الطرد و العكس في الشعر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الطرد و العكس براعة في الشعر من حيث الاتقان و حسن انتقاء الكلمات ، و أما تعريف هذا المصطلح " الطرد و العكس " فهو ان ينظم الشاعر قصيدة فتقرأ على وجوه عدة دون ان يكون وراء ذلك معان جديدة في غالب الاحيان أي تقرأ طولا فتؤدي نفس المعنى وتقرأ عرضا فتؤدي نفس المعنى.
الطرد : مدح /و العكس :هجاء
ينظر القارئ إى هذه الأبيات و يعجز عن الإتيان بفكرة مماثلة بسهولة , إلا أن البعض من شعراء العرب كانت هذه عادة عنده ، فينظم الطرد و العكس و كأنه ينظم شعر عادي .
أمثلة كثيرة موجودة في كتب علوم اللغة و دواوين الشعراء ، و قد ارتأيت أن آتي لكم بشيء منها و الله أسأل أن تنال إعجابكم..
قصيدة شعرية عجيبة ، نظمها إسماعيل بن أبي بكر المقري ـ رحمه الله ـ والعجيب فيها أنك عندما تقرأها من اليمين إلى اليسار تكون مدحا ، وعندما تقرأها من اليسار إلى اليمين تكون ذما.
وإليكم بعضا من هذه القصيدة
من اليمين إلى اليسار ... في المدح
طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا **** رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ **** سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا **** حُمدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا
من اليسار إلى اليمين ... في الذم
رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ **** حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا **** خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ **** كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
============ ========= =========
ومن عجائب الشعر كذلك
ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال
((( الغريــب فيـــــــه..أنــك تستطيـــع قراءته أفقيــا ورأسيـــا )))
============ ========= ========= =====
وهذه قصيده عباره عن مدح لنوفل بن دارم
اذا اكتفيت بقراءة الشطر الاول من كل بيت
فإن القصيده تصبح هجـــــاء
قصيدة المدح
إذا أتيت نوفل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم
وجــدته أظلم كل ظــالم **** على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعـاجم **** بعـــرضه وســره المكـاتم
لا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقادم
قصيدة الذم
إذا أتيت نوفل بن دارم **** وجدتــه أظلـم كل ظـــالم
وأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم
ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النادم
واسمع معي قول الشاعر:
جام حوى في الظرف كل باب***مستملح منه ومستطاب
فالحسن فيه واضح الاسباب*** منقطع الاشكال والاضراب
يعجز في الوصف ذوي الالباب **** مع التغالي فيه والاطناب
له غشاء صيغ من اهاب *** حرز بالايدي والالباب
اتدرون عماذا يتحدث الشاعر انه يتحدث عن الاكلة الرمضانية الجام الا وهي القطايف .
---------
وفي هذه شيء غريب حيث تقرأ على 460(اربعمائة وستين وجها) وجها طردا وعكسا ومنها قول الشاعر:
داء ثوى بفؤادي شفه السقم*** بمهجتي من دواعي الهم والكمد
باضلعي لهب تذكو شرارته **** من الضنى في محل الروح من جسدي
يوم النوى حل في قلبي له الم**** وحرقتي وبلائي فيه بالرصد
توجعني من جوىً شبت حرارته**** مع العنا قد رثا لي فيه ذو الحسد
جل الهوى ملبسي وجدابه عدم******* لمحتني من رثا بالحسن منفرد
---------------
الطرد مدح والعكس هجاء:
وهو نوعان نوع يمكن قرائته بعكس الحروف أي نعكس الحروف فنقرا من اليمين مدح ومن الشمال ذم ومثاله:
باهي المراحم لابسٌ ***** كرما قدير مُسْنِد
بابٌ لكل مؤملٍ ***** غَنْمٌ لعمرك مُرْفِد
وهي تقرأ معكوسة الحروف فتصير ذما:
دنسٌ ، مريدٌ قامر **** كسبَ المحارم لا يهاب
دخر مكرُّ معلم**** نغل مؤمل كل باب
واما النوع الاخر فهو الذي يتم قرائة الكلمات من اليمين مدح ومن الشمال ذم :
حلموا فما ساءت لهم شيم ****** سمحوا فما شحت لهم منن
سلموا فما زلت لهم قدم **** رشدوا فما ضلت لهم سنن
وتقرا معكوسة الكلمات فتفيد الذم :
منن لهم شحت فما سمحوا****** شيم لهم ساءت فما حلموا
سنن لهم ضلت فما رشدوا **** قدم لهم زلّت فما سلموا
-----
أخيراً
بيت شعري
وهو عبارة عن بيت واحد ينتج الالاف الابيات ومثاله هذا البيت الذي يقرأ على (40320) اربعين الف بيت من الشعر وثلثمائة وعشرين بيتاقول الشاعر:
لقلبي حبيب مليح ظريف ***** بديع جميل رشيق لطيف
حيث يتم تبديل الالفاظ بالتوالي مكان بعضها البعض ثم كل لفظتين مكان لفظبين وهكذا
و هذا يسمى المتواليات
لا نقف عند هذا الحد إلا لألا ينساق إليكم الملل من الإطالة
منقول