البخل والكرم بقلم محمد
نص رسالة جوابية بعثتها إلى الصديق العزيز ابومروان جوابا على شكواه من - جفاء بعض أصدقاء زمان كتبت عام 1999م
هل إن التفكير توقف ؟ أم إن الكلمات نضبت ولم تعد الحروف قادرة على التعبير عما يجيش في النفس من إلام وأمال, وهل انّه توقف استجماع لسيل هادر من الحروف التي تبحث عن أجمل واصدق صورة لتمزجها في كلمات تعبر عن معاناة الحياة بفرحها وحزنها. أم إن الحالة ليست هذه ولا تلك بل إن شحا نزل ليزيح كرم الحروف جانبا ويتربع على العرش مكبلا القلم وجاثما على الأفكار يمنعها إن تنساب فكثيرا من كرماء زمان قد شحّوا في هذا الزمن. هل إن كرمهم السابق كان لأنهم لم يختلطوا بجراثيم العصر وأوبئته التي أنستهم أصدقاء الماضي وباتوا يتعاملون ببروتوكولات العصر. منهم من اجدب وان نزل منّه غيث فسلام بسرعة نفاثات هذا العصر. أصبحت المسافات القصيرة كأبعد القارات أحيانا, وأخرى لا يتوانون عن طي ابعد المسافات عندما يسمعون بموكب بهرجة, فصارت المظاهر عندهم كعبة يعتمرون إليها وينسون الحج الأصلي. حقا إن البعض أوغل في الشح والبخل فلا تكاد تصدق إن إنسان الأمس هو ذاته وجه اليوم , لكن شتان مابين ذاك الماضي المشرق ووجه بخل اليوم مع إن جسد الاثنين لم يتغير بل الذي تغير هو غذاءهم ذاك الذي كان غنيا بفيتامينات الصدق والإخلاص والمحبة وليس هذا الذي أصبح ملوثا بمخدرات العصر المطعمة بالنفاق وزيف المظاهر,فما اكره كرماء يتحولوا إلى بخلاء, وعندما أتحدث عن البخل لا اعني بالضرورة جانبه المادي بل اعني جانبه الروحي. تلك أسئلة راودتني مستفهما عن توقف القلم عن رسم نبض القلب الذي اتحد مع الفكر ليكونان سجانين يكبلان قلمي الذي يرفض دعوة البخل تلك حيث إنني ما خبرته والبخل صديقان بل ندّان لا يلتقيان. عهدت به وترا يعزف الحان القلب ونبعا صافيا من الدموع بحرارتها وبرودتها وما تعبر كل منه عنّه,فهل فحط حل بالفكر والقلب؟ أم أن قلقا يرتسم على الاثنين ليحجب الرؤية. نعم انه ربما انتظار وربما قلق وربما شحذ للهمة. كم من طفولة حالمة ضاحكة باسمة وهي لا تدري إن الأقدار تسخر منها وتضمر لها ما يدمي العين ويحزن القله جرعات مخدرة وب. كم من فرح يصفق له الآخرون ليعطوهم يعلمون وهو لا يعلم إن الأقدار تسخر منه . مهما يكن فان الأقدار التي تضحكنا لابد لها إن تبكينا