شكراً للمعلومات عن هذا الفنان الجريء الذي استغل موهبته الفنية في تجسيد الواقع من خلال لوحاته
هنري دومييه - مسافرو الدرجة الثالثة
حينما صدرت صحيفة الكاريكاتير، في عهد لويس فيليب، انضم دومييه إلى رساميها البارزين، ومنهم ديفيريا ورافييه وغرافيل، وهم الذين اشتهروا برسومهم الساخرة التي تنتقد التقاليد البورجوازية والفساد في القضاء، وقلة الكفاءة والتخبط في الأداء الإداري، ونشر دومييه لوحته الساخرة الشهيرة (غيرغنتوا) عام 1831، مستعيراً اسم رواية الكاتب الكلاسيكي الفرنسي رابليه، من القرن السادس عشر، وهي تمثل شخصية لويس فيليب على شكل مخلوق خرافي جشع يشن الحروب، ويتنازل عن الوطن للأعداء، وهو في هذه اللوحة يجثم على كرسي عال، وبطنه منتفخة، بينما يمد لسانه الطويل ليسحب صرر الذهب المسلوبة من الناس المحتشدين أمامه. وكان هذا سبباً في إصدار حكم يقضي بسجن دومييه ستة أشهر، ومنع صحيفة الكاريكاتير من الصدور، لكن صاحبها أصدر صحيفة جديدة بعنوان (شاريفاري) -الغوغاء-، وبعد أن خرج دومييه من السجن بدأ برسم سلسلة (التاريخ القديم)، واستلهم شخصيات من الحكايات الشعبية، ومنها شخصية روبير ماكيبار.