إضطربات النوم
--------------
حين ننام، يتوقَّف جسمُنا عن النشاط، ولكنَّ الدماغ يبقى نشطاً جداً. ويؤثِّر النومُ في وظائفنا اليومية وصحَّتنا الجسدية والذهنية بأكثر من طريقة. ولقد بدأ الباحثون اليومَ بفهم تلك الطرق.
يمرُّ الأشخاص عادةً بدورة نوم مؤلَّفة من خمس مراحل: 1. أوَّلاً، المرحلة الأولى – النُّعاس.
2. ثانياً، المرحلة الثانية – النوم الخفيف.
3. ثالثاً، المرحلة الثالثة – النوم العميق.
4. رابعاً، المرحلة الرابعة – النوم العميق ذو الموجات البطيئة.
5. خامساً، نوم الرِّيم – نوم حركات العين السَّريعة.
ونحن نُمْضي حوالي نصف مدَّة نومنا الإجمالية في المرحلة الثانية من النوم، وحوالي عشرين بالمائة من المدَّة في نوم الريم، والثلاثين بالمائة المتبقِّية من المدَّة في المراحل الأخرى من النوم. أمَّا الأطفال فيمضون نصف فترة نومهم في مرحلة نوم الريم.
خلال المرحلة الأولى، أي النوم الخفيف، نتقلَّب في نومنا ويسهل إيقاظُنا. وتكون حركة أعيننا والعضلات بطيئة جداً. كما يسبق تقلُّصاتُ العضلات، والتي تسمَّى الرمع العضلي المرافق للنوم، إحساسٌ بالاستغراق في النوم. أمَّا في المرحلة الثانية من النوم، فتتوقَّف حركات العينين ويبطؤ نشاط الدماغ.
وفي المرحلتين الثالثة والرابعة، تظهر موجاتٌ دماغية بطيئة جداً. ومن الصعب جداً أن نوقِظ شخصاً غارقاً في المرحلتين الثالثة والرابعة من النوم، واللتين تُسمَّيان النومَ العميق. وفي هاتين المرحلتين، لا تتحرَّك العينان أو ولا يظهر نشاط في العضلات.
إذا أُوقِظ شخصٌ في مرحلة النوم العميق، نجده لا يتأقلم بسرعة، حيث يترنَّح ويشعر بالارتباك لبضع دقائق. كما أنَّ بعضَ الأطفال يبلِّلون أسرَّتهم أو يشعرون بالرعب أو يسيرون في نومهم في مرحلة النوم العميق.
خلال نوم الريم، يصبح التنفُّسُ سريعاً وسطحياً وغير منتظم. وتتحرَّك أعيننا بسرعة في جميع الاتِّجاهات، وتُصاب عضلات الأطراف بشلل مؤقَّت؛ ثمَّ تزداد سرعةُ ضربات القلب، ويرتفع ضغطُ الدم، ويحصل انتصاب القضيب لدى الذكور. وحين يستيقظ الأشخاصُ من هذه المرحلة من النوم، غالباً ما يخبرون الآخرين عن أحلامهم التي حلموا بها في تلك المرحلة، والتي يصفونها بأنها غريبة وغير منطقية عادةً.
تستغرق دورةُ النوم الكاملة حوالي تسعين دقيقة إلى مائة وعشر دقائق. وتتألَّف دوراتُ النوم الأولى في الليل من فترات قصيرة من نوم الريم وفترات طويلة من النوم العميق. وكلَّما تقدَّم الليل زادت فترةُ نوم الريم طولاً، وقصُرت فترة النوم العميق. وعند بلوغ الصباح، نمضي كلَّ فترة النوم في المراحل الأولى والثانية ونوم الريم.
إذا اضطرب النومُ، لا تتَّبع أجسامُنا دورة النوم الطبيعية نفسها في المرَّة التالية التي ننام فيها، بل يدخل الجسمُ في مرحلة نوم الريم مباشرةً، ونمرُّ بفترات طويلة من نوم الريم حتى نستطيعَ "تعويض" ما فاتنا من تلك المرحلة من النوم
تحياتى
ابوبكر مشتهرى
G * A
منقول