الفيلم الوثائقي أو التوثيقي هو فيلم يعرض فيه مخرجه لحقيقة علمية (تاريخية، سياسية...) بصورة حيادية ودون إبداء رأي فيها. الوثائقي يحوي سردا تاريخيا أو سياسيا لمواقف سجلت سابقا، أو لنكبات أوحروب حصلت في الماضي أو الحاضر القريب.
هل الفيلم الوثائقي والتسجيلي واحد؟]
الكلمة اللاتينية لكلمة "وثائقي" أو "تسجيلي" هي واحدة مصدرها كلمة Document والتي تعني "وثيقة" ، إلا أنّنا في اللغة العربية نملك خياراً بين إسمين هما "وثائقي" و"تسجيلي" ومع ذلك نحن حيارى وأحياناً نتذمّر مطالبين بالإتفاق على ما نريد.
الوثائقي هو الذي ينضوي تحت شروط التوثيق الفعلية، أمّا التسجيلي فهو الذي يسجل ما يقع أمام الكاميرا.. هل من فرق؟ نعم..بتحقيق فيلم وثائقي، فإن المخرج سيلتزم بالشروط الصارمة للفيلم، ولا يلجأ لإدخال عناصر خارجية، كتلقيح وتركيب، ولا إدارة الشخص في الفيلم كممثل كما نرى الحال منتشراً، الالتزام هنا هو بتحويل الفيلم إلى وثيقة صادقة مئة بالمئة وخالية من التركيب والتفعيل الجانبي.
الفيلم التسجيلي يستطيع أن يأخذ على عاتقه هذا المنوال من التفعيل كحال المثالين السابقين لأنه يريد أن يسجل طينة حياة وربما يواجه اختيارات من نوع تخصيص العنصر البشري الأول في الفيلم بلقطة يتم تركيب شروطها خلال التصوير؛ كذلك فإن التسجيل يعني أن الكاميرا تصوّر لكي تسجّل وضعاً، وليس بالضرورة لتوثيق حقيقة.
الغطاء المثالي لكلا النوعين هو "الفيلم غير الروائي"، على أساس أنه يشملهما معاً، وهو يشمل أيضاً الفيلم التجريبي، والفيلم التكعيبي، والفيلم الشعري، والفيلم الريبورتاجي وأي فيلم يخلو من عنصر القصّة
[/size]
[rtl]الجزيرة الوثائقية[/rtl]
.
الاتجاهات الفنية
الإتجاه الرومانسي[عدل]الاتجاهات الفنية (بالإنجليزية: Trend) في إنتاج الفيلم الوثائقي أو التسجيلي ويقصد بها الاتجاهات التي يقوم المنتج بالاختيار فيما بينها لعرض فكرة الفيلم بشكل معين لتحقيق الأثر المنشود ، وتتمثل فيما يلي:
يعتمد هذا الإتجاه في مجال إعداد الفيلم التسجيلي وإخراجه على الاهتمام بحياة الفرد بشكل يتميز بحرية التعبير وتلقائيته ، حيث تنشيء مشاهدة الفيلم إحساساً غنائياً عاطفياً لدى المشاهد . ويتناول المخرج التسجيلي في هذا الإتجاه موضوع فيلمه بعناية كبيرة ويتسامى بالمشاهد عن الحياة اليومية العادية المعتادة ، ويدفعه إلى اكتشاف حياته بحساسيه أكبر . ويطلق على هذا الأسلوب أيضاً " الإتجاه الرومانتيكي الطبيعي " ، لتركيزه وتمجيده الواضح للطبيعة ، واهتمامه الملحوظ بعلاقة الإنسان بالعالم الذي يحيط به .
وتتحدد أسس الإتجاه الرومانسي في مجال الفيلم التسجيلي فيما يلي : 1- أهمية معايشة الفنان أو المخرج التسجيلي للموضوع الذي يسجله ويصوره ، والإحساس به لضمان تحقيق المعرفة الكاملة العميقة والإلمام الشامل بكل جوانب الموضوع الذي يعالجه ويصوره من خلال فيلمه .
