أختاه هل تريدين الجنة؟
--------------------------------------------------------------------------------
أختاه .........تذكري تطاير الصحف
والناس في هذا المشهد صنفين لا ثالث لهما . صنف يأخذ صحيفته بيمينه فيصرخ بأعلى صوته وهو يجري في ارض المحشر ويقول ( هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أنى ملاق حسابية فهو في عيشة راضية في جنة عالية ) .فتنادي عليه الملائكة وعلى أمثاله من أهل الجنة وتقول
( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) .
الصنف الآخر – نسأل الله ألاّ نكون منهم – يأخذ صحيفته بشماله أو من وراء ظهره فيصرخ بأعلى صوته في حسرة شديدة ويقول (يا ليتني لم أوت كتابية ولم أدر ما حسابية يا ليتها كانت القاضية ما أغني عني مالية هلك عني سلطانية ) فيأمر الله الملائكة ويقول لهم
( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ) .
يقول القرطبي : فيبتدره مائة ألف ملك ثم تجمع يده إلى عنقه فذلك قوله ( فغلوه) ثم الجحيم صلوه أي أدخلوه النار العظيمة المتأججة ليصل حـرها ( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فأسلكوه ) أى ثم أدخلوه فى سلسلة طولها سبعون ذراعاٌ تدخل من دبره وتخرج من حلقه .
أختاه .............تذكري الميزان
قال تعالى : ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ) . ( المؤمنون)
أختاه ................تذكري الصراط وأهواله
فالناس بعد هذه الأهوال يساقون إلى الصراط وهو جسر ممدود على متن النار أحد من السيف وأدق من الشعر فمن استقام في هذا العالم على الصراط المستقيم خف على صراط الآخرة ونجا . ومن عدل عن الاستقامة في الدنيا تعثر وتردى فتفكري الآن فيما يحل من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك واضطراب قلبك وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك عن المشي على بساط الأرض فضلاً عن حدة الصراط فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته وأضررت إلى أن ترفعي القدم الثانية والخلائق بين يديك يزلون ويتعثرون وآخرون يخطفون بالخطاطيف وبالكلاليب وتسمعي العويل والبكاء وتنظرين إلى الذين ينتكسون على رؤوسهم وآخرين على وجوههم فيا له من منظر فظيع ومرتقي ما أصعبه تتلفتي يميناً وشمالاً إلى من حولك من الخلق وتديري فيهم بصرك وهم يتهافتون أمامك على جهنم والنبي يقول اللهم سلم سلم . فتصوري لو زلت قدمك فهل ينفعك ندمك وتحصرك في ذلك الوقت كلا ٌ
( يومئذ يتذكر الإنسان وأن له الذكرى ) .
وأخيراً أختاه ..........جنة نعيمها مقيم أو نار عذابها أليم .
وتذكري قوله تعالى ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة . أصحاب الجنة هم الفائزون )
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنه
منقول من كتاب أختاه هل تريدين الجنة؟