل ، ولا مع سنته ، ولا تنطق بما يتناقض معه .
ولا يلاحظ اي تنافر مع الهدف ، أو الاتجاه المؤدي اليه ، وبرامجه يكمل أحدها الاخر طوليا لا عرضيا. 



أسلوب التربية : 
نقصد من الاسلوب مجموعة المساعي والوسائل والادوات التي تساعدنا على الوصول الى الهدف ، وتعجل من سرعة عملنا ، ويتناول هذا الموضوع بحث النقاط التالية : ـ 
ـ أسلوب التعليم الذي يقوم على اساس : الايحاء والتلقين ، والمشاهدة 



والدراسة ، والتفكر والتعقل والتدبر ، والتجربة والتكرار ، ويستفاد في كل ذلك من الوسائل والاجهزة السمعية والبصرية. 
2 ـ أسلوب التربية ، ويشمل جانبي بناء النفس وأعادة صياغتها من جديد .
ويجب ان يراعى في تربية الطفل بناؤها على الضوابط المدروسة من بداية الحياة حتى نهايتها . 
يفترض في اعادة بناء الشخصية ان الطفل قد سلك طريقا تربويا خاطئا ، وان الضرورة تفرض الان هدم بنائه السابق واعادة صياغته من جديد.
3 ـ الفنون والادوات المستخدمة في التربية تؤدي الى تسهيل أمر التربيـة من جهة ، وتشكل من جهة اخرى نوعا من السيطرة والضمان التنفيذي للبرنامج التربوي. 
الفنون والادوات التربوية : 
يمكن الاشارة هنا الى كثير من الفنون ، ويتمثل أهمها فيما يلي : ـ
1 ـ الايحاء من قبل شخص الى شخص آخر. 
2 ـ طرح القدوة المثل الذي ينشده الاسلام. 
3 ـ التلقين ، وهو في الحقيقة تذكير من والى الذات. 
4 ـ التفكير والتعقل والتدبر في الامور. 
5 ـ المشاهدة العينية ، والتجربة ، والابصار والسمع ، واللمس ، والتذوق ، والشم ، والاستدلال ، وسرد القصص ، والتشجيع ، والاستحسان ، والتقدير ، واللوم ، والتنبيه ، والتهديد ، والسير في آفاق النفس ، والبرهان ، والمنطق ، فيستخدم بعض هذه الفنون في الجانب التعليمي ، وبعضها في الجانب التربوى . 
نكتفى بهذا القدر .
تحياتى
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

تربية الطفل دينياً واخلاقياً Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل دينياً واخلاقياً   تربية الطفل دينياً واخلاقياً Empty11/12/2013, 10:45

القضية التي يجب ان تبحث هنا ، ماهية المواضيع التي يفترض بنا تعليمها للطفل في سبيل تربيته بالشكل الصحيح ، وما نوع المواضيع التي يجب علينا تدريسها اياه ؟ ويستنتج من دراسة الفكر الاسلامي وجوب تعليم الطفل مجموعة من الامور التي تنفعه في الكبر ، وهي في نفس الوقت تدعونا للتأمل في الابعاد


بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
ابتسام موسى المجالي
مشرف
ابتسام موسى المجالي


تاريخ التسجيل : 20/04/2010

تربية الطفل دينياً واخلاقياً Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل دينياً واخلاقياً   تربية الطفل دينياً واخلاقياً Empty1/27/2014, 21:35


فالتربية يجب أن يمتد ظلها ليطي كل أبعاد الانسان ، فينمو العقل بنفس النسبة التي تتنامى فيها المشاعر ، وكما يكبر البدن ترتقي معه الروح ايضا. والمهم أن يتغذى العقل بمعرفة الله تعالى ، لكي لا ينحرف عن الخير والصلاح ، ولا يقع في مهاوي الشر ، وان لا ينفصل العلم والايمان عن بعضهما ، لان أنفصالهما ينطوي على مخاطر جمة.

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تربية الطفل دينياً واخلاقياً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تربية الطفل
»  أسرار تربية الطفل.
» تربية الطفل قبل سن السادسة
» تربية الطفل على اسس اسلامية...
» تربية الطفل في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الاسرة :: قسم التعليم للاطفال-
انتقل الى: