هشام الخياط يرسم وجدانه الدمشقي بالألوان المائية
مجموعة من اللوحات المائية قدمها الفنان محمد هشام الخياط ضمن معرضه في ثقافي أبو رمانة معبرا من خلالها عن جماليات الفن المعماري بأنواعه التراثية لاسيما داخل البيوتات الدمشقية العريقة التي تحتضن بعضاً من الطبيعة كالأشجار والزهور والحيوانات التي كانت تستخدم كوسيلة نقل ليتمكن الفنان عبر تلك الرؤية من خلق عاطفة بين اللوحة ومن يراها.
وقال الفنان الخياط في تصريح لوكالة سانا: أنا قريب من الفن المعماري كثيرا لأنني عشت ضمن بيت دمشقي قديم واعتبر معرضي نوعاً من التوثيق الفني الذي يحافظ على ارتباطي بتراثي وتاريخي لاسيما أنني أتناول الإطار الاجتماعي الذي احتضنني في طفولتي وصباي مبيناً أنه كما يتجه أي فنان نحو ما يربطه به عاطفيا اتجه إلى تلك الأبنية التي يشعر أنها جزء من عبق تاريخه الشخصي.
وأشار الخياط إلى أنه استخدم في لوحاته الألوان المائية رغم صعوبة التعاطي معها في الرسم الذي يحتاج إلى دقة عالية في التعامل مع الأبعاد فالألوان المائية تؤدي حالة فيها الكثير من الشفافية لافتاً إلى أن أغلب اللوحات جسدت ملامح من دمشق القديمة التي تحتاج إلى رعاية الفنانين كي لا يغلبها النسيان.
بدورها قالت رئيسة المركز الثقافي الهام سليمان "إن الفنان تمكن من إعطاء الألوان والمقاييس الموجودة على سطح اللوحة كثيرا من الحميمية والحنان فالأصالة بالرسم تجعل الفنان ذا خصوصية فيها الكثير من التشويق والإقناع" مضيفة أنه عندما نقف أمام لوحات هذا الفنان بمقدورنا أن نستنتج الكثير من القصص والحكايات الماثلة في ذاكرتنا منذ أن كنا صغارا.
أما المهندس والناقد الفني ياسر الصباغ فرأى في لوحات المعرض توثيقاً للعمارة الدمشقية التقليدية وما إضافة الخلفيات إلا إبداع جديد يؤكد على صحة خطوط المنظور بأبعاده وخطوطه الذاهبة للعمق التي تلتقي بنقطة واحدة من خلال تصوير دقيق للخطوط القطرية الملموسة في أرضيات الأبنية وهي ذات فنية عالية فعندما نرسم منظوراً بنقطتي تلاقي وبدقة الخطوط المتوازية لها نجد نقطة تلاقي أخرى عميقة يصعب إداركها وهذه يلتقطها الفنان ببراعة محققا معادلتها وهذا كما نرى في الرسم البيت الدمشقي القديم.
بدورها قالت الفنانة سراء عبود "إن الفنان يهتم بالتفاصيل وبتحقيق المعادلة التي من المفترض أن تحقق في الرسم المعماري مؤديا غرضه بدقة ووضوح علما أنه برع باستخدام الألوان خلال هذا الأداء الصعب بشكل هادئ وأسلوب واضح وجديد نراه من خلال عكس الظل على سطح اللوحة".
وقالت الفنانة أمل الدردري: ينقل الفنان الخياط إلي الرغبة بزيارة المنازل القديمة فأحيانا يصورها وأحيانا يحملها في خياله وذاكرته ليشعرنا أنه ينقلها الى لوحته بعد أن يحملها من وجدانه الخاص الكثير من انعكاسات الحالات الاجتماعية التي عايشها في طفولته لديه بما فيها من آثار وتاريخ.
وأضافت الدردري إن الفنان يتمتع بحساسية عالية فهو يحب لوحته لدرجة يرغب أن يشاركه المتلقي في اتمامها وهو بذلك يحقق اكتمال دائرة التلقي للفنون التشكيلية وهو ما يحتاج إلى رؤية فنية خاصة.
[rtl] في العديد من المعارض المشتركة داخل سورية وخارجها، بالإضافة إلى إقامة معارض فردية عدة.[/rtl]