امراض جسدية ونفسية كبيرة يسببها الادمان على التلفزيون

غم اننا في العراق لانعاني من اية ازمة ادمان على التلفزيون او الكومبيوتر بسبب عدم توفر الكهرباء معظم اوقات النهار والليل، الا ان الاهتمام بقضايا الصحة النفسية والجسدية يجب ان يكون متكامل من جميع الجوانب حيث تكتشف مراكز الابحاث العالمية باستمرار جوانب سلبية وكارثية في بعض الاحيان بسبب ممارسات يومية خاطئة نراها اعتيادية الا ان لها اثر كبير علينا وخاصة الاطفال.
وحصر تقرير صحي مخاطر مشاهدة التلفاز على صحة الأطفال ورصد محصلة 35 دراسة علمية أظهرت ان هناك 15 أثرا سلبيا على الأطفال أبرزها ضعف النظر والبدانة والبلوغ المبكر والاصابة بمرض التوحد.
واقترح معد التقرير الدكتور في علم النفس البريطاني أرك سغمان منع الأطفال من مشاهدة التلفاز وتقديمه لهم بعد ذلك بنحو "حكيم".
وأوضح أن الدراسات التي أجريت أثبتت أن مشاهدة التلفاز تثبط من افراز هرمون (ميلاتونين) وهو المسؤول عن الأداء الجيد لجهاز المناعة ودورة النوم واظهار علامات البلوغ المبكر.
كما أظهرت الدراسات أن مشاهدة التلفاز تسبب تلفا دائما في البصر لدى الأطفال ويسبب اندلاع مرض التوحد لدى مراحل الطفولة المبكرة اضافة الى أنه يربك دورات النوم لدى الأطفال الرضع و حديثي الحركة ويرفع احتمال الاصابة بمرض السكر من نمط (2).
وأثبتت الدراسات ان مشاهدة التلفاز ساعة اضافية يوميا تعرض الأشخاص الذين يبلغون من العمر 20 الى 60 عاما لخطر الاصابة بمرض (زهايمر).
وأظهر التقرير الذي نشرته مجلة (بيولوجيست) العلمية ان الطفل البريطاني الذي يبلغ السادسة من عمره يمضي عاما واحدا في مشاهدة التلفاز ويملك غالبية الأطفال ممن تبلغ أعمارهم الثالثة أجهزة تلفاز في غرف نومهم.
وقال سغمان ان "السماح للأطفال بمواصلة مشاهدة هذا القدر من الاعلام على الشاشة هو تخل عن مسؤولية الوالدين بحق".
وطالب باعتبار مسألة تقليل الساعات التي يمضيها الأطفال أمام التلفاز أولوية صحية توفر كثيرا من الأموال لمراكز الرعاية الصحية الوطنية في بريطانيا.
وكشفت الدراسة ان مشاهدة التلفزيون تطرح مخاطر اكبر مما هو معترف به على الاولاد لانها تزيد من احتمال تراجع حدة البصر والاصابة بالبدانة والتوحد او البلوغ المبكر. وخلصت الى انه لا بد من اعطاء اولوية لخفض فترة مشاهدة الاولاد للتلفزيون.
وكشفت الدراسة ان التلفزيون يحد من انتاج هرمون الميلاتونين الذي ينظم الدورات البيولوجية، كما كشفت ان التلفزيون يضر بفترة النوم وجهاز المناعة وبمرحلة البلوغ.
واظهرت الدراسة التي اجراها عالم النفس اريك سيغمان ان تدني نسبة الميلاتونين قد يكون السبب الرئيسي للبلوغ المبكر للفتيات اليوم مقارنة مع فترة الخمسينات.
واضاف ان هذا الامر قد يزيد ايضا من مخاطر الاصابة بمرض السرطان.
واكدت الدراسة ان مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة خلال الطفولة قد يزيد من مخاطر الاصابة بالتوحد والبدانة وتراجع حدة البصر.
كما ان هذه الظاهرة قد تزيد من مخاطر الاصابة بمرض الزهايمر مع كل ساعة اضافية امام التلفزيون للاشخاص الذين تراوح اعمارهم ما بين 20 و60 سنة.
