دومييه الرسام الذي جهر بمعاداته الظلم
والفقر والتسلط وكاد يدفع حياته ثمناً لمواقفه
الموضوع بمساعدة العزيزة Zahrah Safey
اونوريه دومييه Honoré Daumier (عاش 26 فبراير 1808 - 10 فبراير 1879)، كان طباع ورسام كاريكاتير ورسام ونحات فرنسي، تعكس أعماله تعليقاً على الحياة الاجتماعية والسياسية في فرنسا في القرن 19. فقد كان رساماً غزير الانتاج فقد أنتج نحو 4000 ليثوگراف، ولعل أكثر ما اشتهر به كانت رسوماته الساخرة من الشخصيات السياسية وهجاؤه لرجالات البلد، بالرغم من أنه بعد وفاته احتفظت أعماله بقيمتها بعد وفاته.[1]
تتراوح أعمال دومييه بين السخرية الخفيفة والواقعية المروعة. فمن خلال مجموعة من صوره الساخرة، يحاول أن يسخر من أذواق وقيم الطبقة الوسطى، وكان يجد متعة خاصة في مهاجمته للأطباء والمحامين لأنه كان يعتقد أنهم يستعملون لغة غامضة ويرتدون ملابس خاصة لإخفاء ممارساتهم الخادعة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لوحة الشغب
استعمل دومييه في كثير من الأحيان تماثيل طينية صغيرة كنماذج لطباعته الحجرية، ومن أبرز هذه التماثيل تمثال رتابويل. وهو رسم كاريكاتوري للإمبراطور نابليون الثالث. ويظهر هذا الوجه في عدد من الطباعات الحجرية شخصًا سياسيًا مثيرًا للمتاعب. كما تبرز مجموعة من رسومات دومييه الطبقة العاملة بباريس. وتضم هذه الأعمال، عربة الدرجة الثالثة (عام 1862م)؛ الغسالة (1863م).
ولد دومييه بمارسيليا وشب بباريس حيث عمل هناك ساعيًا لأحد المحامين، وقد أمدته تجاربه داخل المحاكم وبأزقة باريس برؤية عميقة حول الصراعات الاجتماعية آنذاك. درس الرسم في العشرينيات من عمره. عمل بعد ذلك رسامًا كاريكاتيريًا بالصحف والمجلات السياسية الفرنسية. وفي عام 1832م، قضى ستة أشهر سجينًا بعدما أنجز رسمًا كاريكاتيريًا للملك لويس فيليب.
الرسام الفرنسي أونوريه دومييه (1808 ـ 1879) الذي اشتهر الى جانب لوحاته الزيتية بالرسوم الكاريكاتورية الانتقادية التي واكبت الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية في عصره. ولأن دومييه كان على علاقة وثيقة بالروائي أنورييه دو بلزاك حيث كان يواكب صدور أعمال الأخير ويجسدها في رسوم معبرة، كان أيضاً يلتقي به في أفكاره السياسية والانتقادية فراح يرسم كل أغلفة رواياته
قد لا يكون الفرنسي أونوريه دومييه واحداً من كبار فناني الرسم
الذين عرفتهم فرنسا أواسط القرن التاسع عشر، لكنه كان بالتأكيد واحداً من
كبار الفنانين الذين عرفوا كيف يصورون الحياة الاجتماعية من مناحيها كافة،
ليس فقط في لوحات زيتية أو مائية، بل كذلك في رسوم كاريكاتورية وما شابه
ذلك. فالحال أن دومييه كان فناناً من الذين وظفوا الفن، ليس فقط في تصوير
المجتمع وحياته، بل كذلك في أساليب وصوله الى المتلقين. ومن هنا كان كل
أسلوب يوصل فنه الى الناس، صالحاً ومجنداً بالنسبة اليه وخصوصاً صفحات
الصحف والمجلات والملصقات... من هنا حين يوصف فنه بأنه كان مرآة للمجتمع
يضاف دائماً أنه كان أيضاً مرآة نصبت في وجه المجتمع كي يشاهد نفسه فيها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وفي سلسلة لوحات (عربات الدرجة الثالثة) 62-1866 نشاهد في إحدى اللوحات أماً تحتضن طفلاً رضيعاً بيديها الخشنتين، وامرأة أخرى مهمومة تحتضن سلة وتنطوي على نفسها، يلفها عالمها الخاص الحزين، بينما ينام بجانبها صبي غارقاً في أحلامه التي لا تشبه هموم الكبار الذين يرافقونه في الرحلة، وفي الخلفية عدد من الركاب الذين تضيع تفاصيل ملامحهم في الألوان الخرساء. وفي لوحة أخرى، في عربة أخرى، نجد عجوزين، رجلاً وامرأة، يفصل بينهما جدار من الصمت، ينطوي الرجل على نفسه محني الرأس، بينما تتوقد عينا المرأة العجوز النحيفة بمرارة المعاناة والألم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] رسم واقعي للفنان الفرنسي أونوريه دومييه، وهو يظهر الناس العاديين في محيط حياتهم المألوف ومعيشتهم اليومية