يقول الكثير من الخبراء أن معظم المشاكل التي تحدث في العمل أو المنزل أو بين الأصدقاء يكون سببها سوء الفهم وعدم الإنصات الصحيح للمتكلم.
قد يقول البعض أن الاستماع لا يحتاج الى مهارة لأنه متأصل في النفس البشرية فلا داعي للاهتمام بهذا الجانب .
وهذه نظرة خاطئة لأن الاستماع هو ثقافة وفن له ضوابطه وتختلف مهارة الاستماع من شخص إلى آخر فالشخص الناجح سواء أكان في العمل أو المنزل هو من يستمع جيدا لما يقوله الطرف الآخر.
~~~~~~~~~~~~~~
وهناك بعض الأسباب تؤدي إلى سوء الإنصات للمتكلم ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- انشغال ذهن المستمع بأمر آخر يراه في نظره أكثر أهميه من الموضوع الذي يتحدث عنه المتكلم.
- انعدام التوافق الفكري بين المتكلم والمستمع بحيث يعتقد المستمع أن المتكلم لا يحمل نفس الفكر والثقافة التي يمتلكها المستمع فتراه يتجاهل الاستماع إليه.
- في بعض الأحيان ينشغل ذهن المستمع بالتحضير لكلامه أو جوابه على المتكلم ويكون شارد الذهن ولكنه يتظاهر بأنه يستمع بإنصات.
- قد تكون الحالة النفسية للمستمع غير مناسبة ومزاجه متعكرا في ذلك الوقت ولكن من باب المجاملة يتظاهر أنه يستمع جيدا.
- أيضاً قد يكون أسلوب المتكلم غير ممتع مما يحدو بالمستمع إلى الشرود في الذهن والتفكير بأمر آخر.
~~~~~~~~~~~~~~
يقول "ستيفن كوف" في كتابه "العادات السبع" ( تأكد أنك فاهم لما يقوله المتكلم قبل أن تكون مفهوما) فكما أنك تحب ان يفهم كلامك من قبل المستمع يجب عليك أن تتأكد أولا أنك فهمت وانصت جيدا لما يقوله المتكلم.
لذلك فمهارة الاستماع هي احد اسباب النجاح والوصول الى الاهداف لان الاستماع الجيد يساعد على اكتساب المعلومة بطريقة سهلة وكذلك يساعدك على استيعاب وفهم ما يجول في خاطر المتكلم ويسهل عليك إبداء النصيحة والمشورة أو إعطاء الجواب.
~~~~~~~~~~~~~~
وفي بعض الأحيان نجد أسلوب المتكلم مملا جداً مما يجعل المستمع غير مكترث لما يقوله المتكلم وهذا شائع جداً كالاستماع إلى محاضر يفتقر للأسلوب الممتع وكذلك أيضاً الاستماع إلى خطيب الجمعة وهو يلقي خطبته بأسلوب قد يدعو إلى النوم وهنا أرى أن المستمع لا يعذر لعدم استماعه لأنك أنت الذي تتحكم في تفكيرك فإن أطلقت لعقلك العنان في الشرود والتفكير بأمور اخرى تكون قد خسرت الاستماع للمتكلم ولعل في كلامه معلومة قد تفيدك في حياتك أو ترفع من رصيدك المعرفي والثقافي ولكنك إن قاومت نفسك وأجبرتها على الاستماع للمتكلم بغض النظر عن أسلوبه فإن هذا سيساعدك على التركيز في حديث المتكلم والاستفادة مما يقوله وأيضا سيعوّدك على التغلب على هذه المشكلة وستكون بعدها مستمعا جيدا لأي شخص كان.
~~~~~~~~~~~~~~
نصيحة : حاول أن تبادل المتكلم حماسه في الكلام وذلك باستخدام لغة العينين والإيماءات والهمسات التي تدل على إنصاتك لأن هذا ما يبحثه المتكلم من المستمع فتكون بذلك المحادثة إيجابية ومثمرة.
ونصيحة اخرى لا تستصغر المتكلم وتنتقص من حديثه لأن الاستصغار من الأسباب التي تؤدي إلى سوء الانصات فكثيرا من الأحيان يحكم الشخص على المتكلم مسبقا ويقول أن فكره وثقافته متدنية فلا فائدة مرجوة من الاستماع إليه وهذا أمر خاطئ لأن المتكلم قد يحمل معلومة أنت لا تملكها فانت غير ملم بكل العلوم وإنما الناس مكملون لبعضهم البعض فما أملكه أنا قد لا يملكه شخص آخر وما يملكه ذلك الشخص قد لا أملكه أنا.