2- موضوع الفيلم الذي ينبع من المكان الحقيقي الذي يدور فيه في الواقع بأشخاصه وأحداثه الحقيقية في الأصل دون اختلاف أو انفعال من مخرج الفيلم . ويعتبر (روبرت فلاهرتي) رائدًا لهذا الإتجاه الذي بدأه بفيلم (نانوك ابن الشمال) 1922م , وفيه يتناول صراع الإنسان في القطب الشمالي ضد الطبيعة، من أجل كسب قوته، من خلال قصة أسرة من الإسكيمو يعتبر روبرت فولهارتى الاب الروحى لهذا الاتجاه حيث تمسك بتصوير كل افلامه فى مواقعها الاصليةحول النشاط اليومىللمجتمع الانسانى فى بيئة جديدةعلى المشاهد هذا بالاضافة الى انه لم يكن يعمل وفق اسكريبت معد مسبقا بحيث اعتمد على قوة الملاحظة من اشهر افلامه نانوك رجل الشمال والذى انتجه عام1923 حيث يصور صراع انسان القطب الشمالى مع الطبيعة القاسية التى يعيش فيها وذلك من خلال تناوله لحياة اسرة من الاسكيمو و متابعة اوجه نشاطها
الاتجاه الواقعي
ليست الواقعية مجرد تقديم الشخصيات المألوفة والشائعة والموضوعات المستمدة من الطبيعة والواقع فحسب ، وإنما هي تكشف أيضاً عن فردية البشر وتشابههم مع الجماهير الأخرى في آن واحد. والواقعية في الفن تنبه الناس إلى جمال الطبيعة والبشر وتهتم أساساً بتصوير العلاقات الاجتماعية التي ينشغل بها الناس والقوى التي تتحكم فيهم والروابط والمصالح المشتركة بينهم . ويستمد الإتجاه الواقعي في مجال الفيلم التسجيلي مادته الفيلمية من الواقع المباشر لحياة المدن والقرى والأزقة والمصانع والأسواق والمستشفيات ، إلى غير ذلك من الأماكن في محاولة لإبراز ما يكمن تحت السطح وإلقاء الضوء على الأسباب والمسببات ، وهو بذلك يتولى خلق الشعر وإيجاده في ميدان لم يسبق لشاعر أن طرقه من قبل ، حيث تبدو مادة الواقع العادي بعيدة عن أن تكون موضوعاً لعمل فني ، وهي بهذا لا تحتاج إلى الذوق السليم فحسب ، وإنما تحتاج أيضاً إلى الإلهام الفني أي أنها تحتاج إلى جهد شاق خلاق ينفذ إلى الأعماق كما يصدر عن تأثير عميق .
ولهذا يمكننا القول أنه بظهور الإتجاه الواقعي في مجال الفيلم التسجيلي أمكن تصوير الإنسان ومشكلاته وقضاياه في مواجهة الحياة العادية اليومية وجنون المدينة بتناقضاتها العديدة ، أي أن الإتجاه الواقعي يمثل أنقى درجات الواقعية في مجال الفيلم التسجيلي.
ويعطى مثالاً على هذا النوع الفيلم الفرنسي (لاشيء غير الزمان) 1926، للمخرج لكانتي, وهو أول فيلم عن حياة مدينة باريس يكشف من خلاله إمكانية التعبير عن واقع المدينة بكل تناقضاته.
الإتجاه السيمفوني
تتمثل فلسفة الإتجاه السيمفوني في النظر إلى السينما كفن يشبه الموسيقى من حيث اعتماد كل منهما وقيامهما على عنصر الحركة . وإذا كان عنصر الحركة في الموسيقى يعبر عنه بأنه حركة الصوت في الزمان . فإن الحركة في السينما هي حركة الضوء في الزمان والمكان . وعلى هذا التشابه بين كل من الموسيقى والسينما يقوم أساس الإتجاه السيمفوني الذي يهدف إلى تقديم مشاهد الفيلم في توالٍ حركي شبيه بحركات السيمفونية الموسيقية،ويتطلب هذا الإتجاه من مخرج الفيلم ومصوره ذوقاً فنياً عالياً ، وحساً تصويرياً مرهفاً يعتمد على استخدام الايقاعات المتغيرة السرعة والمؤثرات الخاصة طوال الفيلم مستغلاً في ذلك حركة المجاميع والكتل في خلق الايقاع الحركي وإيجاده داخل البناء الفيلمي.
سينما الحقيقة
وهدفها اكتشاف العالم وتوسيع نطاق الواقع الممكن تصويره . وقد ساعد على تطوير هذا الإتجاه وسرعة انتشاره اكتشاف الكاميرا السينمائية 16 مم ، التي تتصف بخفة الوزن وسهولة الحمل وإمكانية تسجيلها لعنصري الصوت والصورة معاً ، مما ساعد على تصوير الأحداث الجارية وقت حدوثها بما يصاحبها من صوت حقيقي مباشر . وبذلك وفرت الكاميرا 16مم ميزتين أساسيتين كان لهما أثر واضح في مجال استخدام السينما في الإعلام والأخبار وهما :
أ- تسجيل الحدث في تلقائية دون أي تدخل في صياغته .
ب- الوجود في قلب الحدث وإمكانية تسجيل أدق تفاصيله .
وقد ساعد التقدم الكبير لتكنولوجيا آلات التصوير السينمائي والتطور السريع في تحسين خامات الأفلام ، على تمكين مخرجي اتجاه " سينما الحقيقة " من عمل مجموعة أفلام تسجيلية على درجة كبيرة من الصدق والمباشرة
وقد ظهر عام 1922 على يد المخرج الروسي ديزيجا فرتوف, في شكل جريدة سينمائية بعنوان (كينو برافدا), وكانت تتناول ما يجري من تغيير في المجتمع السوفييتي, في تلك الفترة من 1922 إلى 1924, فكانت المعادل السينمائي لجريدة (برافدا) الإخبارية