فوائد القرفة الصحية والعلاجية
الموضوع للأخ Ibrahim Smm
تحتوي القرفة على مواد مضادة للالتهاب يمكن أن تقلل من ألم المفاصل والعضلات، خصوصاً ألم التهاب المفاصل. ويعلم المصابون بالسكري أن أخذ جرعة يومية من هذا التابلِ يمكن أن يساعد على تَنظيم السكر في الدم. وتفيد القرفة أيضا في صحة القلب عن طريق تحسين الدورة الدموية. كما يمكن أن يحسن الصحة الهضمية أيضاً ويخفف من اضطرابات المعدة الشائعة. كما تلجأ العديد من النساء إلى تناول جرعة يومية من القرفة للتخفيف من اضطرابات وأوجاع الدورة الشهرية. وينصح بتناول القرفة أيضا للتخفيف من الاحتقان الأنفي أو الجيوب.
و تساعد القرفة على قتل ومنع نمو البكتيريا الضارة، التي تفيد في الوقاية من إصابات المنطقة البولية، وتسوّس الأسنان، وأمراض اللثة، والمشاكل الجرثومية الأخرى. ويمكن إضافة القرفة المطحونة إلى العديد من الإطباق مثل صحونِ الفاكهة، والكعك، والفطائر، والبسكويت، والخبز، والكثير الكثير. كما تتوفر أيضاً تشكيلة متنوعة من أنواع القرفة المختلفة مثل الشاي، والمستخلص، وعلى أي حال، يجب دائماً مناقش أمر تناول القرفة مع طبيبِك قبل إضافتها إلى وجبتك اليومية.
استعملت القرفة لأغراضِ طبية منذ زمن بعيد حول العالم، وهي معروفة بخصائصها العلاجية الفريدة والفعالة.
وقد أظهرت الدراسات الأخيرة دليلا طبيا يثبت حقيقة هذه المنافع القديمة. إذ أثبتت أن القرفة تحتوي على مواد مضادة للالتهاب يمكن أن تقلل من آلام المفاصل والعضلات، خصوصاً ألم التهاب المفاصل.
1- القرفة والسكري والكوليسترول
الدراسات التي تمت حتى اليوم تشير بمجملها الى أن هناك تأثيراً واضحاً للقرفة في تحسين الحالة الصحية لمرضى النوع الثاني من السكري، عبر زيادة قدرة خلايا أجسامهم على التجاوب والتأثر بمفعول ماهو متوفر في أجسادهم من الأنسولين، وتقليل إنتاج هذه الخلايا للأنزيمات التي تحول دون عمل الأنسولين بشكل جيد في هذه الخلايا، مما يؤدي الى تعديل نسبة سكر الدم نحو المعدل الطبيعي له.
وتعتبر الدراسة الباكستانية ـ الأميركية، أهم مراحل البحث العلمي في تأثير القرفة على السكر إذْ تبين :
أن تناول القرفة حتى بنسبة 1 غرام يومياً أدى الى :
* انخفاض نسبة السكر بنسبة تتراوح ما بين 18 و 29%.
* خفض نسبة الكوليسترول الكلي بنسبة تتراوح ما بين 12 و 26%.
* خفض نسبة الكوليسترول الضار بنسبة تتراوح ما بين 7 و 27%،
* خفض نسبة الدهون الثلاثية بنسبة تتراوح ما بين 23 و 30%، واستمر المفعول لمدة 20 يوماً بعد الانقطاع عن تناول القرفة .
وبعدها أجرى الباحثون أبحاثهم لمعرفة آليات تأثير القرفة وموادها على مرض السكري. وتشير النتائج بمجملها الى تنشيط تفاعل الأنسولين مع الخلايا كما تقدم.
2- مقاومة الميكروبات والأورام
* تؤثر القرفة على بكتيريا المعدة المعروفة بالجرثومة الحلزونية والتي ثبت أنها السبب في 95% من حالات قرحة المعدة .
* الزيوت العطرية في القرفة ذات فاعلية ضد نمو أنواع من البكتيريا والفطريات، فتجارب المختبرات وجدت لديها غالباً قدرة على وقف نمو فطريات كانديدا Candida الشائعة، والتي لم تستطع الأدوية المضادة لنموها من نوع فلوكانازول .
* في أغسطس من عام 2003 نشرت المجلة الدولية لعلم ميكروبات الغذاء بحثاً حول فائدة إضافة قطرات من زيت القرفة لحفظ حساء الجزر في الثلاجة، وأظهرت خلالها القرفة تفوقاً مقارنة بأحد عشر نوعاً من الزيوت العطرية الطبيعية في مقاومة نمو بكتيريا باسيلس سيرس Bacillus cereus لمدة وصلت الى 60 يوماً.
