البيئة الطبيعية وأهم مميزاتها
البيئة:هي كل ما هو خارج عن كيان الإنسان ، وكل ما يحيط به من موجودات ، فالهواء الذي يتنفسه والماء الذي يشربه ، والأرض التي يسكن عليها ويزرعها ، وما يحيط به من كائنات حية أو من جماد هي عناصر البيئة التي يعيش فيها ، وهي الإطار الذي يمارس فيه نشاطاته المختلفة. أهم ما يميز البيئة الطبيعية هو التوازن الدقيق القائم بين عناصرها المختلفة ، وإذا ما طرأ أي تغيير من نوع ما في إحدى هذه البيئات فقد تتلافى الظروف الطبيعية بعد مدة آثار هذا التغيير ، ومن أمثلة ذلك تجديد الطبيعة الأشجار بعد حرائق تقضي على مساحات من الغابات ، هذا التوازن بين العناصر المكونة للبيئة يسمى (التوازن البيئي) وإن أي تغيير لعناصر البيئة غير مرغوب فيه ناتج عن أنشطة الإنسان ، والتي تسبب ضرراً للصحة الإنسانية والكائنات الحية يعد تلوثًا بيئيًا .
أسباب تلوث البيئة
أنتج تكدس السكان في المدن الكبرى أضرارًا كثيرة . وقد تعجز الشوارع المزدحمة ، ومحطات القوى ومحطات تنقية المياه ، ومحطات الصرف الصحي وغيرها عن تلبية احتياجات هذا التضخم الهائل من السكان ؛كذلك أدى التقدم الصناعي إلى إحداث ضغط هائل على كثير من الموارد الطبيعية ، فلم تعد البيئة قادرة على تجديد مواردها ، استهلاك النفايات الناتجة عن نشاطات الإنسان المختلفة ، فالدخان المتصاعد من عوادم السيارات ومداخن المصانع ومحطات القوى بالإضافة إلى بعض الشوائب أو أبخرة الفلزات الثقيلة كالرصاص أدت إلى تلوث الهواء ، حيث تبقى هذه الأدخنة معلقة في الجو عدة أيام .هذا مانسميه بالضباب الدخاني، وأن آثارها الخطيرة لا تظهر على الإنسان مباشرة ، لكنها تؤدي على المدى البعيد إلى الخبل والعته واضطراب الإنتباه والذاكرة والهلاوس والأوهام ، ومنها ما يؤدي إلى التخلف العقلي والكآبة ، ومنها ما يؤثر في الجهاز التنفسي.
أشكال التلوث
إن التلوث الهوائي يتسبب في الأيام الماطرة بما نسميه الأمطار الحامضية وهي ظاهرة لفتت الأنظار إليها بعد أن ألحقت الأضرار الكثيرة بالثروة الزراعة والحيوانية والسمكية وفق دورة الطبيعة والسلسلة الغذائية, وبحسب حركة الهواء ينتقل التلوث من مكان إلى آخر, ومن بيئة جغرافية إلى أخرى, إذ تذوب العوالق في بخار الماء المحمول في الهواء لتعود ثانية إلى التربة, فإذا أضفنا إلى ذلك إلقاء الفضلات بما فيها الفضلات الآدمية, والمخلفات الصناعية ونواتجها الكيميائية ذات السمية العالية في المجاري المائية, لأدركنا حجم المأساة التي تعيشها البيئة بسبب صنيع الإنسان وجهله بمضار فعله على الرغم من تقدمه وازدياد وعيه وعلمه. والأمر الآخر الذي زاد المأساة وطأة وعبئاً فادحاً استخدام الإنسان المفرط للمواد الكيميائية في كل الميادين وتعد المبيدات الحشرية المستخدمة في مكافحة الآفات الزراعية, من أخطر هذه المواد وأكثرها انتشاراً, حيث تمتص النباتات هذه المواد وتخزنها في أنسجتها, ثم تنتقل بعد ذلك إلى الحيوانات التي تتغذى عليها, وتظهر في ألبانها ولحومها, وتسبب كثيراً من الضرر لمن يتناولها, كالاضطرابات في وظيفة المعدة والكبد وبعض مظاهر الخمول والتبلد, و أحياناً تؤدي إلى تدمير العناصر الوراثية في الخلايا وتشويه الأجنة, أضف إلى ذلك إنها تسبب قتل الكثير من الطيور والأسماك عن طريق سلسلة الغذاء. ولا يقل التلوث بالأشعة خطورة عن غيره, إذ ترجع خطورة تعرض الجسم للأشعة إلى تأيين محتويات الجسم, حيث تتفاعل الأشعة المؤينة مع مكونات الخلية الحية, الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب نشاطها الطبيعي, وتتراكم هذه الاشعة في جسم الإنسان محدثة خللاً كبيراً تتزايد خطورته كلما قربت المسافة بين الجسم ومصدر الإشعاع, وكلما طالت مدة التعرض له. أما عن آثارها المخربة والمدمرة على الصحتين الجسدية والنفسية, فإنها تؤثر في عمل الغدد الدرقية, مما يتسبب بالوهن وضعف بالانتباه, وعدم التركيز, وكثرة النوم إذا قل إفراز هرمون التيروكسين, ويتسبب بالعصبية والتهيج واضطرابات النوم وعملية الاستقلاب الغذائي أذا زاد إفراز هذا الهرمون, أضف إلى ذلك تخريبها الجلد وجهاز التنفس وغيره. ويعد التلوث الضجيجي أحد أنواع التلوث الخطرة, وخاصة في المدن الكبرى حيث يمتد إلى تلويث المشاعر وتعطيل التغكير والإدراك والحواس, الأمر الذي يؤدي إلى الإرهاق واضطرابات النوم وإلى حالة من التوتر,فتزداد نسبة الكوليسترول في الدم, ويضطرب عمل الغدد الصم فتترك آثاراً نفسية وعصبية خطيرة, أبسطها سرعة التهيج واضطراب الإدراك والحواس.وقد استخدم النازيون والصهاينة التلوث الضجيجي على مساجينهم حتى لا يقدرون على النوم, فيسبب لديهم الانهيار النفسي والعصبي وهذا أساليب غسل المخ. إن علاقة الإنسان بالبيئة علاقة سلوكية, ولا بد من الاعتراف بأن السلوك الشائع للإنسان مع الطبيعة من جهة ثانية, أو الاعتراف بالتناقض بين وعي الإنسان بمشكلات البيئة وسلوكه الفعلي لحلها وبذا يصح المثل القائل: أجناؤها أبناؤهاا
أنواع التلوث
أولاٌ_تلوث الهواء
ثانيا_تلوث الماء
ثالثا_تلوث التربه
سوف نطرق اليها لاحقا