كما يسبب التلفزيون الاصابة بالارق لدى الاولاد ويساهم في زيادة مخاطر الاصابة بداء السكري.
وحذر سيغمان مما قد "يعد اكبر فضيحة في عصرنا" مشيرا الى ان الفتى البريطاني العادي البالغ السادسة من العمر امضى فترة توازي سنة كاملة من عمره في مشاهدة التلفزيون.
وذكرت دراسة امريكية اخرى إن مشاهدة التلفزيون تعطل استجابة الاطفال الطبيعية للغذاء فيتناولون المزيد وهم يجلسون امامه سواء شعروا بالجوع أو لا.
وخلصت الدكتورة جنيفر آل تيمبل وزملاؤها من جامعة بوفالو بنيويورك الى ان "هذه البيانات بعد ربطها ببيانات دراسات اخرى تدعم التوصيات بخفض ساعات مشاهدة التلفزيون والحد من تناول الطعام خلال المشاهدة كجزء من اسلوب الحياة الصحي."
وبحثت تيمبل وفريقها تأثير التلفزيون على "التعود على منبهات غذائية" وهي ظاهرة تحدث عندما يقدم للشخص نوع معين من الطعام بصورة متكررة فيفقد الاهتمام في النهاية ويتوقف عن تناوله بمجرد شعوره بالشبع، لكن تقديم نوع جديد غير مألوف من الطعام يمكن أن يعطل هذه العملية ويبدأ الشخص في الاكل مرة اخرى حتى لو لم يكن جائعا. وقد تعطل المنبهات غير الغذائية ايضا التعود اذا ما تشتت ذهن الشخص.
وفي التجربة الاولى فحص الباحثون 30 طفلا اوزانهم طبيعية تتراوح اعمارهم بين التاسعة والثانية عشر وقاموا باداء اختبار على الكمبيوتر لتسجيل درجات على تناول الطعام.
ويتكون الاختبار من عشر خطوات تستغرق كل منها دقيقتين، وفي الخطوات السبع الاولى عمل الاطفال لتسجيل نقاط من خلال تناول نصف شطيرة برجر صغيرة بالجبن، وفي الخطوات الثلاثة الاخيرة تناول بعض الاطفال قطعا من البرجر بالجبن وتناول البعض الاخر البطاطا (البطاطس) المقلية.
وتناولت المجموعة الثالثة البرجر بالجبن خلال مشاهدة التلفزيون.
ووجد الباحثون انه بينما فقد الاطفال الذين لم يشاهدوا التلفزيون وقدمت لهم شطائر البرجر بالجبن بصورة متواصلة كجوائز الاهتمام بالطعام فقد بدأ الاطفال الذين قدمت لهم البطاطا المقلية والذين كانوا يشاهدون التلفزيون في الاكل مرة اخرى.
وقضت مجموعة التلفزيون ومجموعة البطاطا المقلية وقتا اطول في استيفاء اختبار الكمبيوتر واستهلكوا سعرات حرارية أكبر من المجموعة الثانية الذين قدمت لهم نفس نوعية الطعام دون تشتيت انتباههم من خلال مشاهدة التلفزيون.
وفي التجربة الثانية قدم الباحثون للاطفال وجبة صغيرة تحتوي على 1000 سعر حراري وابلغوهم ان بمقدورهم تناول ما يريدون، وشاهد بعض الاطفال برنامجا تلفزيونيا من 23 دقيقة بينما شاهد اخرون مقطعا من دقيقة ونصف من برنامج معاد ولم يشاهد الباقون التلفزيون.
وقال الباحثون ان المقطع المكرر لم يكن يتطلب الانتباه الكامل من الاطفال.
ووجد الباحثون ان الاطفال الذين شاهدوا البرنامج التلفزيوني استهلكوا اكثر من 500 سعر حراري وقضوا وقتا اطول في تناول الطعام (21 دقيقة) من المجموعة التي شاهدت المقطع المكرر وتلك التي لم تشاهد التلفزيون مجتمعتين.
ودعا الباحثون الى اجراء مزيد من الابحاث لتحديد ما اذا كان تأثير التلفزيون على التعود على الطعام يختلف بين الاطفال الذين يتمتعون بأوزان طبيعة واولئك الذين يعانون من الوزن الزائد.