* للباحثين حديث حول دور القرفة في رفع مستوى المناعة عند التعرض لنزلات البرد، ولكن الأمر يحتاج الى مزيد من الأبحاث لإثباته.
3- القرفة وقرحة المعدة
ولعل من أطرف الدراسات وأحدثها حول مقاومة القرفة لأنواع من البكتيريا، وخاصة بكتيريا قرحة المعدة أو البكتيريا الحلزونية، هو ما أجراه الباحثون من مستشفى رويال فري وكلية الطب بجامعة لندن ونشرته مجلة العالم لأمراض الجهاز الهضمي في عدد ديسمبر الماضي حيث قام الباحثون بمقارنة تأثير مجموعات من النباتات والأعشاب الطبية على جانبين يتعلقان ببكتيريا قرحة المعدة وهما القضاء عليها ومنعها من القدرة على الالتصاق بجدار المعدة كي تسبب القرحة فيه. وتبين من خلالها أن القرفة أحد العناصر التي تستطيع منع البكتيريا الحلزونية من الالتصاق بجدار المعدة، وتشاركها في هذا المفعول كل من جوزة الطيب والبقدونس والفلفل الأخضر. وتمكن كل من الكمون والزنجبيل والكراوية و الزعتر البري والفلفل الحار من القضاء عليها، وأقوى شيء منها كان الكركم . والجدير بالذكر هنا أن لمحبي الثوم أخباراً غير سارة، حيث أن الثوم لم يثبت كفاءة لا في منع البكتيريا من الالتصاق بجدار المعدة ولا في القضاء عليها
4- تنشيط الذهن
يطرح الباحثون اليوم آليتين لتأثير القرفة في تحسين وظائف الدماغ والذهن كتحسن التركيز وقدرة استحضار الذاكرة وسرعة قدرات النظر مع الحركة أثناء استخدام الكومبيوتر أو الحديث مع الناس،
• الآلية الأولى مرتبطة بعبق القرفة وتأثيره المباشر على الدماغ، أي مجرد استنشاق رائحته أو الإحساس بنكهته فيما بين الفم والأنف،
• والآلية الثانية تتحدث عن دور القرفة في تحسين نسبة سكر الدم نتيجة لمفعول مواد القرفة على خلايا الجسم في تحفيز تفاعلها مع الأنسولين كما مر بنا
• عرض الدكتور زولادز نتائج تجاربه ضمن وقائع المؤتمر السنوي لرابطة علوم الإحساس الكيميائي في مدينة ساراسوتا بولاية فلوريدا الأميركية في إبريل من عام 2004، وذكر خلالها أن تعريض كبار السن لرائحة أو مضغهم علكاً بنكهات مختلفة أو بدون نكهة، فإن القرفة تفوقت على النعناع والياسمين في رفع كفاءة قدرات الدماغ الذهنية. والموضوع يحتاج الى بحث أعمق للتأكيد على هذه الفائدة الجميلة.
5- القرفة والقلب
كانت الدراسات الطبية قد تناولت تأثير مادة ألديهايد القرفة Cinnamaldehyde على الصفائح الدموية، فمادة ألديهايد القرفة تعمل على منع ترسب الصفائح الدموية عبر تقليل إفراز الصفائح الدموية لأحد الأحماض الشحمية من نوع أراكيدونك أسد arachidonic acid، وتقليل إنتاج مادة ثرومبكان إيه thromboxane A2، أي في مفعول شبيه في الظاهر لمفعول أقراص الأسبرين.
وفوائد القرفة على القلب تأخذ اليوم بعداً ومجالاً أوسع من السابق، فبعد الحديث عن دورها في خفض نسبة السكر في الدم وتحسين استجابة خلايا الجسم للتفاعل مع الأنسولين، وبعد الحديث عن دورها في خفض الكوليسترول، وإضافة الأمرين هذين الى تأثيرات زيوتها العطرية على الصفائح الدموية وخاصة تقليل التصاق بعضها بعضا، واحتمالات تأثيرها على عملية الالتهابات، فإن البحث الجاد حول ذلك يحتاج الى إجراء دون تأخير.
وتحتوى كمية ملعقتي شاي من القرفة على حوالي 12 كالوري (سعر حراري)، وتؤمن 38% من حاجة الجسم اليومية من المنغنيز، و 10% من الحديد، و 10% من الألياف، و 6% من الكالسيوم. لكن الفوائد الصحية للقرفة اليوم تعتمد على غناها بمركبات بولي فينول المضادة للأكسدة