الغدة الدرقية.. تهدد طفلك بالتخلف العقلي
الإصابة بمرض الغدة الدرقية ليس سهلاً.. فنشاطها أو خمولها له أضرار سلبية كثيرة مثل تأخر الحمل وهبوط القلب والفشل الكبدي والكلوي كما أن عدم تشخيصها للطفل الرضيع يؤدي لإصابته بالتخلف العقلي.. والإصابة بالاكتئاب النفسي.. ولكن ماذا تعني الغدة الدرقية؟
تجيب الدكتورة راوية أحمد خاطر أستاذ الأمراض الباطنية والغدد والسكر جامعة القاهرة بأن الغدة الدرقية هي إحدى الغدد المسؤولة عن التمثيل الهرموني في الجسم.. وليست لها قنوات وتفرز مباشرة في الدم.. لذلك فهي تؤثر على كل خلايا الجسم.
وعن أسباب الإصابة بها.. تقول د. راوية: إن أسبابها عديدة.. إما أن تكون التهابات بكتيرية أو فيروسية أو اضطرابات مناعية وهذه الأكثر انتشاراً كما أن عامل الوراثة هو السبب المؤكد في الإصابة.. كما أنه توجد نظريات تشير إلى أن وجود تلوث غذائي أو بيئي يؤدي إلى زيادة نسبة حدوثها.
أما أعراض الإصابة بالغدة الدرقية.. فإنها تتشابه كثيراً مع التهاب الحلق والزور.. وهذا اعتقاد خاطئ بين المرضى على أنها حالة أنف وأذن لأن أعراضها تبدأ باحتقان في الحلق وصعوبة في البلع وارتفاع بسيط في درجة الحرارة وضيق في التنفس. وتتلخص أعراض الإصابة بزيادة إفراز الغدة الدرقية في زيادة ضربات القلب وزيادة نسبة العرق ورعشة في الأطراف.. كما أن التوتر والقلق النفسي يساعد على زيادة نشاطها.. ولها أعراض أخرى منها عدم تحمل درجات الحرارة المرتفعة.. وانخفاض في الوزن رغم زيادة الإقبال على الطعام والعصبية المفرطة وعدم القدرة على النوم ونسبة حدوثها في السيدات أكثر من الرجال.
أما أعراضها في الأطفال الرضع عبارة عن خشونة شديدة في الجلد.. وميل للنوم وزيادة في حجم اللسان ووجود فتق بالصرة وعدم القدرة على الرضاعة وإمساك شديد.. لذلك ضروري أن تقوم الأم بإجراء التحليل لرضيعها خلال السبعة أيام الأولى من الولادة حتى لا يصاب طفلها بالتخلف العقلي لأنه يستحيل علاجه بعد العام الأول.
أما أعراض نقص الغدة الدرقية.. فتبدأ بزيادة في الوزن وعدم القدرة على نقص الوزن وإرهاق شديد ورغبة في النوم وخشونة في الجلد وسقوط الشعر وإمساك واضطرابات في الدورة الشهرية وتأخر الحمل، كذلك نقصها الشديد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب النفسي.. كما أن نقصها يظهر مع تقدم العمر.. لذلك أوصت الجمعية الأميركية لدراسة الغدد الصماء بضرورة أن تقوم السيدات فوق سن الخمسين عاماً بإجراء تحاليل الغدة الدرقية ويعاد كل خمس سنوات.
تقول د. راوية إن نقص هرمون الغدة الدرقية مع عدم العلاج المبكر يترتب حدوث هبوط القلب وارتشاح على القلب والرئة وارتفاع في ضغط الدم والتهاب الأعصاب الطرفية وارتفاع الكوليسترول في الدم.. كما أن لها تأثيرا سيئا على الجهاز العصبي وقد يؤدي إلى فقدان السمع وعدم الاتزان.. وكذلك العقم عند السيدات والضعف الجنسي عند الرجال.. ومن الممكن أن تصل الحالة إلى غيبوبة والوفاة إذا لم تعالج مبكراً.
أما النتائج السلبية التي تترتب على زيادة نشاط الغدة الدرقية مع عدم العلاج المبكر.. يؤدي إلى هبوط القلب وذبذبة أذينية بالقلب تؤدي إلى جلطات بالمخ.. كما تؤدي إلى حدوث غيبوبة. ولكن رغم هذه السلبيات للغدة الدرقية فإن فوائدها عظيمة.. إذ تؤكد د.راوية أنها مسؤولة عن خلايا النمو وعن صحة خلايا القلب والخلايا العصبية بالمخ وعن سلا مة الكبد والكلى لأن عدم علاجها يؤدي إلى الفشل الكبدي والكلوي.
أما النصيحة التي توجهها د. راوية لمريض الغدة الدرقية.. هي ضرورة السرعة في استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض حتى لا يتطور الأمر لخلايا سرطانية.. وضرورة أن تقوم الأم بتحليل الغدة لرضيعها خلال الأسبوع الأول من الولادة حتى تقي ابنها من الإصابة بالتخلف العقلي.. أما شباب الأطباء فلابد من الدقة في التشخيص لأنها تتشابه مع أعراض أمراض أخرى.